تحريم الانضمام إلى الجماعة المصنفة ارهابية في عدد من الدول العربية هو أول موقف واضح ومباشر ولا لبس فيه من قبل مشيخة الأزهر.
الازهر يتهم الاخوان وغيرها من الجماعات المتطرفة بغرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد
الازهر يتهم الاخوان برمي المجتمعات بالكفر
القاهرة - أفتى الأزهر بحرمانية الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين المصنفة كتنظيم إرهابي في عدد من الدول العربية ومن بينها مصر.
وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في فتوى مكتوبة الأحد أن الانضمام لجماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإرهابية "محرم شرعا".
وجاء موقف الأزهر كرد على سؤال وجهته صحيفة الوطن المصرية للمشيخة بخصوص شرعية الانضمام الى الإخوان والتنظيمات المتطرفة او التي تستغل الدين للوصول الى مآربها من الناحية الدينية.
ويعتبر تحريم الانضمام الى جماعة الإخوان أول موقف واضح ومباشر ولا لبس فيه من قبل مشيخة الازهر وذلك بعد انتقادات تعرض لها الأزهر بسبب عدم وضوح الرؤية تجاه الإخوان وفكرهم وهو امر استغل كثيرا من طرف تلك الجماعة.
وفسر الأزهر موقفه قائلا "بان الله تعالى أمر عباده إتباع صراطه المستقيم، ونهاهم عن الابتعاد عن أي طريق يصرف الناس عن اتباع الحق" مضيفا "أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن الفتن وأسبابها هو السبيل الوحيد لإرضاء الله".
وتابع الأزهر في فتواه المكتوبة "بدا واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد في الأرض بعد إصلاحها من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمي المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل".
بدا واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد في الأرض
وختم الأزهر موقفه قائلا "من خلال ما سبق عرضه يحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يُعد حرامًا شرعًا".
وتعمل هيئات دينية في العالم العربي على مواجهة خطر الإخوان المسلمين حيث وجهت هيئة كبار العلماء السعودية الشهر الماضي انتقادات واسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين قائلة أنها "منظمة إرهابية ولا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين".
وقالت الهيئة في بيانها ان "الإخوان جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام منحرفة تخرج على الحكام وتثير الفتن وتتستر بالدين وتمارس العنف والإرهاب".
واضافت الهيئة "أن كل ما يؤثر على وحدة الصف حول ولاة أمور المسلمين من بث شبه وأفكار، أو تأسيس جماعات ذات بيعة وتنظيم، أو غير ذلك، فهو محرم بدلالة الكتاب والسنة، وفي طليعة هذه الجماعات التي نحذر منها جماعة الإخوان المسلمين، فهي جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية".
واضافت "منذ تأسيس هذه الجماعة لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم، ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئا بالشرور والفتن، ومن رحمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة عاثت في البلاد والعباد فسادا مما هو معلوم ومشاهد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم".
وتابعت "مما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب، فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها".
والهشر الماضي أثنى مفتي مصر شوقي علام على جهود هيئة كبار العلماء السعودية في مكافحة فكر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين.
وقال مفتي مصر في حوار ببرنامج "نظرة" الذي يبث على قناة "صدى البلد" الجمعة ان مواقف علماء السعودية لها مرجعية دينية وشرعية وهم لا ينطقون عن هوى وغاياتهم ليست سياسية.
وشدد مفتي مصر على حرمة الانضمام الى الاخوان بسبب فكرهم المتطرف والذي يشرع للتفرقة بين المسلمين قائلا "نقدر البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء السعودية ضد الاخوان، ونقدر موقف سماحة مفتي المملكة، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، فهو بيان مهم".
وتابع مفتي مصر "بيان علماء السعودية يضع النقاط على الحروف، ويوضح أن الموقف الشرعي يمنع من الانتماء إلى جماعة الإخوان، وحرمته بناء على مقومات علمية سردها البيان".
مفتي مصر كان قد حرم الانضمام الى الاخوان المسلمين
وأكد مفتي مصر ان الأحكام التي بني عليها البيان واضحة وجلية شرعا مشددا ان دار الإفتاء تحرم الانضمام الى الجماعة.
وليست هذه المرة الاولى التي تتهم فيها هيئة كبار العلماء في السعودية تنظيم الاخوان بانه تنظيم ارهابي ومفسد وذلك بعد ان أعلنت وزارة الداخلية السعودية في مارس/آذار 2014إدراج الإخوان بقائمة التنظيمات الإرهابية.
واعتمدت السعودية في العام 2014، قائمة للجماعات الإرهابية، تضم اضافة الى الاخوان تنظيمات داعش والنصرة وحزب الله السعودي والحوثيين، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق.
وجاء قرار المملكة داعمًا لموقف النظام في مصر، الذي أعلن الإخوان، في ديسمبر/ كانون الأول 2013، جماعة محظورة وإرهابية، وذلك بعد أشهر من الإطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي، في ثورة شعبية.
كما صنفت الامارات العربية المتحدة الاخوان تنظيما ارهابيا.
وفي شهر سبتمبر/ايلول شدد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، على أن تنظيم الإخوان الإرهابي يحارب كل من يحذر من خطر الجماعة.
وتعتبر هذه الدول ان الارهاب والتطرف والفكر التكفيري هو وليد جماعة الاخوان التي تتمسك دائما بالإنكار لكن التاريخ المعاصر يثبت ان الجماعات الارهابية هي بطريقة او باخرى تتبنى الأفكار الهدامة للجماعة وتبني عليها مشاريعها.
ورغم القرارات القوية ضد التنظيم لكنه لا يزال يمثل خطرا محدقا بالشعوب ووحدة الدول وامنها حيث تتحمل الجماعة اخلاقيا مسؤولية الهجمات الاخيرة في فرنسا والنمسا كون افكارها ساهمت في انتشار التطرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق