يمثل محتوى كتاب «استشراف أوضاع الوطن العربي عام 2025»، الصادر حديثا عن منتدى الفكر العربي، حوارا استشرافيا وعصفا ذهنيا حول مجموعة من المحاور، التي تشكل مفاصل رئيسة في مسار بحث قضايا المستقبل العربي، لكونها تحديدات حقيقية مترابطة، حيث تضع النقاط على الحروف لدى سؤال المستقبل، وتوفر أدوات النظر إلى مقاربة مشكلاتنا وأزماتنا الحالية، التي تعد نتائج تراكمية تتطلب التمعن في أسبابها، وكذلك التفاكر حول وسائل الخروج من حلقاتها الملتهبة.
بهذه الكلمات، لخـّص د. محمد أبو حمور أمين عام منتدى الفكر العربي، مضمون الكتاب، الذي يستشرف مستقبل العالم العربي، ويرسم معالمه القادمة، في الوقت الذي يشهد فيه الكون نهضة وحضارة لا علاقة لها بالماضي، ولا بالحاضر، على مختلف الأصعدة.
لم يكن المنتدى أحادي النظرة، بل شموليا، حين أتاح لنخبة النخبة من أعلام الفكر، ومن القامات العالية في مسارنا الوطني والقومي، لأن يستشرفوا المستقبل الأفضل والأجمل والأكمل لعالمنا العربي،آخذا بعين الاعتبار تعدد رؤاهم ومشاربهم ووجهات نظرهم، من خلال ندوة عقدوها في مقره، ضمن سلسلة الحوارات العربية، وهم: د. محمد أبو حمور، د. صباح ياسين، د. سمير الحباشنة، د. نبيل الشريف، د. عبد القادر الطائي، د. هناء القلال، جواد الحمد، أ.د.محيي الدين توق، د. باسل البستاني.
أعدّت وحررت هذا الكتاب الإعلامية د. نادية سعد الدين، بينما راجعه الأديب كايد هاشم (عضو رابطة الكتاب الأردنيين، عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب)، وأخرجته فنيا ميساء محمد هاشم خلف، وقامت بالتنسيق والمتابعة هنيدا القرالة، أما تفريغ النصوص فقامت به نسرين مصدر.
كان المنتدى، وما زال المنارة الفكرية التنويرية الشامخة، التي تستبق الزمن، وتقدم للأمة تصوراتها الايجابية، من خلال المؤلفات والمجلات والنشرات التي تصدر عن المنتدى عامة، ومن خلال المؤتمرات والفعاليات الأسبوعية والسنوية، وغير السنوية، التي يعقدها، ومن خلال المحاور التي ناقشتها تلك الندوة خاصة وهي: تطورات الوضع الدولي، الإطار الإقليمي ودول الجوار، حقوق الإنسان والأقليات في الوطن العربي، التحول الديمقراطي، الفساد والحاكمية الرشيدة، الاقتصاد والتنمية المستدامة. ولعلّ أبرز سمات هذا المنتدى، انه يعمل على مستوى الوطن، لا يكتفي بآراء ومواقف العاملين فيه، بل له شركاء في التفكير والعطاء والانجاز على مستوى المملكة من جهة، والعالم من جهة أخرى. والمنتدى منظمة عربية فكرية غير حكومية، مقرها عمان، أسست عام 1981 في أعقاب مؤتمر القمة العربي الحادي عشر، بمبادرة من المفكرين وصانعي القرار العرب، وفي مقدمتهم سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس المنتدى وراعيه، وهي تسعى إلى بحث الحالة الراهنة في الوطن العربي وتشخيصها، وإلى بلورة فكر عربي معاصر حول قضايا الوحدة والتنمية والأمن القومي والتحرر والتقدم
تم نشره في السبت 17 حزيران / يونيو 2017. 12:00 صباحاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق