رئيس أذربيجان يطالب أرمينيا بالاعتذار وبخطة واضحة للانسحاب من إقليم ناغورني قره باغ شرطا لوقف إطلاق النار، في موقف يتماهى مع موقف تركيا المتهمة بصب الزيت على النار وبالتدخل عسكريا دعما لباكو
باكو - طالب رئيس أذربيجان إلهام علييف الأحد بانسحاب القوات الأرمينية من إقليم ناغورني قره باغ في اليوم الثامن من المعارك بين الانفصاليين الموالين ليريفان والجيش الأذري، داعيا ارمينيا أيضا إلى الاعتذار.
وقال علييف في كلمة متلفزة للأمة "ليس لدي سوى شرط واحد" لوقف إطلاق النار"على القوات المسلحة الارمينية أن تغادر أراضينا"، مطالبا بأن يبادر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى "الاعتذار أمام الشعب الأذربيجاني"، مضيفا "فليقل أريد أن اسحب قواتي من الأراضي المحتلة، فليقل إن إقليم قره باغ ليس ارمينيا".
وطالب بأن يحدد باشينيان "خطة واضحة" لانسحاب ارميني من الإقليم المتنازع عليه، متابعا "في حال كهذه، سنعيد نظام وقف إطلاق النار"، مشددا على أن ما تقوم به أذربيجان هو إعادة إحقاق "العدالة التاريخية".
وكثف المسلحون الانفصاليون الأرمن في ناغورني قره باغ والجيش الأذربيجاني الأحد تبادل القصف المدفعي الذي استهدف خصوصا العاصمة الانفصالية وثاني مدن أذربيجان، في اليوم الثامن من القتال الدامي.
كما كثف الطرفان التصريحات النارية متجاهلين دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار، وحمل كل منهما الطرف الآخر مسؤولية اندلاع المعارك.
وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف مساء السبت في تغريدة السيطرة على سبع قرى خلال اليوم.
وكان قبل ساعات قد كرر تأكيده أن انسحاب القوات الأرمينية من "الأراضي المحتلة" وحده قد يضع حدا للنزاع المستمر منذ عام 1990.
وتأتي تصريحات علييف بينما كثف المسلحون الانفصاليون الأرمن في ناغورني قره باغ والجيش الأذربيجاني الأحد تبادل القصف المدفعي الذي استهدف خصوصا العاصمة الانفصالية وثاني مدن أذربيجان في اليوم الثامن من القتال الدامي.
كما كثف الطرفان التصريحات الهجومية متجاهلين دعوات المجتمع الدولي إلى وقف إطلاق النار وتبادلا الاتهامات حول المسؤولية عن النزاع.
وفي ظل "زيادة عدد الضحايا بين السكان المدنيين" أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قلقه وجدد دعوته إلى "وقف إطلاق النار في أسرع وقت".
ومنذ الجمعة، تتعرض ستيباناكرت كبرى مدن منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، للقصف ما أجبر السكان على الاحتماء في أقبية وملاجئ. كذلك، قُطعت الكهرباء منذ ليل السبت إلى الأحد في المدينة.
وتصاعدت حدة القصف المدفعي، فيما دوت صفارات الإنذار بدون توقف تقريبا. وتم استهداف وسط المدينة ومحيطها وارتفعت سحب من الدخان الأسود في الجزء الشمالي الشرفي منها.
واحتمى السكان في الملاجئ القائمة، كما في سرداب إحدى الكنائس حيث لجأت عدة عائلات.
واتهم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرتسرون هوفنسيان "القوات الأذربيجانية بقصف أهداف مدنية".
ووفق السلطات المحلية، فإن القصف تم عبر أنظمة إطلاق صواريخ متعددة من طرازي سميرتش وبولونيز. كما حلقت طائرات مسيرة فوق المدينة.
وأعلن رئيس المنطقة الانفصالية أراييك هاروتيونيان أن قواته سترد باستهداف البنية التحتية العسكرية المتمركزة في "المدن الكبرى" لأذربيجان، الواقعة على مسافة بعيدة عن الجبهة داعيا "المدنيين إلى مغادرة هذه المدن على الفور".
وفي أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الاذربيجانية أن ثاني مدن البلاد "كنجه تتعرض لنيران القوات الأرمينية". واتهمت باكو أرمينيا بتنفيذ القصف، الأمر الذي نفته يريفان.
وأعلن المتحدث باسم رئاسة سلطان ناغورني قره باغ فاغرام بوغوصيان أن تلك الهجمات نفذها الانفصاليون الأرمن، مؤكدا "تدمير" مطار عسكري. وقال "ما هو إلا الأول".
وأدانت تركيا ما قالت إنها هجمات نفّذتها القوات الأرمينية على مدينة كنجه واعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان أن "الهجمات الأرمينية التي تستهدف المدنيين اليوم في ثاني كبرى المدن الأذربيجانية كنجه تعد مؤشرا جديدا على موقفها (يريفان) الذي لا يعترف بالقانون. ندين هذه الهجمات".
كما أشارت وزارة الدفاع الأذربيجانية إلى أن "القوات الأرمينية تطلق قذائف على مدينتي ترتر وهوراديز في منطقة فيزولي انطلاقا من خانكندي"، وهي التسمية الأذربيجانية لستيباناكرت.
وعلى الجبهة يؤكد الطرفان على غرار الأيام السابقة، تحقيق انتصارات ميدانية.
ومساء السبت، أكد رئيس المنطقة الانفصالية أن "الجيش حسّن مواقعه، ممهدا الطريق للتقدم".
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أنه منذ بداية المعارك في 27 سبتمبر/أيلول تمت السيطرة على 14 قرية، بالإضافة إلى سلسلة جبال موروفداغ التي تعد إستراتيجية.
واعتبر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن أرمينيا تواجه "ربما أكثر اللحظات مصيرية في تاريخها" المعاصر، داعيا إلى التعبئة من أجل تحقيق "النصر".
وأعلن إقليم ناغورني قره باغ ذو الغالبية الأرمنية انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينات ما أدى إلى حرب تسببت بسقوط 30 ألف قتيل. ولم يوقّع أي اتفاق سلام بين الطرفين بالرغم من أن الجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين، لكنها كانت تشهد مناوشات بين الحين والآخر.
ويتبادل الطرفان الاتهام باستئناف القتال في 27 سبتمبر/ايلول ما أنتج ما يمكن أن يكون أكثر الأزمات خطورة في المنطقة منذ وقف إطلاق النار عام 1994، الأمر الذي يثير مخاوف من اندلاع حرب مفتوحة بين أرمينيا وأذربيجان.
ولا تزال حصيلة المعارك جزئية إذ لم تعلن باكو خسائرها العسكرية. وسجل حتى الآن مقتل 247 شخصا، هم 209 مسلحين انفصاليين و 14 مدنيا من قره باغ و 24 مدنيا أذربيجانيا. ويؤكد كل جانب أنه قتل من الطرف الآخر ما يزيد على ألفي مقاتل.
ويثير احتمال وقوع حرب مفتوحة بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز واللذين كانا سابقا ضمن الاتحاد السوفييتي، مخاوف من زعزعة الاستقرار بشكل أوسع في ظل تنافس قوى متعددة في المنطقة منها روسيا، الحكم الإقليمي التقليدي وتركيا، حليفة أذربيجان وإيران والغرب.
وتُتهم أنقرة بصب الزيت على النار من خلال تشجيع باكو على شن هجوم عسكري ويشتبه بأنها أرسلت مرتزقة سوريين موالين لها إلى قره باغ. وقُتل ما لا يقل عن 64 منهم في هذه المنطقة منذ بدء القتال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق