هذا العرض جزء من بحث بعنوان "التعصب الديني والمذهبي-آفة العصر/بقلم د.نضال ابوميالة (الجزء الثالث)
التعصب في علم النفس :
* التعصب نتاج شعور داخلي يدفع الإنسان إلى التشدد والتصلب بالرأي، فيرى نفسه على حق والآخرين على باطل متجاهلا العقلانية والمنطق من خلال الحُجة والبرهان.
* العقول أربعة:
– العقل الهيولاني فهو قوة مستعدة لقبول ماهيات الموجودات أو المعقولات.
– العقل بالفعل فهو نفس العقل قد اتحد بالصورة العقلية، ثم انتقلت إلى الفعل.
– العقل المستفاد هو العقل بالفعل، فأصبح مستفادًا عندما أدرك الصورة العقلية.
– العقل الفعال هو العقل الذي يفيض من النفوس الإنسانية.
* المتعصب يندرج تحت قائمة المختلين نفسيا ( ليس عقليا ) نتيجة خلل في الفطرة وعجلة الإنتاج الفكري لديه، لذا نجده في معظم الحوارات عدائيا أكثر منه حواريا.
* يرى علماء النفس أن التعصب السلبي له مكونات واتجاهات ثلاثة: معرفية وانفعالية وسلوكية :
* المكون المعرفي، وهو عبارة عن الادراكات والمعتقدات والتوقعات في ذهن المتعصب تجاه الطرف الآخر.
* المكوّن الانفعالي، فيشتمل على المشاعر السلبية، مثل الازدراء والخوف والحسد والكراهية.
* المكوّن السلوكي الممارسات والمواقف العملية التي يسعى المتعصب لاتخاذها ضد الآخرين. بدءاً من المقاطعة وتجنب التعاطي معهم، إلى التمييز الضار، حيث يأخذ المتعصب على عاتقه السعي لمنع المُستَهدَفين من الحصول على التسهيلات والامتيازات التي يتمتعون بها، كفرص التعليم، والوظائف العالية، وقد تتطور الحالة إلى سلوك عنفي يتمثل في العدوان الجسماني والسطو على الممتلكات.
التعصب في الإسلام :
* الاسلام دين الوسطية ، وهو بريء من أي تعصب { وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ}البقرة143.
* القرآن تحدث عن النفس الإنسانيه وقدسيتها بالعموم دون التَقَيُد بدين ولا مذهب ولا طائفة ولا عرق ولا لون ،،،الخ { مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا }المائدة32.
* أمر الله الناس في القرآن بأن ينظروا ويتفكروا في خلق السماوات والأرض للتأمل والتدبر في عظمة التنوع والتعدد والإختلاف وكيفية التناسق والتكامل في عالَم السماوات و عالَم الأرض و عالَم النبات و عالَم الحيوان، وبالتالي عالم الإنسان { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }البقرة164.
* التعصب ونبذ الآخر يتعارض مع أسس الإسلام في العدل والمساواة بين البشر { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13، ( ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبيته )صحيح مسلم.
* الإسلام حَثّ على العِلم والمَعرِفَة أيا كان مصدرهما، والتعصب يحول دون ذلك { الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }الزمر18.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق