بقلم: مأمون حسين السيد
المصدر: المركز السوري لبحوث الرأي العام
اللوبي الصهيوني وتأثيره على الإعلام – الجزء الثاني والاخير
يتبوأ الإعلام مكانة مرموقة وبارزة في هيكل بناء الدول الحديثة، حيث أصبحت وسائل الإعلام بما لديها من تأثير في جميع نشاطات الدول عنصراً أساسياً وحاسماً في التعبير عن الخيارات الداخلية والخارجية للدول والمجتمعات، وقد تعاظم دور الإعلام وخاصة في هذا العصر الذي اكتسب ملامحه من تنوع تقنيات الاتصال وتطورها، ما جعل الإعلام يشكل حضوراً فاعلاً داخل وحدات التيار الاجتماعي، ويحدث تأثيره الإيجابي أو السلبي في كل وحدة بدءاً من الفرد مروراً بالأسرة والشعب، وانتهاء بالأمة والمجتمع الدولي، وبفضل القدرات الهائلة التي تمتاز بها وسائل الإعلام في تحويل الآراء والمواقف والقناعات فقد أصبح الأخذ بناصية فنونه وتقنياته أمراً مهماً وضرورياً تضعه الدول في مقدمة أولوياتها.
دور الإعلام في نشأة الكيان الصهيوني:
بعد أن أصبح مستوى نجاح الدول في تحديث إعلامها أحد أهم مقاييس التقدم ومواكبة حضارة العصر، نجد أن إعلام الكيان الصهيوني منذ نشأته يستخدم أساليب مختلفة لخدمة أطماعه وأهدافه في فلسطين، حيث يركز إعلامه على مراكز ثقل السياسة العالمية، أي في البداية على أوروبا وبعد ذلك على أمريكا الشمالية، حيث ربطت الحركة الصهيونية نفسها منذ البداية بالدول الكبرى وطموحاتها السياسية والاقتصادية، وحرصت على أن تحافظ على علاقة خاصة بهذه الدول صاحبة القرار السياسي، وعملت الدعاية الصهيونية على دعم سياسة الحركة الصهيونية المرتبطة بأطماع هذه الدول، عبر نشاطها وتركيزها على التأثير في الرأي العام في تلك البلدان،
وقد استعمل الإعلام الصهيوني أساليب كثيرة ومتشعبة ومتداخلة مع بعضها البعض، لكن جميعها يفي بالغرض المطلوب، سواءٌ أكان على صعيد الابتزاز أم الاستعطاف أم أسلوب المناورة، وبحسب ما جاء في كتب الإعلام الصهيوني وأساليبه الدعائية، فالإعلام الصهيوني هو الإعلام الإسرائيلي ولكن الحقيقة غير ذلك، فالإعلام الإسرائيلي هو جزء محدد من الإعلام الصهيوني الذي يمثل شبكة إعلامية واسعة الأطراف في محيط الإعلام الغربي، لذا فإن عرض الأساليب الدعائية في الإعلام الصهيوني يقتضي الرجوع إلى الدراسات التاريخية لوضع اليهود في أوروبا الشرقية والغربية، وأيضا معرفة متى تجذرت الصهيونية في المؤسسات الاقتصادية والسياسية في أمريكا وأوروبا.
ويظهر أن المشروع الصهيوني في الوطن العربي والذي تبلورت ملامحه الوظيفية في إطار السياسات الإمبريالية على المنطقة العربية، لم يكن صراعاً فلسطينياً صهيونياً فحسب، وإنما تحددت وظيفته بخدمة الأهداف الاستعمارية في هذه المنطقة، التي تتمثل في تعميق واقع التجزئة والتخلف فيها من أجل السيطرة عليها، واستغلالها ونهب ثرواتها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يتوجب التخلص من عبء الصهيونية الثقيل الذي طالما عانت منه الشعوب الأوروبية وحكامها لحقبة طويلة من الزمن.
وقد عرفت الدعاية الصهيونية كيف تخاطب اليهود في الشتات بحسب مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية، وبحسب توجهاتهم الفكرية والعقائدية لإقناعهم بالهجرة إلى فلسطين، كما عملت أيضاً على ابتكار أسلوب بارع وذكي لإقناع الشعوب والدول التي عاشوا فيها بأحقيتهم بأرض فلسطين، وبعدالة سعيهم لجعلها وطناً قومياً لجميع اليهود في العالم على الرغم من أن معظم هذه الدول وشعوبها لم تكن بحاجة إقناع للتخلص بأي شكل من الشعب اليهودي الجاثم على صدورهم.
الإعلام الصهيوني وتأثيره على أوروبا وأمريكا:
لقد ارتبطت السياسة الاستعمارية منذ حملة نابليون على مصر عام 1798م ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية وبهجرة يهود أوروبا إلى فلسطين، فقد كان نابليون أول من حاول استخدام وسائل الدعاية لإيقاظ الوعي الأسطوري عند اليهود في حق العودة إلى أرض الأجداد بحسب زعمهم، ويذكر أن نابليون عندما عاد إلى فرنسا وأصبح إمبراطوراً دعا إلى عقد مؤتمر يهودي عام 1807م، وذلك بهدف حث اليهود على العودة إلى فلسطين، وإلى تعليم التقاليد العسكرية والتدريب على القتال ليتمكنوا من أداء واجبهم المقدس الذي يحتاج إليه دينهم على حد زعمه،
وفي عام 1860م، أصدرت فرنسا نشرة تحت عنوان (المسألة الشرقية الجديدة)، أظهرت فيها المكاسب التي ستعود على أوروبا إذا استقر اليهود في فلسطين، وقد تأسس في العام نفسه تحت تأثير هذه الدعاية (الاتحاد الإسرائيلي العالمي في فرنسا)، وهو الاتحاد الذي أنشأ (مدرسة ماكفاي إسرائيل) الزراعية قرب يافا عام 1870م، وكلها تحض اليهود على الخروج من أوروبا.
وهكذا انتشرت صحافة اليهود في كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بشكل كبير، فالكثير من الصحف والمجلات الكبرى في تلك الدول أذعنت صاغرة لنفوذ الصهيونية، وأصبح رؤساؤها والقائمون عليها هم الصهاينة أنفسهم بعد أن كانت تلك الصحف والمجلات تعارض الصهيونية، ولم يسلم الفاتيكان من حملات الدعاية ضده من أجل انتزاع اعتراف رسمي بأخطاء الكنيسة بشأن المحارق النازية،
وهكذا انتشرت صحافة اليهود في كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بشكل كبير، فالكثير من الصحف والمجلات الكبرى في تلك الدول أذعنت صاغرة لنفوذ الصهيونية، وأصبح رؤساؤها والقائمون عليها هم الصهاينة أنفسهم بعد أن كانت تلك الصحف والمجلات تعارض الصهيونية، ولم يسلم الفاتيكان من حملات الدعاية ضده من أجل انتزاع اعتراف رسمي بأخطاء الكنيسة بشأن المحارق النازية،
فضلاً عن المحاولات الخاصة بإبعاد الفاتيكان عن المشاركة في مفاوضات الوضع النهائي للقدس، وقد ازدهرت الرواية اليهودية في فرنسا وأمريكا في عقدي السبعينيات والثمانينيات، ففي أمريكا كانت أكبر وسائل الإعلان قوة وتأثيراً في المجتمع يملكها اليهود، وهو ما كان سبباً في انتشار الرواية الصهيونية بصفة خاصة والإبداع اليهودي بصفة عامة، فلقد أنتج العديد من الأفلام والمسلسلات الضخمة مثل المسلسل التلفزيوني (هولوكوست)، وأفلام مثل (يوميات آن فرانك) و(بن هوزن) و(الوصايا العشر) ومئات الأفلام من هذا النوع .
الإعلام الصهيوني وتأثيره على الديانات:
يستحوذ النفوذ الصهيوني على الهيئات التي تمنح الجوائز الأوروبية، ويقوم بالضغط عليها لمنح جوائزها للأدباء الصهاينة اليهود، الذين يقومون بافتعال ضجة شديدة من الدعاية الإعلامية عندما يفوز أحدهم بجائزة ما، مثلما حدث حين فاز (سنجروبيلو) بجائزة نوبل، ويميل الأدباء الصهاينة أو الكثير منهم إلى فن الرواية أكثر من فنون الكتابة الأخرى، فهي أكثر انتشاراً وتأثيراً في أمريكا وفرنسا، وعن تطور أساليب الدعاية الصهيونية في النظام العالمي الجديد نجد أن الصهيونية لا تستطيع أن تنمو وتعيش إلا في ظل الاضطرابات، فهي بالإضافة إلى ما حققته من مردودات مالية ضخمة من الحرب العالمية الأولى التي ساعدت في إشعالها،
الإعلام الصهيوني وتأثيره على الديانات:
يستحوذ النفوذ الصهيوني على الهيئات التي تمنح الجوائز الأوروبية، ويقوم بالضغط عليها لمنح جوائزها للأدباء الصهاينة اليهود، الذين يقومون بافتعال ضجة شديدة من الدعاية الإعلامية عندما يفوز أحدهم بجائزة ما، مثلما حدث حين فاز (سنجروبيلو) بجائزة نوبل، ويميل الأدباء الصهاينة أو الكثير منهم إلى فن الرواية أكثر من فنون الكتابة الأخرى، فهي أكثر انتشاراً وتأثيراً في أمريكا وفرنسا، وعن تطور أساليب الدعاية الصهيونية في النظام العالمي الجديد نجد أن الصهيونية لا تستطيع أن تنمو وتعيش إلا في ظل الاضطرابات، فهي بالإضافة إلى ما حققته من مردودات مالية ضخمة من الحرب العالمية الأولى التي ساعدت في إشعالها،
انتزعت وعد بلفور القاضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي صاغه اليهودي الصهيوني (نيوبولد إيمري)، الذي كان يعمل مساعداً لوزير الدفاع البريطاني آنذاك، والذي لم تكشف أصوله إلا في الفترة الأخيرة، ثم جاءت الحرب العالمية الثانية التي اضطلعت الصهيونية بدور مهم في إشعالها واستمرارها أكثر من ست سنوات، لتخرج بتحقيق هدفها في إنشاء دولة إسرائيل، واشتراك الدولتين العظميين الجديدتين في صياغة إنشائه الدولة، ثم الاعتراف بها فور إعلانها، وجاءت المرحلة الثالثة من التطورات العالمية مع ربيع عام 1985م، عندما تولى (غورباتشوف) رئاسة الاتحاد السوفييتي، وانتهت هذه المرحلة بانهيار الاتحاد السوفييتي وتدمير المنظومة الاشتراكية أيضاً، وأفضت إلى خلل في التوازنات الدولية، وخلفت وراءها توابع وكوارث عالمية أهمها كارثة حرب الخليج الثانية، التي أضافت إلى قائمة الإنجازات الصهيونية إنجازات أخرى، فاقت طموحات أعظم قادتها وحكامها جنوحاً وتطرفاً.
ومن هنا قام الصهاينة ووسائل إعلامهم في الداخل والخارج بالتنسيق مع المنظمات الصهيونية العالمية بوضع إستراتيجية إعلامية تتناسب مع المستجدات والتطورات التي داهمت المنطقة بعد حرب الخليج الثانية، ومؤتمر مدريد، واتفاق أوسلو.
وهنا يشار إلى نشاط الدعاية الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينيات، وكذلك في فرنسا، ثم في بريطانيا وروسيا، وكذلك يشار إلى الدعاية الصهيونية ضد الإسلام في عقد التسعينيات واعتباره من أخطر أعدائها، وجعله عدواً للمسيحية والحضارة الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج الثانية، وقد ظهرت كتابات تمهيدية لتنصيب الإسلام في مكان العدو الأول للمسيحية والليبرالية الغربية بصورة غير مباشرة قبل ظهور نظرية صراع الحضارات وصوغها على نحو مباشر في كتاب (صموئيل هنتنغتون)، الذي أعلن فيه سيطرة اليهود شبه الكاملة على وسائل الدعاية الغربية بصفة عامة بعيداً عن الإطار الذي فرضته المصالح السياسية.
الإعلام الصهيوني في عصر العولمة:
فقد صدر عن مجلة (Foreign Policy) دراسة للمفكر الأمريكي (دافيد روتكوف) بعنوان: (مديح الإمبريالية الثقافية)، يقول فيها: "إن الهدف الرئيسي لأمريكا من سياستها الخارجية في عصر المعلومات أن تربح معركة التدفقات العالمية للمعلومات بالسيطرة على الموجات، كما سيطرت بريطانيا العظمى آنذاك على عروش البحار في الماضي"، ويقول: (إرمنغ كريستول) بالمنطق نفسه وبالتعبير: "سوف يعي الشعب الأمريكي أنه أصبح أمة إمبريالية واقعياً، وإن هذا حصل لأن العالم أراد حصول ذلك"، لذلك فإن الغرب هو غرب إمبريالي مهيمن استعماري قديماً وحديثاً، وإن إمبريالية الغرب واستعماريته ناتج طبيعي أو مكون أساسي عضوي من مكونات التكوين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي للعالم الغربي عبر التاريخين (الحديث والمعاصر)،
ومن هنا قام الصهاينة ووسائل إعلامهم في الداخل والخارج بالتنسيق مع المنظمات الصهيونية العالمية بوضع إستراتيجية إعلامية تتناسب مع المستجدات والتطورات التي داهمت المنطقة بعد حرب الخليج الثانية، ومؤتمر مدريد، واتفاق أوسلو.
وهنا يشار إلى نشاط الدعاية الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينيات، وكذلك في فرنسا، ثم في بريطانيا وروسيا، وكذلك يشار إلى الدعاية الصهيونية ضد الإسلام في عقد التسعينيات واعتباره من أخطر أعدائها، وجعله عدواً للمسيحية والحضارة الغربية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج الثانية، وقد ظهرت كتابات تمهيدية لتنصيب الإسلام في مكان العدو الأول للمسيحية والليبرالية الغربية بصورة غير مباشرة قبل ظهور نظرية صراع الحضارات وصوغها على نحو مباشر في كتاب (صموئيل هنتنغتون)، الذي أعلن فيه سيطرة اليهود شبه الكاملة على وسائل الدعاية الغربية بصفة عامة بعيداً عن الإطار الذي فرضته المصالح السياسية.
الإعلام الصهيوني في عصر العولمة:
فقد صدر عن مجلة (Foreign Policy) دراسة للمفكر الأمريكي (دافيد روتكوف) بعنوان: (مديح الإمبريالية الثقافية)، يقول فيها: "إن الهدف الرئيسي لأمريكا من سياستها الخارجية في عصر المعلومات أن تربح معركة التدفقات العالمية للمعلومات بالسيطرة على الموجات، كما سيطرت بريطانيا العظمى آنذاك على عروش البحار في الماضي"، ويقول: (إرمنغ كريستول) بالمنطق نفسه وبالتعبير: "سوف يعي الشعب الأمريكي أنه أصبح أمة إمبريالية واقعياً، وإن هذا حصل لأن العالم أراد حصول ذلك"، لذلك فإن الغرب هو غرب إمبريالي مهيمن استعماري قديماً وحديثاً، وإن إمبريالية الغرب واستعماريته ناتج طبيعي أو مكون أساسي عضوي من مكونات التكوين الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي للعالم الغربي عبر التاريخين (الحديث والمعاصر)،
فالإمبريالية ليست مجرد نزوع للغرب بشكل عارض أو انتماء فكري أو سياسي فحسب، بل هو تمثيل متبلور وتام للرأسمالية في الداخل والخارج ، وإن القاسم المشترك بين مفاهيم الإمبريالية يفوق قوميات العولمة الكوكبية وهو السوق الحرة، أو كما أسماها وأطلق عليها الأستاذ (سمير أمين) بــ (عهد السوق)، أو ما يسميه (روجيه غارودي) بــ (وجدانية السوق).
أما المصطلحات التي تسوقها الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية الغربية فهي من بعض معانيها مركز تمويه وخداع وتضليل إيديولوجي وتوطين دعائي سياسي تكتيكي للمفهوم العام.
وبعد هذه المقدمة نؤكد الارتباط الوثيق بين الإمبريالية والسياسة الأمريكية ومن ركائزها الإعلام، وتعد أمريكا دولة رائدة في مجال صناعة الإعلام لأنها تمتلك كتلة مالية ضخمة جداً توازي مداخيل بعض الدول النامية، وبالرغم من وجود كيانات إعلامية كبرى في العالم خصوصاً في أوروبا وتحديداً في بريطانيا وفرنسا، ووجود بعضها داخل أمريكا،
أما المصطلحات التي تسوقها الأوساط الأكاديمية والسياسية والإعلامية الغربية فهي من بعض معانيها مركز تمويه وخداع وتضليل إيديولوجي وتوطين دعائي سياسي تكتيكي للمفهوم العام.
وبعد هذه المقدمة نؤكد الارتباط الوثيق بين الإمبريالية والسياسة الأمريكية ومن ركائزها الإعلام، وتعد أمريكا دولة رائدة في مجال صناعة الإعلام لأنها تمتلك كتلة مالية ضخمة جداً توازي مداخيل بعض الدول النامية، وبالرغم من وجود كيانات إعلامية كبرى في العالم خصوصاً في أوروبا وتحديداً في بريطانيا وفرنسا، ووجود بعضها داخل أمريكا،
فصناعة الإعلام في أمريكا تعد رافداً اقتصادياً كبيراً وسلاحاً استراتيجياً تستخدمه في نشر ثقافتها وسياستها حول العالم، على اعتبار أن الإعلام الأمريكي هو الأكثر انتشاراً ونفوذاً في العالم عبر المحطات الإخبارية والمحطات التي تنتج أكثر المسلسلات رواجا، مثل: ABC، والاستوديوهات السينمائية في هوليوود التي تنتج سنوياً مئات الأفلام، ويشاهدها مئات ملايين الأشخاص من العالم، التي من خلالها تروج أمريكا لسياستها ومنهجها.
سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام:
إن الحديث عن الصحافة والإعلام المقروء في أمريكا ليس له أول ولا آخر، ونكتفي بالإشارة إلى بعض الأرقام لنعرف حجم الطور الإعلامي ومدى تأثيره، حيث إن عدد الصحف اليومية يزيد على ثلاثة آلاف وسبعمئة، ويقترب من هذا العدد عدد المجلات الشهرية والمجلات الأسبوعية والدوريات الصحفية، أما بالنسبة للإعلام المسموع والإعلام المرئي، فهناك أكثر من ثمانية آلاف ومئة وتسعين محطة إذاعية، وأكثر من ألفين وستمئة وخمسين محطة تلفزيونية، ونستطيع عبر هذه البيانات أن نفسر الظاهرة البارزة في المجتمع الأمريكي، وهي أن غالبية هذا الشعب مقاد بأجهزة الإعلام، وأن من يستطيع أن يسيطر على الإعلام يشكل آراء لصنع الأحداث بما يتوافق مع مصالحهم الشخصية،
سيطرة اللوبي الصهيوني على وسائل الإعلام:
إن الحديث عن الصحافة والإعلام المقروء في أمريكا ليس له أول ولا آخر، ونكتفي بالإشارة إلى بعض الأرقام لنعرف حجم الطور الإعلامي ومدى تأثيره، حيث إن عدد الصحف اليومية يزيد على ثلاثة آلاف وسبعمئة، ويقترب من هذا العدد عدد المجلات الشهرية والمجلات الأسبوعية والدوريات الصحفية، أما بالنسبة للإعلام المسموع والإعلام المرئي، فهناك أكثر من ثمانية آلاف ومئة وتسعين محطة إذاعية، وأكثر من ألفين وستمئة وخمسين محطة تلفزيونية، ونستطيع عبر هذه البيانات أن نفسر الظاهرة البارزة في المجتمع الأمريكي، وهي أن غالبية هذا الشعب مقاد بأجهزة الإعلام، وأن من يستطيع أن يسيطر على الإعلام يشكل آراء لصنع الأحداث بما يتوافق مع مصالحهم الشخصية،
إلا أن الذي يتابع الإعلام الأمريكي سيلاحظ أن هياكل المؤسسات الإعلامية الأمريكية قد تغيرت جذرياً خلال العقود الثلاثة المنصرمة وعلى وجه التحديد في العقد الأخير، حيث اندمجت مئات من الصحف وشبكات الإذاعة والتلفزيون الصغيرة في مؤسسات إعلامية عملاقة قد لا يزيد عددها على عشر أو خمس عشرة مؤسسة، وتضم اليوم أبرز ثلاثمئة مؤسسة صحفية كبرى،
تشمل شبكات التلفزيون الرئيسة وأهم المحطات الإذاعية، وقنوات نشر الكتب والمجلات، وأصبحت هذه المؤسسات تمثل إمبراطوريات إعلامية ضخمة تسيطر على صناعة الصحافة والنشر والسينما والفيديو والكاسيت، وكلها فروع إعلامية تخدم بعضها البعض وتخضع لرؤوس أموال عاتية النفوذ والتأثير، ونذكر من المؤسسات ( شبكة FOX )، التي يمتلكها اليهودي (روبرت موردوخ)، وشركة (كلير تشانل كوميونيكيشن)، وهي شركة إعلامية أمريكية عملاقة تملك بدورها العديد من وسائل الإعلام المرئي والمسموع وتعد محطة (كلير) من أبرزها، هذا إلى جانب شبكات (cbc – mbc-nbc)، وصحيفة (نيويورك تايمز)، و(يو إس توداي) وغيرها.
ويبدو أن تشابك المصالح بين السلطة التنفيذية وكبار رجال الأعمال والشخصيات صاحبة النفوذ في المجتمع من ناحية، وبين ما يمكن أن تجنيه الصحيفة أو شبكة التلفزيون من مكاسب مادية ومعنوية من ناحية أخرى؛ يؤدي إلى مساومة على أولوية الخبر الصحفي، ومدى أهميته بالنسبة للرأي العام، ومصالح الأغلبية في أمريكا، ما يفقد صحافة الخبر وفنون التحقيق مواقعها المتقدمة، كما يفقد العاملين في الصحافة حرية التعبير الذي يفترض أن ينعموا به، ولم يحدث هذا الأمر بمجرد الصدفة بالطبع بل جاء نتيجة الجهد المنهجي المنظم لمؤسسات إعلامية أمريكية عملاقة مثل مؤسسة (هرست الصهيونية) وما شابهها.
ومؤسسة هرست من الشركات الأمريكية الأصلية التي نبتت وتجذرت في تربة الصحافة الأمريكية، لكن مشاريعها وفروعها الخارجية لا تتناسب مع حجمها التجاري الذي يواجه اليوم أكبر المؤسسات الإعلامية الدولية من حيث العائدات والأرباح وعدد الوسائل الإعلامية التي تسيطر عليها تلك المؤسسات، وعندما تنتج أعمالها تقوم بتصدير الثقافة والإعلام اللذين ساهما بجعلها جزء من العقل الأمريكي، ولذلك فإن شركة هرست تمثل نموذجاً حقيقياً للإعلام الأمريكي، فالجماهير التي تدير ظهرها للعالم يتم عزلها من الشأن العام السياسي، وثم يتم إعادة إنتاج ذلك الإعلام المعلب والمغلف بلغات أجنبية مختلفة لجماهير دول أخرى تتباطأ بتباطؤ قيمته مع عدم الاهتمام والاكتراث ببقية الإعلام،
ويبدو أن تشابك المصالح بين السلطة التنفيذية وكبار رجال الأعمال والشخصيات صاحبة النفوذ في المجتمع من ناحية، وبين ما يمكن أن تجنيه الصحيفة أو شبكة التلفزيون من مكاسب مادية ومعنوية من ناحية أخرى؛ يؤدي إلى مساومة على أولوية الخبر الصحفي، ومدى أهميته بالنسبة للرأي العام، ومصالح الأغلبية في أمريكا، ما يفقد صحافة الخبر وفنون التحقيق مواقعها المتقدمة، كما يفقد العاملين في الصحافة حرية التعبير الذي يفترض أن ينعموا به، ولم يحدث هذا الأمر بمجرد الصدفة بالطبع بل جاء نتيجة الجهد المنهجي المنظم لمؤسسات إعلامية أمريكية عملاقة مثل مؤسسة (هرست الصهيونية) وما شابهها.
ومؤسسة هرست من الشركات الأمريكية الأصلية التي نبتت وتجذرت في تربة الصحافة الأمريكية، لكن مشاريعها وفروعها الخارجية لا تتناسب مع حجمها التجاري الذي يواجه اليوم أكبر المؤسسات الإعلامية الدولية من حيث العائدات والأرباح وعدد الوسائل الإعلامية التي تسيطر عليها تلك المؤسسات، وعندما تنتج أعمالها تقوم بتصدير الثقافة والإعلام اللذين ساهما بجعلها جزء من العقل الأمريكي، ولذلك فإن شركة هرست تمثل نموذجاً حقيقياً للإعلام الأمريكي، فالجماهير التي تدير ظهرها للعالم يتم عزلها من الشأن العام السياسي، وثم يتم إعادة إنتاج ذلك الإعلام المعلب والمغلف بلغات أجنبية مختلفة لجماهير دول أخرى تتباطأ بتباطؤ قيمته مع عدم الاهتمام والاكتراث ببقية الإعلام،
ودائما القرار يستنتج من مقر شركة هرست التي تمزج الزجاج والحديد في ناطحة سحاب تقف كالصنم المعاصر في مدينة نيويورك، وبذلك يتبين دور مؤسسة هرست رغم تجذرها الذي يبقى محصوراً في السياق الأمريكي، حيث يتم تصدير النمط الأمريكي للإعلام والثقافة الجماهيرية وبشكل غير متقن أساساً على طريقة قناة mbc4..
وتملك مؤسسة هرست نصف شركة برامج نسائية في أمريكا اللاتينية بطابع أمريكي، وهذا لا يعني أن هذه المؤسسة لا تعمل خارج الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها تروج عالمياً إعلاماً جماهيرياً موجهاً للأمريكيين في معيار نموذجي لعلاقة التعبئة الإعلامية والثقافية، فهذا من النموذج المستهلك بعد قناة CNN، أو إذاعة صوت أمريكاVOA ، وصحيفتي نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وتبين مما ورد في موقع مؤسسة هرست على الانترنت أن عمرها يزيد عن مئة وعشرين عاما، وعدد موظفيها عشرات الآلاف من الموظفين، موزعين على ستة أقسام وهي:
أولاً: قسم الصحف اليومية:
يضم خمس عشرة صحيفة أبرزها هيوستن زونيكل، وسان فرانسيسكو، وكرونيل سياتل، وبوست أنتلجنس وغيرها، في مدن أمريكية كبرى.
ثانياً: قسم المجلات:
يضم إحدى وعشرين مجلة وهي غير سياسية، أبرزها مجلة كوزموبوليتان، وأسكوير الميكا فيات الشعبية، ومجلة أوبرا وينفري وريدبوك وغيرها، وينشر هذا القسم عشرين مجلة في بريطانيا، ويصدر مئتي طبعة دورية من مجلات هرست المختلفة ، ويلحق بهذا القسم دار نشر تصدر ستين عنواناً سنوياً، ويضاف إلى ما سبق 44 صحيفة، و38 مجلة، تمتلك فيها هرست حصصاً بالاشتراك مع مجموعة إعلامية عملاقة أخرى هي ميديا نيوز، وقد تنازع الطرفان في محاكمة في سان فرانسيسكو بتهمة محاولة تثبيت أسعار الإعلانات احتكاريا في 14 /7/2006 وانتهت بتسوية قضائية.
ثالثاً: قسم الإذاعة والتلفزيون:
حيث تمتلك المؤسسة ستاً وعشرين محطة تلفزيونية أمريكية محلية، وتسهم بإدارة ثلاث محطات أخرى ومحطتين إذاعيتين وكلها أمريكية محلية.
رابعاً: قسم محطات الكيبل:
ويضم قناة هيستوري تشانل التاريخية وقناة كوزموبوليتان النسائية وقناةESPN الرياضية وغيرها، كما يضم شركتين تبيعان وتنتجان الرسوم الكاريكاتورية والأحاجي والأعمدة الصحفية، وهذه الشركات تسيطر على تلك الأعمدة في الصحف الأمريكية وهي غير مقتصرة على هرست مطلقاً.
خامساً: قسم وسائل الاتصال المتفاعلة:
ويضم أكثر من ثلاثين فرعاً، منها: محطة واي إم، وشركة بث الإعلانات من جهاز الكمبيوتر وهي شركة خدمات الانترنت.
سادساً: قسم وسائل الاتصال التجارية:
ومنها بلاك بوك (الكتاب الأسود)، وهو دليل دوري لأسعار السيارات الجديدة والمستعملة، ومنها Stockinet، وهو بنك معلومات على النت لمخزون القطع الالكترونية المتوفرة وغيرها، وله عشرون فرعاً، كما يملك هذا القسم حصصاً كبيرة من أسهم شركات، وهو عضو في المجمع الصناعي والمصرفي الأمريكي، وتقوم شركات الإعلام والاتصال عالمياً بزيادة استثماراتها من وسائل الاتصال المتفاعلة ووسائل الاتصال التجارية بسبب تآكل نمو وسائل الإعلام والثقافة الورقية وانحطاطها تدريجياً.
وقد بلغت أرباح شركة هرست من عام لآخر مقابل عائداتها الدائمة المليارات، ففي عام 2005م كانت عائداتها أكثر من سبعة مليارات من الدولارات، وأرباحها أكثر من 850 مليون دولار بحسب نيويورك تايمز وتحديداً بتاريخ 5/6/2006 م، والغريب في ذلك أن المعلومات المالية من الشركة يصعب الحصول عليها على النت، لأن الشركة تضعها على شكل نسب مئوية وتقول أن العائدات والأرباح في تزايد من دون الإدلاء بالكثير من التفاصيل حول القيم المطلقة.
يتبع الجزء الثاني والأخير
وتملك مؤسسة هرست نصف شركة برامج نسائية في أمريكا اللاتينية بطابع أمريكي، وهذا لا يعني أن هذه المؤسسة لا تعمل خارج الولايات المتحدة الأمريكية ولكنها تروج عالمياً إعلاماً جماهيرياً موجهاً للأمريكيين في معيار نموذجي لعلاقة التعبئة الإعلامية والثقافية، فهذا من النموذج المستهلك بعد قناة CNN، أو إذاعة صوت أمريكاVOA ، وصحيفتي نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وتبين مما ورد في موقع مؤسسة هرست على الانترنت أن عمرها يزيد عن مئة وعشرين عاما، وعدد موظفيها عشرات الآلاف من الموظفين، موزعين على ستة أقسام وهي:
أولاً: قسم الصحف اليومية:
يضم خمس عشرة صحيفة أبرزها هيوستن زونيكل، وسان فرانسيسكو، وكرونيل سياتل، وبوست أنتلجنس وغيرها، في مدن أمريكية كبرى.
ثانياً: قسم المجلات:
يضم إحدى وعشرين مجلة وهي غير سياسية، أبرزها مجلة كوزموبوليتان، وأسكوير الميكا فيات الشعبية، ومجلة أوبرا وينفري وريدبوك وغيرها، وينشر هذا القسم عشرين مجلة في بريطانيا، ويصدر مئتي طبعة دورية من مجلات هرست المختلفة ، ويلحق بهذا القسم دار نشر تصدر ستين عنواناً سنوياً، ويضاف إلى ما سبق 44 صحيفة، و38 مجلة، تمتلك فيها هرست حصصاً بالاشتراك مع مجموعة إعلامية عملاقة أخرى هي ميديا نيوز، وقد تنازع الطرفان في محاكمة في سان فرانسيسكو بتهمة محاولة تثبيت أسعار الإعلانات احتكاريا في 14 /7/2006 وانتهت بتسوية قضائية.
ثالثاً: قسم الإذاعة والتلفزيون:
حيث تمتلك المؤسسة ستاً وعشرين محطة تلفزيونية أمريكية محلية، وتسهم بإدارة ثلاث محطات أخرى ومحطتين إذاعيتين وكلها أمريكية محلية.
رابعاً: قسم محطات الكيبل:
ويضم قناة هيستوري تشانل التاريخية وقناة كوزموبوليتان النسائية وقناةESPN الرياضية وغيرها، كما يضم شركتين تبيعان وتنتجان الرسوم الكاريكاتورية والأحاجي والأعمدة الصحفية، وهذه الشركات تسيطر على تلك الأعمدة في الصحف الأمريكية وهي غير مقتصرة على هرست مطلقاً.
خامساً: قسم وسائل الاتصال المتفاعلة:
ويضم أكثر من ثلاثين فرعاً، منها: محطة واي إم، وشركة بث الإعلانات من جهاز الكمبيوتر وهي شركة خدمات الانترنت.
سادساً: قسم وسائل الاتصال التجارية:
ومنها بلاك بوك (الكتاب الأسود)، وهو دليل دوري لأسعار السيارات الجديدة والمستعملة، ومنها Stockinet، وهو بنك معلومات على النت لمخزون القطع الالكترونية المتوفرة وغيرها، وله عشرون فرعاً، كما يملك هذا القسم حصصاً كبيرة من أسهم شركات، وهو عضو في المجمع الصناعي والمصرفي الأمريكي، وتقوم شركات الإعلام والاتصال عالمياً بزيادة استثماراتها من وسائل الاتصال المتفاعلة ووسائل الاتصال التجارية بسبب تآكل نمو وسائل الإعلام والثقافة الورقية وانحطاطها تدريجياً.
وقد بلغت أرباح شركة هرست من عام لآخر مقابل عائداتها الدائمة المليارات، ففي عام 2005م كانت عائداتها أكثر من سبعة مليارات من الدولارات، وأرباحها أكثر من 850 مليون دولار بحسب نيويورك تايمز وتحديداً بتاريخ 5/6/2006 م، والغريب في ذلك أن المعلومات المالية من الشركة يصعب الحصول عليها على النت، لأن الشركة تضعها على شكل نسب مئوية وتقول أن العائدات والأرباح في تزايد من دون الإدلاء بالكثير من التفاصيل حول القيم المطلقة.
يتبع الجزء الثاني والأخير





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق