ما هي الروح ؟
تابعوا القراءة أعزاءي لنتحدث ونستفيض في الروح والموت والحياة بنقد وتحليل موضوعي.
في الجزء الأول من هذه المدونة سنتحدث عن أسطورة الروح ودحضها كما آن الأوان لذلك، لأن معظم عالمنا العربي ما زال مصدقا ومتيقناً من هذه الأسطورة على أنها حقيقة مطلقة!
عندما نسأل المؤمنين وهراطقة الكلام عن ماهية الروح ؟ ستكون هذه الآية هي المهرب!
“ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”
وهل أثبت المسلمون وجود إلههم قبل أن ينسبوا جهلهم بتفسير الحياة إليه؟
يقول المثل أثبت العرش ثم انقش أي لا تنقش وترسم الرسومات والديكورات في عرش غير موجود أصلا !
تعد الروح من عالم الغيبيات التي يسلم بها المؤمنون دون أي دليل يدعم وجودها أو برهان لذلك، باستثناء كتبهم المقدسة وأساطير آباءهم الأولين.
أول دليل موثق بتاريخ البشرية لمسمى الروح كانت في الديانة السومرية التي ترعرعت في بلاد الرافدين قبل حوالي 5000 عام، وقد تحدثنا عنها بشيء من التفصيل بمدونتي في أسطورة السماء بالقرآن وأكذوبة سفينة نوح.
يعتبر السومريون ومن ثم البابليون أول من طور المبادئ الدينية وفسروا الروح بأنها كائن شبحي يحرك الجسم، وعندما تخرج يتوقف الإنسان عن الحركة وتحدث الوفاة.
بعد ذلك تطورت الأديان وأعطت تفسيرات أكثر عن ما يسمى الروح، وأنها التفسير الوحيد عن ظاهرة الحياة وتوجد لدى الحيوانات كذلك وعند أي كائن يتحرك.
كان ذلك بدائيا جداً وتفسيراً مضمحلاً للبشر في حقبة كانت تخلو من أدوات وآلات العلم الحديث لتفسير ظواهر الكون والحياة.
سنبدأ الآن بتفنيد هذه الخرافة وإبطال وجودها علميا ومنطقيا، فسؤالنا الأول لمعتنقي هذه الخرافة ما أدلتكم لوجود الروح؟
الجواب البديهي والطبيعي للمؤمنين هو وجود الحركة، فحركة أجسادنا تدل على وجود هذه الطاقة الشبحية لتحريكها. فإن اختفت سيتوقف الإنسان عن الحركة ويموت!
حينها سيكون ردنا هل هذه الآلات تملك أرواحا لحركتها ذاتيا كالطائرات بدون طيار ، وما يسمى الإنسان الآلي “الروبوت” مثلا؟
–
حينها سيقول المسلمون: هذه الآلات لا تملك قدرة على التكاثر ولا تطعم نفسها.
لكن ما خفي عليهم وجود الآلات تملك هذه الصفات فقد استطاع العلماء صناعة أجهزة حديثة يمكنها التكاثر وصنع نسخة عن أنفسها، وكذلك وجود أجهزة متطورة يمكنها شحن نفسها بالطاقة تلقائيا عند تحسسها بضعف الطاقة داخل نظامها الإلكتروني.
وإن افترضنا انعدام وجود هذه الآلات المتطورة، فهل الانسان أو الأسرة العقيمة لا تملك أرواحا مثلا؟
وهل البشر المصابون بالشلل والمقعدين والمصابون بغيبوبة لا يملكون أرواحا أيضا؟؟
إن كانت الحركة والإنجاب لا علاقة لها بالروح؟
فما هي الروح ؟
سيقولون إن لم تكن موجودة فسيحدث الموت؟
هنا سننتقل لمحور آخر، ما هو الموت وما تعريفه ؟
وكيف تعرفون أن الإنسان قد توفي ليتم دفنه؟
إجابة المؤمنين سنسأل الطبيب ليحدد موت الشخص!
طبعا لا يوجد أي كتاب طب بتاريخ البشر يفسر الموت بخروج الروح، سنتحدث لاحقا عن التفسير الطبي والعلمي لظاهرة الموت في الجزء الثاني.
حينها هل سيقول المؤمنون أن الموت يعني توقف القلب!
هل يعني ذلك أنه لو عاد القلب للنبض مرة أخرى بما يسمى CPR الإنعاش القلبي الرئوي ، أن الروح عادت لجسم الإنسان؟
كيف سنعلم أن القلب سيتوقف تماما ولن يعود للعمل؟ خاصة بوجود حالات تسمى توقف القلب الإكلينيكي.
توقف القلب الإكلينيكي حالة يكون القلب بحالة النبض ولا يمكن قياس ذلك لضعفه، حينها يكون الإنسان في وضعية أشبه بالسبات.
من الحالات المشهورة كذلك فيما يسمى متلازمة Lazarus وهو عودة القلب للعمل بعد توقفه فترة طويلة فيعود الإنسان للحياة مرة أخرى دون أي تدخل خارجي.
بعد كل ما قرأناه هل سنقوم بدفن الإنسان وهو قد يزال على قيد الحياة فيما يسمى خرافة الروح لتفسير عدم الحركة أو توقف القلب أو عدم القدرة على رصده؟
نضيف إلى ذلك أن من لديه قلب اصطناعي هل هو بلا روح لأن لا قلب لديه ؟
أم للموت تفسير آخر لدى المؤمنين بهذه الخرافة ؟
اذا كيف عرفت بوجود الروح وانعدامها ايها المؤمن ؟
قد تكون الإجابة ببعض من المراوغة، أن تعمل جميع أعضاء الإنسان معا وفي وقت واحد!
يعلم الأطباء أن أعضاء الإنسان لا تفنى بوقت واحد بعد توقف القلب عن ضخ الدم، فمثلا تعيش الأمعاء 5 أيام بعد توقف القلب.
كذلك تعيش قرنية العين 10 أيام ، والجلد قد يعيش للشهر وخلايا الدم الحمراء تعيش 3 أشهر بعد توقف قلب الإنسان.
كذلك تعيش خلايا العظام سنينا ودهورا، في المقابل لا تعيش الكليتين إلا ساعتين، أما الدماغ فحوالي 5 إلى 7 دقائق فقط!
اذا بما أن الدماغ اسرعهم في الهلاك، فهل يعني أن الروح وسر الحياة موجودان بالدماغ ؟
–
للإجابة على هذا السؤال سنلقي نظرة على تجارب جراح الأعصاب الأمريكي Robert White حينما قام بتجارب على رؤوس وأدمغة القردة.
قام الجراح روبيرت وايت بإحدى تجاربه بفصل رأس قردين عن جسديهما ووضع رأس كل منهما بجسد الآخر في عملية جراحية معقدة، استمرت لساعات.
بعد إفاقة القردة من التخدير اندهش وايت! ما زالت القردة حية وتتفاعل وتتحرك وتستجيب للمؤثرات كذلك أجسادها لم تمت!
هل يعني أن روحين بجسد واحد؟
تجربة أخرى قام بها الدكتور وايت وهي بفصل دماغ أحد القردة تماما من الجسم وتغذيته بأوعية صناعية، بعدها قاس كهربائية الدماغ ووجده يعمل ولم يمت!
هل يتضح لنا بعد التجارب التي قام بها الجراح وايت أن الروح داخل الدماغ ؟
وأن حياة الدماغ هي من يحدد حياة الكائنات الحية؟
هل هي بالمنطقة التي تمد أدمغتنا باليقظة والوعي والإدراك؟
قبل الإجابة على السؤال وجب علينا إلقاء نظرة بسيطة عن تشريح الدماغ وينقسم إلى 3 اجزاء رئيسية وهي؛ المخ ، والمخيخ ، والنخاع المستطيل.
المخ Cerebrum هو الجزء الأعظم بالدماغ تتم فيه جميع الحركات الإرادية والكلام والذاكرة والعمليات الحسابية المعقدة، وكذلك جميع مراكز الحواس الخمسة من الإبصار للسمع والإحساس، كما أنه الذي يحدد الشخصية.
ويعتبر جزء مهم يميز الثديات دون غيرها عن الكائنات الفقارية الأخرى، والإنسان يمتلك أكبر مخ على الإطلاق بين جميع الكائنات.
أما المخيخ Cerebellum هو المسؤول عن التوازن والتناسق والتناغم بين حركات الجسم المختلفة والذاكرة الحركية لجسد الإنسان وغيره من الكائنات الحية.
أخيرا النخاع المستطيل Brain stem وهو المسؤول عن كافة الحركات اللإرادية من تحكم بالتنفس وضربات القلب وحرارة الإنسان ونحوها.
أيضا يحتوي النخاع المستطيل على منطقة تسمى Reticular activating system اختصارها “RAS” وهي تعنى عن الوعي والإدراك واليقظة وتشغيل الدماغ.
المنطقة RAS تربط خلايا الدماغ ببعضها، وتنظم عمل الدماغ من النوم واليقظة والانتباه أي بلغة أخرى مولد التشغيل الدماغي.
فحين حدوث جلطة أو نزيفا دمويا بالمنطقة RAS يدخل الإنسان في غيبوبة تامة وقد لا يستيقظ منها أبدا إن تم تدميرها بالكامل !
فحينها يفقد الإنسان الإدراك والوعي، فهل نقول أن الإنسان توفى؟
علما أن بقية أعضاء جسم الإنسان كالكبد والرئتين والقلب وغيرها يعملون بكفاءة تامة!
وآخر ما أود قوله عن الوعي، أن الوعي ليست صفة خاصة بالإنسان فقط بل هي موجودة في غالبية الحيوانات والثديات والطيور وبعض الزواحف وكذلك بعض الحيوانات اللافقارية كالأخطبوط مثلا،
وما هو مثير للدهشة أيضاً أن هناك رجال آليين (روبوتات) لديهم نوع من الحس الإدراكي وهو الوعي! فهل هذا يعني أن لآلات التي من صنع البشر روح وأن البشر قادرين على انتاج الأرواح كالله؟
http://www.sciencealert.com/a-robot-has-just-passed-a-classic-self-awareness-test-for-the-first-time
بذلك نكتشف أن الروح خرافة لا تفسر الموت والحياة، لكن لا يعني ذلك أنه لا توجد تفسيرات علمية أكثر منطقية بأدلة دامغة!
بذلك سنسأل جميعا ما هو سر الحياة ؟
بداخل كل واحد منا يكمن سر دفين، وهو ما يجعلنا مميزين عن بقية الكائنات غير الحية، كانت الإجابة على هذا السؤال من أكبر التحديات التي واجهتها المعرفة البشرية.
لكننا توصلنا إلى أدراك أهم أسرار حياتنا،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق