ملخص رواية البؤساء للأديب الفرنسي فيكتور هوجو المولود سنة 1802
البؤساء Les Misérables ، أشهر رواية فرنسية تاريخية في القرن التاسع عشر ، ألفها الكاتب الفرنسي الشهير فكتور هوجوVictor Hugo ، ونشرت لأول مرة في عام 1862 ، حققت الرواية نسبة مبيعات عالية جدا وخاصة بعد تحويلها لمسرحية وفيلم يحملان نفس الاسم ، ويذكر بأنها أيضا حصلت على العديد من الجوائز ، وقد ترجمت للعديد من اللغات من بينها اللغة العربية
ملخص الرواية :
تبدأ الرواية بإطلاق سراح جان فالجان في عام 1815 وتحديدا في مدينة ديني الفرنسية ، بعد أن قضى 19 سنة في داخل سجون طولون ، حيث سجن خمس سنوات إثر سرقته خبزا لأطفال أخته الذين عانوا من الجوع الفاحش ، واعتقل 14 عاما بسبب محاولته للهروب مرات عديدة .
بعد خروجه من السجن حاول النزول في أحد الفنادق إلا أنه رفض استقباله بسبب حصوله على جواز السفر الأصفر الذي يفيد بأنه من أصحاب السوابق ، مما اضطره إلى النوم في الطرقات وهو في قلبه غضبا وحسرة . وبعد ذلك استضافه شارل ميريل أسقف مدينة ديني في منزله ، إلا أن جان فالجان فر هاربا من المنزل بعد سرقته بعض أواني فضية من الأسقف ، وبعد إلقاء القبض عليه أبل ميريل الشرطة بأنه هو من أعطى فالجان الأواني الفضية وأنه لم يقم بسرقتها ولن يقف عند هذا الحد فقد أعطى جان فالجان شمعدانين فضة كهدية ، واشترط ميريل على جان فالجان بأن يهب حياته لله وأن يجعل من نفسه رجلا صالحا مقابل هذه الفضيات . ولكن فالجان ، سرق مرة أخرى من أحد المارة ، إلا أنه ندم على فعلته فبحث عن الشخص الذي سرقه ليعيد له نقوده ألا أنه تم الإبلاغ عن السرقة فاضطر جان فالجان للاختباء خوفاء من العودة إلى السجن والعيش فيه مدى الحياة .
بعد مرور ستة سنوات ، استخدم جان فالجان اسم مادلين ، وهو شخص ثري يمتلك مصنع في مدينة مونتبريل سرمير وكان عمدة للمدينة ، وأثناء سيره وجد رجلا يحتاج إلى مساعدة حيث أنه حصر تحت عجلات العربة ولن يجد من ساعده سوا جان فالجان الذي كان معروفا بقوته ، وأثناء مساعدته للرجل شاهده المحقق جافيير الذي كان حارسا على سجن طولون خلال مكوث جان فالجان في السجن حينها ، وانتباه الشك بأن هذا الشخص هو ليس بالعمدة وبأن هذه القوة هي فقط لشخص واحد معروف جدا ألا وهو جان فالجان .
وفي مشهد آخر ، كان هناك عاملة في مصنع العمدة تدعى ” فانتين ” ، كانت لديها طفلة تدعى ” كوزيت ” من رجل تخلى عنها وتركها وحيدة مع ابنتها ، فاضطرت إلى التنازل عن طفلتها لعائلة كان صاحبها رجل فاسد وزوجته سيئة الطباع ، واكتشفتالام بسوء معاملتهم لابنتها فكانت تحاول جاهدة بأن تلبي طلباتهم حتى لا تتعرض ابنتها للسوء ، وتم طردها أيضا من مصنع العمدة بعد أن يتم الاكتشاف بأن لديها ابنة غير شرعية ، فتضطر بعد ذلك لبيع شعرها وأسنانها لتدفع للرجل الفاسد نقودا ، وبعد مرور الوقت تمرض فانتين وتتعرض للمضايقة من أحد المارة فتضربه ، ويقبض عليها المحقق جافيير الذي توسلت له كثيرا بأن يتركهها حتى تتمكن من توفير النقود لابنتها إلا أنه لم يأبه بذلك وحكم علهيا ستة أشهر ولكن بعد تدخل العمدة والمقصود هنا جان فالجان ، تم إطلاق صراحها ، ويعيدها إلى العمل بالمصنع ويأخذها للمستشفى .
وفي أحد الأيام يتم القبض على رجل كان يسرق بسبب الجوع ، وتم القبض عليه على أنه جان فالجان وذلك لما كان له من سوابق مثل هذه الحادثة ، ويشهد المحقق جافيير بأن هذا الرجل هو فعلا جان فالجان على الرغم من معرفته بأنه ليس هو ، إلا أن عذاب الضمير الذي انتاب فالجان جعله يقدم نفسه ويعترف بأنه هو جان فالجان حتى ينقذ الرجل البريء مما أدى إلى محاكمته ، فاضطر للهرب مرة أخرى والاختفاء ، وقضى حياته على هذا المنوال هاربا طريدا وتبنى ابنة فانتين بعد أن توفيت وكرس حياته لها .
ملخص آخر للرواية البؤساء
رواية «البؤساء» تحكى قصة جان فالجان الانسان الأمي البسيط الذي امتدت يده الى رغيف خبز تحت طائلة العوز والجوع، ومن أجل اطعام اخته واطفالها السبعة الجياع، ولكن المحكمة لم تأخذ بتلك الأسباب وأصدرت حكمها عليه بالسجن خمس سنوات مع الاشغال الشاقة. ولمرارة الحياة في السجن حاول الهرب وأعيد الى السجن مجددا مع إضافة فترة سجن اخرى على الحكم السابق.
ثم تكرر الهرب وإعادته الى السجن حتى امتدت العقوبة الفعلية الى 19 سنة.. نعم 19 سنة من أجل رغيف خبز!
وعندما أطلق سراحه سنة 1815 كان انسانا بائسا ويائسا، وفي الوقت نفسه كان قاسيا وحاقداً على المجتمع الذي لم يرحمه مع أخته وأطفالها السبعة الجياع والذي يجهل مصيرهم الان،
متشوقا لاقتناص الفرصة لأنزال جام غضبه وعقابه على المجتمع، لقد حدّث نفسه:
«أن ليس ثمة تكافؤ بين الأذى الذي ارتكبه، وبين الأذى الذي لحق به».
شيء واحد استفاد منه في سجنه أنه تعلم القراءة والكتابة والحساب وهو في سن الأربعين. وقابل الناس جان فالجان بالجفاء والمهانة والطرد بمجرد معرفتهم هويته بعد هذه السنين الطوال وكأنه كلب أجرب منبوذ،
طرد حتى عندما عرض مالا كان قد ادخره في السجن مقابل الطعام والمنام،
حتى انه لم يسمح له بقضاء ليلة في السجن الذي اعتاد عليه.
رجل واحد فتح له قلبه ومسكنه، انه الأسقف العجوز شارل ميريل اسقف مدينة ديني الرحوم صاحب اليد الطولى في مساعدة الفقراء، المشغول دائماً بمهامه الكنسية ومسئولياته.
ذلك الرجل الطيب الذي كلما امتلأت جيوبه بالمال زار الفقراء، واذا فرغت جيوبه من المال زار الأغنياء، مسافرا الى المناطق المجاورة مشيا على الأقدام او مستعيناً بعربة او ممتطيا ظهر بغل، كل هذا جعل من قدومه بهجة للناس وأينما حل. كتب الأسقف ميريل على هامش الكتاب المقدس: «ان باب الطبيب يجب الا يغلق.. وان باب الأسقف يجب ان يظل مفتوحاً.
ولكن جان فالجان الذي لم تهدأ ثورته ضد المجتمع وهو في أول عهده بالحرية سرق من الأسقف الأطباق الفضية الستة مع ملعقة الحساء الكبيرة التي ورثها الأسقف يوما ومن أول ليلة آواه فيها بمسكنه وغادر المنزل قبل خيوط الفجر الاولى، ولكن الدرك اعادوه الى الاسقف في اليوم التالي لشكهم بسرقته الأطباق والملعقة وظن جان فالجان انه سيعود الى السجن مجددا غير ان الاسقف زعم امام الدرك انه منحه الأطباق والملعقة بل وزاد على ذلك بأن أعطاه شمعدانين كان يستعملهما للاضاءة في منزله وقال له بصوت خافت: «لا تنس أبدا أنك وعدتني بأن تستخدم هذه الآنية الفضية لتصبح رجلا صالحاً!».
اختفى جان فالجان بعدما أثرّ به ذلك الدرس البليغ لاستمرار حياته بكرامة ثم ظهر في مدينة «مونتروي سورمير»، المدينة الصغيرة في الشمال الفرنسي وأصبح يحمل اسم السيد «مادلين» مخفيا حقيقته بعد ان اصلح حاله وحسن اموره المالية وكون ثروة كرجل أعمال ناجح، كما اصبح من اكثر المحسنين في المدينة مؤمنا بأن الخير الذي ينعم به يجب ان يعمم على المعوزين والبائسين والمظلومين، وفتح أبواب التوظيف في معاملته للناس بشرط واحد يعرفه الجميع: «كن أمينا!» ولما تكررت أعماله الخيرية ومعوناته التي وصل صداها الى الملك اختاره الملك عمدة للمدينة مع رغبة جماعية من الناس الذين حملوه على قبول المنصب بعد رفض وتردد.
وعندما أعلنت الصحف في مطلع سنة 1821 عن وفاة الأسقف ميريل عابقا بعبير الطهارة والقداسة عن عمر يناهز الثانية والثمانين قضاها في أعمال البر والخير، شوهد مسيو مادلين كما أصبح اسمه في صباح اليوم التالي يرتدي ثوب حداد اسود وعصابة سوداء تطوق قبعته حتى أصبح ذلك حديث البلدة واستنتجوا من ذلك انه كان على صلة ما بالأسقف.
استمرت نظرة المسيو مادلين الى المحتاجين نظرة مفعمة بالألم العطوف المتوسل مطيلا النظر الى تمثال المصلوب المعلق على الجدار ومطيلا مع ذلك الصلوات للشهيد في الأعالي ولمن هم على الارض. وسعى لجعل الناس من البشر الملائكة، ومدّ يد العون دون تردد ودون انتظار لجزاء ما فهو ينقذ رجلا من تحت عجلات عربة، ويتبنى «كوزيت» الابنة غير الشرعية لامرأة فقيرة «فانتين» ثم يرعاها ويزوجها من حبيبها «ماريوس».
وتشاء الصدف ان يتهم رجل جائع بالسرقة بعد ان التقط من الطريق العام غصنا فيه بقايا فاكهة. ولما كان هذا الرجل كثير الشبه بجان فالجان فقد وجهت له تهمة السرقة على أنه هو جان فالجان مع ربطها بتهمة سرقة سابقة لنقود طفل اعتقد ان جان فالجان قام بها بعد خروجه من السجن بأيام.
اما مفتش الشرطة جافيير فقد كان من اكثر المتحمسين لالصاق التهمة بذلك الرجل، وشهد امام المحكمة انه جان فالجان نفسه، ولم يكن هناك احد يشك بصحة شهادة مفتش الشرطة جافيير فهو كان ضمن سجاني السجن آنذاك. سلم مسيو مادلين او جان فالجان، نفسه للمحكمة بعد صراع طويل مع الذات وتأنيب ضمير كي ينقذ ذلك الرجل البريء وكشف عن حقيقة نفسه مما عرضه لعقوبة السجن من جديد، وقد نظرت له المحكمة على أنه صاحب سوابق. ولكنه وخلال نقله من مكان الى آخر مع مجموعة من المحكومين استطاع الفرار والاختفاء من جديد،
وقضى بقية حياته طريدا بعد ان تبنى كوزيت الابنة غير الشرعية لفانتين بعد وفاتها وكرس حياته لاسعادها.
تبدأ الرواية بإطلاق سراح جان فالجان في عام 1815 وتحديدا في مدينة ديني الفرنسية ، بعد أن قضى 19 سنة في داخل سجون طولون ، حيث سجن خمس سنوات إثر سرقته خبزا لأطفال أخته الذين عانوا من الجوع الفاحش ، واعتقل 14 عاما بسبب محاولته للهروب مرات عديدة .
بعد خروجه من السجن حاول النزول في أحد الفنادق إلا أنه رفض استقباله بسبب حصوله على جواز السفر الأصفر الذي يفيد بأنه من أصحاب السوابق ، مما اضطره إلى النوم في الطرقات وهو في قلبه غضبا وحسرة . وبعد ذلك استضافه شارل ميريل أسقف مدينة ديني في منزله ، إلا أن جان فالجان فر هاربا من المنزل بعد سرقته بعض أواني فضية من الأسقف ، وبعد إلقاء القبض عليه أبل ميريل الشرطة بأنه هو من أعطى فالجان الأواني الفضية وأنه لم يقم بسرقتها ولن يقف عند هذا الحد فقد أعطى جان فالجان شمعدانين فضة كهدية ، واشترط ميريل على جان فالجان بأن يهب حياته لله وأن يجعل من نفسه رجلا صالحا مقابل هذه الفضيات . ولكن فالجان ، سرق مرة أخرى من أحد المارة ، إلا أنه ندم على فعلته فبحث عن الشخص الذي سرقه ليعيد له نقوده ألا أنه تم الإبلاغ عن السرقة فاضطر جان فالجان للاختباء خوفاء من العودة إلى السجن والعيش فيه مدى الحياة .
بعد مرور ستة سنوات ، استخدم جان فالجان اسم مادلين ، وهو شخص ثري يمتلك مصنع في مدينة مونتبريل سرمير وكان عمدة للمدينة ، وأثناء سيره وجد رجلا يحتاج إلى مساعدة حيث أنه حصر تحت عجلات العربة ولن يجد من ساعده سوا جان فالجان الذي كان معروفا بقوته ، وأثناء مساعدته للرجل شاهده المحقق جافيير الذي كان حارسا على سجن طولون خلال مكوث جان فالجان في السجن حينها ، وانتباه الشك بأن هذا الشخص هو ليس بالعمدة وبأن هذه القوة هي فقط لشخص واحد معروف جدا ألا وهو جان فالجان .
وفي مشهد آخر ، كان هناك عاملة في مصنع العمدة تدعى ” فانتين ” ، كانت لديها طفلة تدعى ” كوزيت ” من رجل تخلى عنها وتركها وحيدة مع ابنتها ، فاضطرت إلى التنازل عن طفلتها لعائلة كان صاحبها رجل فاسد وزوجته سيئة الطباع ، واكتشفتالام بسوء معاملتهم لابنتها فكانت تحاول جاهدة بأن تلبي طلباتهم حتى لا تتعرض ابنتها للسوء ، وتم طردها أيضا من مصنع العمدة بعد أن يتم الاكتشاف بأن لديها ابنة غير شرعية ، فتضطر بعد ذلك لبيع شعرها وأسنانها لتدفع للرجل الفاسد نقودا ، وبعد مرور الوقت تمرض فانتين وتتعرض للمضايقة من أحد المارة فتضربه ، ويقبض عليها المحقق جافيير الذي توسلت له كثيرا بأن يتركهها حتى تتمكن من توفير النقود لابنتها إلا أنه لم يأبه بذلك وحكم علهيا ستة أشهر ولكن بعد تدخل العمدة والمقصود هنا جان فالجان ، تم إطلاق صراحها ، ويعيدها إلى العمل بالمصنع ويأخذها للمستشفى .
وفي أحد الأيام يتم القبض على رجل كان يسرق بسبب الجوع ، وتم القبض عليه على أنه جان فالجان وذلك لما كان له من سوابق مثل هذه الحادثة ، ويشهد المحقق جافيير بأن هذا الرجل هو فعلا جان فالجان على الرغم من معرفته بأنه ليس هو ، إلا أن عذاب الضمير الذي انتاب فالجان جعله يقدم نفسه ويعترف بأنه هو جان فالجان حتى ينقذ الرجل البريء مما أدى إلى محاكمته ، فاضطر للهرب مرة أخرى والاختفاء ، وقضى حياته على هذا المنوال هاربا طريدا وتبنى ابنة فانتين بعد أن توفيت وكرس حياته لها .
ملخص آخر للرواية البؤساء
رواية «البؤساء» تحكى قصة جان فالجان الانسان الأمي البسيط الذي امتدت يده الى رغيف خبز تحت طائلة العوز والجوع، ومن أجل اطعام اخته واطفالها السبعة الجياع، ولكن المحكمة لم تأخذ بتلك الأسباب وأصدرت حكمها عليه بالسجن خمس سنوات مع الاشغال الشاقة. ولمرارة الحياة في السجن حاول الهرب وأعيد الى السجن مجددا مع إضافة فترة سجن اخرى على الحكم السابق.
ثم تكرر الهرب وإعادته الى السجن حتى امتدت العقوبة الفعلية الى 19 سنة.. نعم 19 سنة من أجل رغيف خبز!
وعندما أطلق سراحه سنة 1815 كان انسانا بائسا ويائسا، وفي الوقت نفسه كان قاسيا وحاقداً على المجتمع الذي لم يرحمه مع أخته وأطفالها السبعة الجياع والذي يجهل مصيرهم الان،
متشوقا لاقتناص الفرصة لأنزال جام غضبه وعقابه على المجتمع، لقد حدّث نفسه:
«أن ليس ثمة تكافؤ بين الأذى الذي ارتكبه، وبين الأذى الذي لحق به».
شيء واحد استفاد منه في سجنه أنه تعلم القراءة والكتابة والحساب وهو في سن الأربعين. وقابل الناس جان فالجان بالجفاء والمهانة والطرد بمجرد معرفتهم هويته بعد هذه السنين الطوال وكأنه كلب أجرب منبوذ،
طرد حتى عندما عرض مالا كان قد ادخره في السجن مقابل الطعام والمنام،
حتى انه لم يسمح له بقضاء ليلة في السجن الذي اعتاد عليه.
رجل واحد فتح له قلبه ومسكنه، انه الأسقف العجوز شارل ميريل اسقف مدينة ديني الرحوم صاحب اليد الطولى في مساعدة الفقراء، المشغول دائماً بمهامه الكنسية ومسئولياته.
ذلك الرجل الطيب الذي كلما امتلأت جيوبه بالمال زار الفقراء، واذا فرغت جيوبه من المال زار الأغنياء، مسافرا الى المناطق المجاورة مشيا على الأقدام او مستعيناً بعربة او ممتطيا ظهر بغل، كل هذا جعل من قدومه بهجة للناس وأينما حل. كتب الأسقف ميريل على هامش الكتاب المقدس: «ان باب الطبيب يجب الا يغلق.. وان باب الأسقف يجب ان يظل مفتوحاً.
ولكن جان فالجان الذي لم تهدأ ثورته ضد المجتمع وهو في أول عهده بالحرية سرق من الأسقف الأطباق الفضية الستة مع ملعقة الحساء الكبيرة التي ورثها الأسقف يوما ومن أول ليلة آواه فيها بمسكنه وغادر المنزل قبل خيوط الفجر الاولى، ولكن الدرك اعادوه الى الاسقف في اليوم التالي لشكهم بسرقته الأطباق والملعقة وظن جان فالجان انه سيعود الى السجن مجددا غير ان الاسقف زعم امام الدرك انه منحه الأطباق والملعقة بل وزاد على ذلك بأن أعطاه شمعدانين كان يستعملهما للاضاءة في منزله وقال له بصوت خافت: «لا تنس أبدا أنك وعدتني بأن تستخدم هذه الآنية الفضية لتصبح رجلا صالحاً!».
اختفى جان فالجان بعدما أثرّ به ذلك الدرس البليغ لاستمرار حياته بكرامة ثم ظهر في مدينة «مونتروي سورمير»، المدينة الصغيرة في الشمال الفرنسي وأصبح يحمل اسم السيد «مادلين» مخفيا حقيقته بعد ان اصلح حاله وحسن اموره المالية وكون ثروة كرجل أعمال ناجح، كما اصبح من اكثر المحسنين في المدينة مؤمنا بأن الخير الذي ينعم به يجب ان يعمم على المعوزين والبائسين والمظلومين، وفتح أبواب التوظيف في معاملته للناس بشرط واحد يعرفه الجميع: «كن أمينا!» ولما تكررت أعماله الخيرية ومعوناته التي وصل صداها الى الملك اختاره الملك عمدة للمدينة مع رغبة جماعية من الناس الذين حملوه على قبول المنصب بعد رفض وتردد.
وعندما أعلنت الصحف في مطلع سنة 1821 عن وفاة الأسقف ميريل عابقا بعبير الطهارة والقداسة عن عمر يناهز الثانية والثمانين قضاها في أعمال البر والخير، شوهد مسيو مادلين كما أصبح اسمه في صباح اليوم التالي يرتدي ثوب حداد اسود وعصابة سوداء تطوق قبعته حتى أصبح ذلك حديث البلدة واستنتجوا من ذلك انه كان على صلة ما بالأسقف.
استمرت نظرة المسيو مادلين الى المحتاجين نظرة مفعمة بالألم العطوف المتوسل مطيلا النظر الى تمثال المصلوب المعلق على الجدار ومطيلا مع ذلك الصلوات للشهيد في الأعالي ولمن هم على الارض. وسعى لجعل الناس من البشر الملائكة، ومدّ يد العون دون تردد ودون انتظار لجزاء ما فهو ينقذ رجلا من تحت عجلات عربة، ويتبنى «كوزيت» الابنة غير الشرعية لامرأة فقيرة «فانتين» ثم يرعاها ويزوجها من حبيبها «ماريوس».
وتشاء الصدف ان يتهم رجل جائع بالسرقة بعد ان التقط من الطريق العام غصنا فيه بقايا فاكهة. ولما كان هذا الرجل كثير الشبه بجان فالجان فقد وجهت له تهمة السرقة على أنه هو جان فالجان مع ربطها بتهمة سرقة سابقة لنقود طفل اعتقد ان جان فالجان قام بها بعد خروجه من السجن بأيام.
اما مفتش الشرطة جافيير فقد كان من اكثر المتحمسين لالصاق التهمة بذلك الرجل، وشهد امام المحكمة انه جان فالجان نفسه، ولم يكن هناك احد يشك بصحة شهادة مفتش الشرطة جافيير فهو كان ضمن سجاني السجن آنذاك. سلم مسيو مادلين او جان فالجان، نفسه للمحكمة بعد صراع طويل مع الذات وتأنيب ضمير كي ينقذ ذلك الرجل البريء وكشف عن حقيقة نفسه مما عرضه لعقوبة السجن من جديد، وقد نظرت له المحكمة على أنه صاحب سوابق. ولكنه وخلال نقله من مكان الى آخر مع مجموعة من المحكومين استطاع الفرار والاختفاء من جديد،
وقضى بقية حياته طريدا بعد ان تبنى كوزيت الابنة غير الشرعية لفانتين بعد وفاتها وكرس حياته لاسعادها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق