عمان - يستعرض كتاب «الموسيقى الشعبية في الخليج العربي» لمؤلفه الموسيقار والباحث البحريني الراحل مجيد مرهون، ابرز الفنون الشعبية السائدة في منطقة الخليج، مؤكدا اهمية التوثيق والتعريف بها قبل ان يطويها النسيان.
يعرف مرهون في الكتاب الصادر حديثا ضمن العدد الاخير من مجلة (فنون) الكويتية، بجملة من الآلات العزفية الشعبية مصحوبة بالشرح والاشارة الى الطقوس التي يجري العزف عليها من بينها: ايقاعات عرفت بفن الفنجري الشديدة الاتصال بركوب البحر وفن الغوص تحديدا، كما جرى تناول فن النوبان او الطنبورة والتي يجري عزفها على آلة موسيقية وترية آتية من اصول نوبية افريقية وفدت الى الخليج العربي عبر تطور العلاقة التجارية مع الصومال وزنجبار.
وعرض الكتاب لرقصة الليوة وموسيقى القربة وفن الصوت الخليجي، مشيرا الى ان دور الأصوات الكويتية في تطوير هذا النوع من الفنون، كما عرج المؤلف على فني السامري والخماري وهما من اشهر الفنون الدارجة في الخليج وشبه الجزيرة العربية والتي جاءت من أساس صوفي، ثم واصل الكتاب استعراض نماذج من الفنون الحركية كالعرضة ورقصات الكاسر ورقصة المناديل فضلا عن فن البستة.
يتطلع المؤلف في تعريفه بهذه الفنون الشعبية الى التوثيق والتأصيل والتوصيف الذي لا يخلو من الدقة والبساطة والوضوح في تفسير حركات موسيقية امام القارئ العادي، مبينا في الوقت ذاته مفردات هذه الفنون الشعبية وانواعها وآلاتها وايقاعاتها، فضلا عن علاقة الايقاعات والجمل اللحنية بالأداء الحركي المصاحب لتلك الالحان والايقاعات.
ويختم مرهون دراسته بالعديد من التوصيات التي تتوخى وضع اساس متين لحفظ الموروث الموسيقي وتدوينها لغايات التجديد والتطوير وترويجها في فضاءات عالمية وذلك من خلال ايجاد جيل جديد ينهض بتلك الموسيقى وتعزيز الوعي والارتقاء بها لتظل عالقة في الذاكرة.
يشار الى مؤلف الكتاب مجيد مرهون (1945 - 2010)، انجز خلال مسيرته الموسيقية مجموعة من الاعمال الفنية المتنوعة منها:
السيمفونية الاولى في مقام ري الصغير، كونشيرتو السكسفون مع الاوركسترا، اوركسترا جزيرة الاحلام، وطفلي الحبيب للاوركسترا الوترية، بالاضافة الى اشتغاله على رباعيات وترية وصولو الفلوت مع البيانو.
كما كتب العديد من الابحاث والدراسات والمقالات والتي صدرت في مؤلفات موسوعية منها: الاسس المنهجية لدراسة نظرية الموسيقى في ثلاثة اجزاء والقاموس الموسيقي الحديث الذي يضم تسعة مجلدات. (بترا)
تم نشره في الخميس 9 آذار / مارس 2017. 01:00 صباحاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق