شهدت مدن ألمانية عدة أمس الأحد احتجاجات حاشدة ضد العنصرية، ومن جانبه أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإدانته للعنصرية لكنه رفض التنصل من تاريخ بلاده أو إزالة تماثيل رموزها المتهمين بالعنصرية.
وفي برلين، تجمع الآلاف أمام بوابة براندنبورغ التاريخية، وشكّلوا سلسلة بشرية امتدت إلى ميدان هيرمان، كما رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل "أقوياء معاً، العنصرية قاتلة".
واحتج المشاركون على سياسات الحكومة بشأن المناخ والبيئة والهجرة، وارتفاع أسعار الإيجار في المدن الكبرى، مطالبين بشروط أكثر مساواة في الحياة الاجتماعية.
وقال متحدث باسم حركة أنتيلبار (غير قابل للتجزئة) "أكثر من 20 ألف شخص" شاركوا في برلين، في حين قدّرت الشرطة عددهم بنحو ثمانية آلاف.
وجاء في بيان للمتحدث باسم الحركة يورغ فيسماير أن "فيروس كورونا يفاقم اللامساواة القائمة. الكثيرون معرضون لخطر التخلي عنهم. لن نسمح بذلك.. حقوق الإنسان، العدالة الاجتماعية والعدالة المناخية لا يمكن تجزئتها".
وحذر مراقبون قبل المظاهرة من موجة تفش جديدة لفيروس كورونا، لكن حركة أنتيلبار حضّت المشاركين على إبقاء مسافة ثلاثة أمتار بين بعضهم، وقام المنظّمون بالتنبيه للشروط الصحية، كما أقر متحدّث باسم الشرطة بأن التدابير في صفوف المشاركين كانت "نموذجية".
وإلى جانب العاصمة برلين، عمّت الاحتجاجات أيضاً مدنا أخرى مثل لايبزيغ وهامبورغ وبلاوين وكيمنتس.ماكرون يتحدث في خطاب تلفزيوني للشعب الفرنسي (رويترز)
فرنسا
أما في العاصمة باريس، فقال رئيس البلاد خلال خطاب تلفزيوني إن فرنسا لن تتساهل مع العنصرية ومعاداة السامية والتمييز، لكن "هذا الكفاح النبيل يضل سبيله حين يتحوّل إلى طائفي، ويدعو إلى إعادة كتابة الماضي بصورة خاطئة تحض على الكراهية".
وأضاف ماكرون "سأكون واضحا للغاية الليلة، أبناء وطني: الجمهورية لن تمحو أي اسم من تاريخها. لن تنسى أيا من أعمالها الفنية، لن تزيل التماثيل".
وقال الرئيس "نحن أمة يجب أن يجد كل فرد فيها مكانه أياً كانت أصوله وأياً كان دينه" معتبرا أنه لا يجب "في أي حال من الأحوال أن ننكر ذاتنا".
ووسط إقرار ماكرون بوجود تمييز عنصري في البلاد، حذر من انتقال عدوى التخريب وتدمير النصب من الولايات المتحدة إلى المتظاهرين في بلاده، حيث استهدف بعض المحتجين في أميركا وأماكن أخرى بالعالم تماثيل لرموز تاريخية ترتبط بالعبودية أو انتهاكات حقوق الإنسان بالماضي.
وبدورها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش الرئيس الفرنسي إلى إعلان "إصلاحات ملموسة" لإنهاء "عمليات التحقق من الهوية التي يطغى عليها التعسف والتمييز" وذلك قبيل إلقاء كلمته.
وأضافت في بيان أن عشرات الآلاف في فرنسا يدينون العنصرية والتمييز لدى الشرطة، معلنة أنها ستنشر تقريرا بعنوان "يتحدثون إلينا مثل الكلاب" يوثق "عمليات تفتيش الشرطة المتكررة والتي لا أساس لها بحق افراد الأقليات العرقية، وبينهم أطفال".
وشهدت دول أوروبية عدة السبت مظاهرات ضد العنصرية، وتخلل بعضها عنف مع الشرطة، لا سيما في فرنسا وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق