هل صحيح أن سيدنا موسى وشقيقه سيدنا هارون عليهما السلام من شمال السودان؟ وكذلك سيدنا لقمان الحكيم؟ أنا شخصياً لا أستبعد أن يكون سيدنا موسى وشقيقه سيدنا هارون عليهما السلام من شمال السودان وبنسبة أقل من (جنوب مصر) وذلك لعدة أسباب منها (على حسب إجتهاداتي):-
أولاً: قطن الفراعنة (حكام مصر) في زمن سيدنا موسى عليه السلام في منطقة الأقصر وهي منطقة في جنوب مصر (شمال أسوان) وأسوان كما هو معروف تقع على بعد أميال بسيطة من شمال مدينة وادي حلفا السودانية مما يعني أن موسى عليه السلام من مناطق شمال السودان وبالطبع شقيقه هارون عليه السلام، وكما هو معروف للكل فقد ألقي به في البحر بسبب طغيان وجبروت الفرعون رمسيس الثالث (فرعون مصر آنذاك) خاصة عندما أعلن للملأ بأنه سيقتل كل رضيع إسرائيلي في حدود دولته بمصر وسيدنا موسى عليه السلام (إسرائيلي) جاء أسلافه إلى مصر منذ عهد سيدنا يوسف عليه السلام.
ثانياً: بالتأكيد السد العالي لم يكن له أي وجود لأنه بني في القرن الــ 20 وكذلك خزان أسوان فبالتالي لا وجود لبحيرة ناصر في جنوب (مصر) أو بحيرة النوبة في شمال (السودان) لكي يعيق سير التابوت بصورة طبيعية في رحلته بنهر النيل بإتجاه الشمال.
ثالثاً: وجود النوبة في جنوب مصر وشمال السودان وحتى الآن وبكل سحناتهم المعروفة وأكثر ما يميز النوبيين اللون الأسمر والشدة وسيدنا موسى (عليه السلام) كان أسمر اللون وكان ذو بأس شديد، وكلنا يعرف قصته الشهيرة عندما قضي على ذلك المصري بضربة واحدة (بالتأكيد بدون قصد) وكان سبباً لتركه مصر والذهاب إلى قرية مدين (قوم سيدنا شعيب عليه السلام) في الشام.
رابعاً: سيسألني أحدكم: كيف سار التابوت بموسى في البحر من شمال السودان وحتى منطقة الأقصر علماً بأن هنالك شلالان تقريباً؟ هذا السؤال بالرغم من أهميته إلا أنه ليس سبباً كافياً لإرجاع منطقة سيدنا موسى عليه السلام لجنوب مصر لأننا كما قلنا كان رضيعاً وألقي في البحر بيد أمه الشريفة بإلهام من الله تعالى لأنه وعدها بإرجاعه إليها سريعاً وقد حصل ما وعده الله سبحانه وتعالى وبين لنا ذلك في (قصة الرضاعة الشهيرة)، إذاً الله تعهد بأن يحفظه، وهذا يكفي، فالبحر والشلالات والجنادل والريح والبرق والرعد وكل شئ تسير بأمر الله سبحانه وتعالى فقط (إن الله على كل شئ قدير)، (كن فيكون) ...إلخ.
- سطر الكاتب المسيحي القس (فيليو ساوث فرج) في عموده المقروء بصحيفة آخر لحظة السودانية العدد رقم (645) بتاريخ يوم السبت الموافق 17/5/2008م تحت عنوان (قوارب على وجه مياه كوش) ما يلي: عرف المصري القديم والكوشي الأسمر صناعة القوارب من ورق البردي، وإذا كان البعض يرى أن موسى من مواليد دنقلا وأن إبنة فرعون كانت تستحم على نهر النيل في قصر ضيافة فرعون بدنقلا فان أم موسى وضعت إبنها في سفط من البردي وكأنه قارب صغير يسير على شاطئ النيل العظيم... إلى هنا وإنتهى كلامه.
خامساً: أما (لقمان الحكيم) فأجتهد كثيرون وأتفقوا على أن لقمان الحكيم كان يقطن في المناطق القريبة من جزيرة (صاي) النيلية في شمال السودان وكل شئ وارد ولكني لم أحصل على حقيقة تاريخية في هذا الشأن.
سادساً: هنالك من يقول بأن هاجر عليها السلام أم إسماعيل وزوجة سيدنا إبراهيم عليهما السلام من شمال السودان، وأرجح الروايات بل وأكثرها صحة تقول أنها من أصــول حبشية أو نوبية فقد كان يطلق على مناطق النوبة في قديم الزمان الحبشة من قبل بعض المؤرخين، فلماذا نستبعد أن سيدنا موسى عليه السلام وشقيقه هارون عليه السلام من شمال السودان تحديداً؟!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق