"حكومة شديدة المركزية وتحطيم طالبان".. التناقض الذي أنهى أطول حرب أميركية
طاحت القوات الأميركية بطالبان من الحكم عام 2001
لم يستغرق الأمر سوى شهرين بعد الغزو الأميركي لأفغانستان في أكتوبر 2001 حتى أصحبت مؤشرات مهمة الولايات المتحدة تدل على الفشل، حسبما ترى صحيفة نيويورك تايمز.
وفي السابع من ديسمبر 2001، قال المتحدث باسم حركة طالبان -التي أطاحت بها القوات الأميركية من الحكم في نفس العام- الملا عبد السلام ضعيف: "غدا ستبدأ طالبان في تسليم أسلحتها. أعتقد أننا يجب أن نعود إلى ديارنا".
لكن الولايات المتحدة رفضت استسلام الجماعة، وتعهدت بمواصلة القتال لتحطيم نفوذ طالبان في كل ركن من أركان البلاد.
في نفس الأسبوع، أشرفت واشنطن على اتفاقية دولية لتشكيل حكومة جديدة في أفغانستان ستكون "حسب بعض الروايات، الحكومة الأكثر مركزية في العالم"، حسب قول فرانسيس زي. براون، خبيرة الشؤون الأفغانية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
أدى ذلك إلى قيام الولايات المتحدة بمهمتين مزدوجتين؛ القضاء على طالبان وإقامة دولة جديدة شديدة المركزية. لكن سلسلة من الخيارات أدت إلى خلافات متزايدة بشأن ذلك، وتناقض فادح في الجهد الأميركي الذي أعلن الرئيس جو بايدن أنه سينتهي بعد 20 عاما من الحرب، وفقا لنيويورك تايمز.
وقالت براون: "هذان الأمران يشكلان الكارثة التي نجد أنفسنا فيها الآن".
بحلول نهاية ذلك العقد، كانت الولايات المتحدة بدأت مهمة تصفها نيويورك تايمز بـ"المتناقضة": فرض نظام جديد من أعلى إلى أسفل مع استمرار تدمير حركة طالبان التي أقامت نظامها من الأسفل إلى الأعلى، وتمثل دائرة انتخابية حاسمة من عرقية البشتون في غرب أفغانستان.
وأضافت الصحيفة "من حيث الجوهر، كانت الولايات المتحدة تحاول فرض سلام دائم بين الفصائل الأفغانية بينما تقف في طريق المصالحة مع واحدة من أهم الفصائل".
وأشارت إلى أن هذا التناقض كان "متجذرا في طموح ومثالية إدارتي جورج دبليو بوش وباراك أوباما"، الأمر الذي يخالف إنهاء الحرب الأهلية.
ووصف المحلل مايكل وحيد حنا ذلك بـ"غطرسة" الأميركيين عندما اعتقدوا أنهم توصلوا لإعادة بناء دولة فاشلة، من خلال تنصيب "حكومة في صندوق"، على حد قوله.
والأربعاء الماضي، أعلن بايدن أنه سيبدأ سحب القوات الأميركية من أفغانستان اعتبارا من أول مايو لإنهاء أطول حرب أميركية، رافضا دعوات لبقاء القوات الأميركية لضمان حل سلمي للصراع الأفغاني.
وبالانسحاب دون تحقيق نصر واضح، تفتح الولايات المتحدة الباب أمام انتقادات بأن تلك الخطوة تمثل اعترافا فعليا بفشل الاستراتيجية العسكرية الأميركية.
وأودت الحرب بحياة 2448 جنديا أميركيا، وبلغت تكاليفها ما يقدر بنحو تريليوني دولار. وكان حجم القوات الأميركية في أفغانستان بلغ ذروته في 2011 عندما تجاوز 100 ألف جندي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق