الحرية والمجتمع،
الحرية هى التخلص من القيود ومن الفرض والإجبار الذى يُمارس على الذات البشرية سواء أكانت هذه القيود مادية أم معنوية. والحرية هى إمكانية الشخص على إصدار حكمه الذاتى لاتخاذ قرار أو لمعالجة أمراً من الأمور أو لتحديد خياراً من بين خيارات عديدة متاحة أمامه... الخ">
والحرية هى من أهم القضايا التى تشغل الساسة والمواطنين فى مختلف بلدان العالم، فلا يوجد فرد أو شعب لا يطمح إلى
تحقيقها لأنها السبيل لصلاح المجتمع بأكمله .. لذا كان التعريف العام للحرية يتلخص فى كلمتين وهما (غياب الحرية)
مفهوم الحرية.
ما هو الفرق بين الحرية والديمقراطية؟
أنواع الحريات.
السبيل إلى تحقيق الحرية
ضوابط الحرية.
لآثار المترتبة على الحريات.
ويوجد نمطان من الحرية قد يكونان غريبان بعض الشىء على
غير المتخصصين فى العلوم السياسية والاجتماعية، فيوجد ما يُسمى بالحرية السالبة والحرية الموجبة .. فما هما؟!
الحرية السالبة هى نفسها الحرية الشخصية التى تكون للفرد وهى حق طبيعى مكفول والتى تتمثل فى إمكانية الفرد من إتخاذ القرارات الذاتية دون أن يُكره عليها
.. أما الحرية الموجبة هى الأداة التى تمكن الشخص من ممارسة حريته السالبة والتعبير عنها، مثال لنمطى الحرية السالبة والموجبة: حرية التعبير وإبداء الرأى هى من بين الحريات السالبة للشخص وإمكانية استخدام وسائل الإعلام المختلفة التى يقوم الشخص بممارسة هذه الحرية من خلالها تمثل الحرية الموجبة
الحرية الحقيقية هى عدم ترك الثوابت والقيم
وهى التحرر من الأفكار الخاطئة
وهناك حرية فردية وأخرى اجتماعية، فالأولى تخص الفرد وتخص وجهات نظره، وتخص الطريقة التى يحددها لنفسه لكى يعيش
بها فى مجتمعه، أما الحرية الاجتماعية فهى تلك الحرية التى تخص المجتمع بأكمله، وتكون حرية الفرد جزء فيها مما يتحتم
عليه احترامها كحق من حقوق المجتمع عليه وعلى غيره من الأفراد الذين ينتمون إلى ذات المجتمع.
الحرية هى جزء من الفطرة البشرية تُولد مع الإنسان، وهذه النزعة الفطرية قد تسلب منه بسبب وجود عوامل من الظلم
والقهر والكبت.
فالحرية هى أصل تكوينى، فبجانب أنها فطرة فإن الإنسان تميز عن باقى المخلوقات بنعمة العقل التى تمكنه من التفكير والاختيار .. التى تشير إلى أن ممارسته للحرية يرجع إلى تكوينه الجسدى الذى ولا محالة ألا يمارسها.
والحرية إذا كانت أصل فطرى وأصل تكوينى، فهى أصل التشريع حيث أن القوانين والشرائع التى تفرض بالقوة تفشل ولازم
لفاعليتها وإيجابيتها أن تلقى الاستحسان والقبول من جانب الأشخاص التى تطبق عليهم.
والحرية هى أصل عقائدى فى (الوجودية) فإذا قلنا أن الإنسان مسلوب قدرته على الاختيار فإن أفعاله لن تصبح هادفة ويُلغى دور العقل الذى تميز به عن سائر المخلوقات .. كما لن يكون قادراً على إدراك الفرق بين الخير والشر .. ولن يشعر بقيمة أفعاله ونتائجها .. وغيرها من الدلائل التى تنفى حتمية أفعاله.
الوجودية
هى تيار فكرى فلسفى يعلى من قيمة الفرد بأن له حرية الاختيار لا يحتاج إلى موجه، وكانت نشأة هذا التيار الفلسفى ما بين الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين.
يرى رجال الفكر أن مؤسس الفكر الفلسفى الوجودى هو (سورين كيركجورد) أما ريادة الفكر الوجودى فيرجع إلى (جان بول سارتر) الفيلسوف الفرنسي الشهير
أى أن الإنسان يتمتع بإرادة حرة (فهى القدرة التى تتوافر للشخص للتقرير والاختيار) أى لممارسة مختلف الحريات.
إلا أنه توجد فى المقابل الآراء الفلسفية والدينية التى تنكر وجود إرادة حرة عند الإنسان حيث تعتبره خاضعاً لقوى الطبيعة وقوانينها وهو ما أدى إلى ظهور الاتجاه الفكرى أو المدرسة التى تُعرف الحتمية
الحتمية
وهو تيار فلسفى يقول بأن كل ما يحدث فى الكون حتى إدراك الإنسان وتصرفاته يخضع لقوانين محدودة ومرسومة مسبقاً وهى القوانين الطبيعية أو القضاء والقدر .. ويشيرون إلى أن الإرادة الحرة بأنها ما هى إلا وهم إنسانى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق