من جرجي عبد الله زيتون
تُعتبر الآميش إحدى الطوائف المسيحية الأكثر جدلاً على الإطلاق، ولكن من هم الآميش؟ وماهي أهم معتقداتهم؟
تعود أصول هذه الطائفة إلى قارة أوروبا وخصيصاً إلى جماعات الآناباتيست، التي تعتبر إحدى الحركات المسيحية الإصلاحية التي ظهرت في منتصف القرن السادس عشر في عدة مناطق من سويسرا وألمانيا وهولندا، حيث انشق عنها في وقت لاحق من القرن نفسه حركة جديدة على يد ”ياكوب آمان“ سميت لاحقاً بالآميش، وقد تعرضت بعد نشوئها بقليل إلى ملاحقات وتكفيرات عديدة من قبل الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية على الأراضي الأوروبية، مما أدى في نهاية الأمر إلى فرار معتنقيها إلى الولايات المتحدة في أوائل القرن السابع عشر إلى ولايات مثل بنسلفانيا وأوهايو.
من أهم القيم السائدة لديهم:
يأتي الله والجماعة عند الآميش في المرتبة الأولى حيث يأتي الفرد في المرتبة الثانية.
يفضل الآميش حياة الحكمة على تلقي باقي أنواع العلوم.
يفضل الآميش حياة البساطة على حياة الخبث والدهاء.
كما يفضلون السلم وحياة الإخاء وتجنب ملذات الحياة مثل حب السلطة والقوة والذات.
كيف يعيش الآميش؟
يؤمن الآميش بأن الطريق إلى الخلاص يكمن في العيش كمجتمعٍ واحد بعيداً عن العالم، حيث يعرف عنهم العزلة التامة عن باقي أوساط المجتمعات المحيطة. يتواجدون في مجتمعاتٍ عديدة مقسمة يعيشون فيها حياة واحدة متآخية، حيث يقوم الكل بمساعدة الواحد والواحد بمساعدة الكل، فهم يعتقدون أن التساعد هو إحدى طرق مرضاة الله، كما يفضلون العيش حسب تعاليم الأنجيل بحذافيره دون إدخال أي تغييرات على حياتهم مع تغير الأزمان، ويوجد في كل تجمع لهم أسقف وشماس وواعظ أو اثنان منهم.
يؤمن الآميش بأن من الواجب عليهم ألا يتزوجوا إلا من أبناء طائفتهم كما يحرّمون الطلاق نهائياً، ويعيشون ضمن عوائل كبيرة يصل فيها عدد الأطفال إلى ٧-٨ في العائلة الواحدة.
ماذا يُعرف عنهم أيضاً؟
• يتميزون بطرق حياةٍ بدائية؛ ويعتقد من يراهم أنه قد عاد بالزمن إلى القرون الوسطى، حيث يحرّمون استعمال السيارات والهواتف والكهرباء والاختراعات التكنولوجية، إذ يعتقدون أن التكنولوجيا هي من صنع الشر ووُجدت لتفريق الجماعة ومن الواجب عليهم الابتعاد عنها.
• يتميزون أيضاً بثيابهم وملابسهم؛ حيث يرتدي الرجال قبعات مصنوعة من القش مع قمصان سوداء وسراويل مرفوعة بحمالات، أما النساء فيرتدين فساتيناً بسيطة ويضعن أغطية على رؤوسهن.
صورة لـTracey Salazar من فليكر
• يتكلمون ثلاث لغاتٍ في حياتهم اليومية: الألمانية الثقيلة عند الصلاة، الألمانية المحلية فيما بينهم، أما الإنكليزية فتقتصر على تعاملهم مع الأخرين.
• لا يخدمون في العسكرية أو النزاعات المسلحة، ويقتصر استخدامهم للأسلحة على الصيد فقط، ولا يشاركون في الانتخابات السياسية، ولا يتقلدون المناصب الحكومية، كما يتجنبون اللجوء إلى القضاء في الخلافات التي تدور بينهم.
• يجتمع الأميش يوم الأحد في بيوت كبيرة للصلاة، حيث تستمر صلواتهم لمدة ٣ ساعات يليها اجتماعاتٌ صباحية على طاولاتٍ كبيرة لمن هم في سن الشباب تدون فيها النقاشات والأحاديث والأغاني الخاصة.
• يتلقون العلم في مدارسهم الخاصة ويستمرون في التعليم حتى سن الرابعة عشر، حيث ينصرفون بعدها إلى تعلم الحرف والمهن وغيرها.
• يتميزون بالمعاملة الحسنة للطبيعة والحيوانات، حيث يعتقدون أن في ذلك أيضاً طريق إلى مرضاة الله.
يصل عدد أفراد الآميش اليوم إلى ٢٠٠ ألف تقريباً، يتميزون بنمو مستمر حيث تقول بعض الدراسات أن عددهم يتضاعف كل عشرين عاماً، ويتمركزون في ٢٠ ولاية أمريكية، حيث تعتبر كل من ولاية أوهايو وبنسلفانيا وانديانا أكثر الولايات التي يتجمع بها الآميش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق