مقدمة:
مقومات أربع تأخذ بحُجُز عنوان هذا البحث؛ لتجسد ببعدها التركيبي مساراً منهجياً يوقفنا جميعاً عند مشكل منهاجي له مؤثراته في الفكر والحركة على حد سواء، هذه الإشكالية تكاد تكون مستحكمة في كثير من البنى الفكرية التي راجت في بنيتنا الإسلامية؛ حتى ظن الظانُّون أنها أصل مكين مغروس في مجتمعاتنا وما سواه شاذ وطارئ.
لقد أضحت مضامين هذه الإشكالية هي قوامَ كثير من خطاباتنا المنسوبة بغير حق إلى أهل العلم والفقه من المحققين الذين يكمن دورهم في حماية الإسلام وحدوده من أي غزو فكري يأتي على منظومته بالنقض أو الإبطال أو التشويه أو الاختطاف.
ولئن كانت هذه المقومات ترسم لنا كما قلنا هذا البعد التركيبي باجتماعها، فإن ثلاثة منها لم تكن لتسهم فيه لولا انسياقها المنظومي بسبب تحكم المقوِّم الرابع بها، فإن مفاهيم (السلطة، والعلم، والخطاب الإسلامي)، ما هي إلا مفاهيم ذات بعد وسائلي له تعلق بالمنظومة المقاصدية، بموجب ما تفصح عنه القاعدة الشرعية والفقهية الكلية: (الوسائل لها أحكام المقاصد)؛ ذلك أن الأصل في هذه المقومات أن يكون لها دور في رفد البناء الحضاري في الأمة، والإسهام في تفعيل دورها على مستوى شهودها بإبراز رؤيتها الحضارية العالمية، وهذا الذي يثيره الخطاب القرآني في قوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾[البقرة: آية 143].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق