تسلط الدراما السعودية «ضحايا حلال» التي تعرض على منصة "شاهد VIP" الضوء على قضية اجتماعية شائكة لم يسبق للدراما التلفزيونية السعودية أن تطرّقت إليها، وذلك في مواكَبةٍ للإقبال الجماهيري على الدراما ذات الأبعاد الاجتماعية، والسرد القصصي الذي يعالج القضايا الحساسة والشائكة والبعيدة عن عدسات الإعلام ونصوص الدراما في العالم العربي.
يستوحي العمل أحداثه من قصص واقعية وشخصيات تتشابك خطوطها الدرامية حول قضية جوهرية هي زواج المسيار، الذي يتم التطرّق إليه داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
المسلسل من تأليف نور الشيشكلي، وإخراج أحمد مدحت، وإنتاج MBC STUDIOS، حيث يحاول عبر حلقاته العشر الطويلة إيجاد الإجابات عن مجموعةٍ من الأسئلة مفادها: إذا كانت القضية برمّتها قانونية وتسير تحت سقف القانون، فكيف تكون النساء المشتركات في هذا الزواج ضحايا؟ وإن كنّ كذلك فعلاً، فأين يكمن الخطأ الاجتماعي المُرتَكَب بحقهن؟ تلك الأسئلة وسواها يطرحها المسلسل بشفافية وموضوعية وعمق، تاركاً للمشاهدين حرية المقارَبَة وأخذ العلم، وربما الإجابة.
وتدور أحداث العمل باختصار حول فتيات ينحدرن من بيئات وطبقات اجتماعية مختلفة، ويتعرضن لظروف قاسية تقودهن للطريق «أم نورا» التي تقنعهنّ أن سبيل الخلاص الوحيد أمامهن هو زواج المسيار الذي تديره وتسيّره وفقاً لشروطها.
«أم نورا»، وهي الشخصية المحورية التي تلعب دورها باقتدار الممثلة السعودية سناء بكر يونس، تتلاعب بأفكار وحياة النساء اللاتي يقعن بين أيديها بعد تعرضهنّ لظروف الحرمان والقهر، وهي بدورها تقودهن للاعتقاد بأن «المسيار» هو الحل السحري لمشكلاتهن العالقة.
بدايةً تعتقد النساء أن تصرفات «أم نورا» وسلوكها نابعَيْن من مصالح شخصية غامضة، ولاحقاً يكتشفن ما هو خلاف ذلك نسبياً، ولكن النتيجة في نهاية المطاف توضح أين تكمن عقدة المنشار، لنكتشف رمزية وحقيقة العنوان الذي يحمله العمل.
في المحصلة، يمكن القول إنه بالرغم من كون المسلسل يندرج تحت سياق الدراما الخيالية التي تستقي أحداثها من الواقع الاجتماعي، فإن الرسالة التي يحملها عبر أحداثه وشخصياته تهدف إلى رفع الوعي المُجتمَعي بقضيةٍ هامة وواقعية للغاية.. كل ذلك بأسلوب نقدي هادف، يفتح باب الحوار الواعي، ويُشرِك المشاهدين في إدراك المشكلة وإيجاد الحلول لها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق