لماذا الحية في الجنة ؟ وليس الارنب مثلا

. . ليست هناك تعليقات:




بقلم : فاطمة السروجي 

لماذا ليس الغراب او حمامة او نسر او حيوان كلب قطة .. لماذا الحية دون خلق الله هي التي تغري حواء لتأكل من الشجرة المحرمة ..
تعالوا نتعرف على اسطورة الثعبان في حياة الشعوب ..
في زماننا نعرف أن الثعابين و الحيات هي خيوانات زاحفة غير مقدسة،
كما أن الكثيرين يعرفوا أن الكثير من الشعوب القديمة قد قدستها و اعتبرتها مخلوقات سماوية و حارسة للآلهة.
و عندما ننظر إلى الرعب التي لا تزال هذه المخلوقات الفريدة تسببه للانسان إلى اليوم فإننا نستطيع – قطعاً – أن ندرك لم قدستها الشعوب القديمة.
ولم كانت هي في الجنة وصداقتها لحواء

قدسية الأفعى أو الثعبان

من بين جميع الرموز التي أخذت معانيها من مراقبة الإنسان للطبيعة٬ فإن رمزية الأفعى كانت الأكثر سحراً٬ فقدرتها على تجديد جلدها تبدو بالنسبة للناظر إليها وكأنها ولادة جديدة٬ لذا فقد غدت رمزاً للانبعاث والخلود٬ كما ارتبط بالولادة والأمهات. وهي رمز القوة بسبب حركاتها المتلوية التي تمّكنها من أن تلتّف على غريمها لتخنقه٬ وبسببُسّمها وشرها فهي ترمز إلى جانب الطبيعة الشرير. فقدرتها على القتل "لدغاً أو عصراً" وعلى الشفاء معاً٬ جعلتها عبر التاريخ رمزاً للقوى الإيجابية والسلبية التي تحكم العالم. لذا فإّن صورة الأفعى تستحضر على نحو سحرّي كلاً من الحياة والموت بالإضافة إلى قوى الانبعاث والخصب.
ويرمز الثعبان إلى الأرض٬ وهذه الرمزية شائعة عالمياً٬ لأن هذا الحيوان في تماس مع الأرض بكل جزء من جسده٬ وهو يغيب في الأرض عدة مرات في اليوم٬ ويبقى في الأرض كل الليالي وكل فصل الشتاء٬ ورأى القدماء أن الأفعى عندما تخترق جوف الأرض٬ فهي تنتزع أسرارها٬ لذلك أصبحت عند بعض الشعوب رمزاً للمعرفة والحكمة٬ خاصة شعوب مصر والشرق الأدنى٬ ففي مصر القديمة يكشف الثعبان أسرارها للربة "ايزيس" التي تنقلها بدورها للفرعون وبعض الكهنة٬ ومنذ عهد الأسرة الحاكمة الأولى يحمل الفرعون اسم الثعبان٬ ويحمل النصب الذي يوجد في قبره صورة قصر يعلوه ثعبان. وفي الهند ارتبطت عبادة الأفعى في الهند برمزية المياه٬حيثُ عّدت الأفاعي حارسة ينابيع الحياة والخلود٬ وبالتالي حارسة لثروات الروح العليا والتي يرمز لها بالكنوز الدفينة٬ أما في الغرب٬ فقد رمزت الأفعى نظراً إلى شكلها المتلوي الشبيه بالأمواج٬ إلى حكمة الأعماق والأسرار العظيمة.
كما سادت لدى الشعوب البدائية في أستراليا٬ فكرة ارتباط الأفعى بقوس قزح٬ فبحسب أساطيرهم التي نقشوا رسومها على الصخور٬ كان يوجد أفعى قوس قزح مؤنثةُ تلقب بالأم وخالقة كل شيء حّي "البشر٬ النباتات٬ والحيوانات". وأفعوان قوس قزح مذكر كان يقاتل الشمس على المياه بالنيابة عن البشر

الأفعى والأساطير
-----------------

عند السومري

عرف الأدب السومري الأكادي لعنة تقول: "إن من يثبت نظره على ثعبان أثناء خروج الأخير من أحد ثقوب المنزل في اليوم الأول من سنة جديدة٬ وقبل أن يترك فراشه ليضع رجله على الأرض٬ سيموت في هذه السنة".
عند البابلي
وفي الحضارة البابلية يصرع الإله مردوك (يتخذ شكل تنين ذي رأس ثعبان مقرن) الثعبان٬ كرمزية لصراع الخير والشر٬ وهذا الموضوع ممثل على إناء موجود في متحف اللوفر/فرنسا.
في الهند
ويعتبر الثعبان "كاليا" في الهند شيطان التكبر والجهل٬ وقد انتصر عليه الإله "كريشنا"٬ وصّورت هذه القصة على عدة قطع أثرية موجودة في المتحف الوطني/ دلهي (الهند).
في مصر
أما في مصر الفرعونية فقد كان رمز الأفعى شائعاً جداً٬ فقد كان الحرف الهيروغليفي الذي يعّبر عن القيمة الصوتية للحرف (٬(Z عبارة عن صورة حركة الأفعى. عند الآلهة المصرية تتجسد ازدواجية رمزية الأفعى٬ فإلى جانب الآلهة الإيجابية (الخيرة) في هيئة ثعابين كانت توجد السلبية كذلك٬ فمثلاً الرب الخالق (آمون) هو الحّية الطالعة من فوضى البدء٬ إنه شخصية إيجابية٬ ولكن في المقابل العدو الرئيسي لإله الشمس رع هو الأفعوان الضخم "آُبب" الذي كان أثناء الليل يبتلع المياه الباطنية للنيل٬ إنه شخصية سلبية (شريرة) في الأسطورة المصرية٬ وأيضاً نجد ضمن الآلهة المصرية هذه الازدواجية في الرمز تتكرر مراراً٬ فإلهة الخصب "ررينببنوتيت" هي حّية إيجابية٬ بينما عملاق الليل والظلمة "نيبيجد" فهو شخصية سلبية على هيئة ثعبان.
في اليونان
كما ارتبطت الأفعى بإلهة الحكمة أثينا التيُمثلت بهيئة امرأٍة محاربة وهي تمسك بترٍس تزينه صورة ميدوزا المرأة التي مسختها أثينا بعد أن أهانتها وقتلها بيرسيوس٬ وكان رأس ميدوزا هذه مغطى بالأفاعي التي نبتت مكان شعرها بعد مسخها٬ وكانت تحّول كل من ينظر إليها إلى حجر. كما تذكر بعض المصادر التاريخية بأن معبد أثينا في مدينة أثينا كان يحتوي على أفاٍع غير سامة٬ وسواٌء كان هذا الأمر صحيحاً أم لا٬ فإنه يعكس بوضوح مكانة الأفعى عند الآلهة وبالتالي في الديانات الإغريقية القديمة.
ومن التمثيلات الشهيرة لرمزية الأفعى صولجان هرمس المعروف باسم الكاديكوس (٬(Caduceus فقد تدخل رسول الآلهة هرمس في الصراع الدائر بين أفعوين فالتّفتا حول صولجانه٬ ويعلو رأسي هاتين الأفعوين جناح صغير أو خوذة مجنحة. وقد رمز الكاديكوس عند الرومان إلى التوازن الأخلاقي والسلوك الجيد٬ حيث رمز الصولجان إلى القوة٬ ورمزت الأفعى إلى الحكمة٬ والأجنحة إلى المثابرة٬ والخوذة إلى الأفكار النبيلة٬ وحتى يومنا هذا ما زال الكاديكوس العلامة المميزة للأسقف الكاثوليكي في أوكرانيا

في سبأ

في حضارة سبأ القديمة ( حضارة يمنية قامت قبل الميلاد في جنوب الجزيرة العربية واشتهرت بتجارة اللبان و البخور، و بسيطرة أسطولها البحري على المحيط الهندي والسواحل الإفريقية)، كانت الثعابين تحرس أشجار اللبان السرية المقدسة بحسب الميثولوجيا* اليمنية، و كان هناك أيضاً نوع آخر من الثعابين، الثعابين المجنحة التي اختصت بتعذيب الخطاة، و سارقي اللبان، و أعداء المكرب السبأي (الملك/الإله).

في الصين

و في الصين القديمة تطورت فكرة الثعبان الطائر إلى ما يعرف بالتنين، رمز الصين.
التنانين كانت مخلوقات متوحشة امتلكت القدرة على التفكير لذلك اعتبرت مخلوقات حكيمة، و كانت رمزاً للمجد و لكبرياء الحكمة المتوحشة. كانت تنفث اللهب من أفواهها و أنوفها، وتتنفس الدخان الحار الأبيض، كانت معمرة و مقدسة، و كانت رمز العالم القديم.

في انجلترا

و نجد فكرة الثعبان المجنح/التنين موجودة في إنجلترا القديمة و رومانيا كما في كل أنحاء أوروبا القديمة، و توجد لها أيضاً جذور في أساطير الحضارة الهللينيه (الإغريقية أو اليونانية) الشهيرة.
و أصبح التنين رمزاً للعديد من فرق الفرسان الأوروبية، كما أصبح شعار النبالة للعديد من الأسر النبيلة، و كذلك شعاراً للعديد من الملوك، و للكثير من ممالك شرق آسيا و جنوبها، بسبب مكانته المقدسة، و اشتق من اسمه الاسم الذي يعني الفرسان المدعين، أو سلاح الفرسان الثقيل، خيالة التنين أو التنانين، فالتنين يعني (dragon)، و الفارس المدرع كامل التسليح يعني (dragoon).
تفسر الآبار الرومانية العميقة جداً التي حفرها الرومان في قلاعهم حسب التفسير الميثولوجي بأنها كانت مباءات للثعابين الهائلة التي عاشت في ذلك الزمان، و كذلك تعزى التكاوين الكهفية شديدة العمق و الضيق في بريطانيا إلى هذه الثعابين، التي كانت تعرف بالديدان، و الكلمة الإنجليزية (Worm) التي تعني الدودة و هي شيء حقير بمقاييس اليوم، اشتقت من الكلمة اللاتينية(Wyrm) و التي تعني الأفعوان الهائل. و هناك مناطق في بريطانيا تعرف بعرين الديدان خطأ، فالمقصود، عرين الأفعوانات.

و تجمع الحضارات الإنسانية في مهودها على الرعب الهائل الذي مثلته المخلوقات الثعبانية المقدسة، كثعبان الباسليسك و هو ثعبان خرافي ورد في التراثيات الميثولوجية الأوروبية للدلالة على نوع من الثعابين الهائلة كالأفعوانات (Wyrms)، تمتاز بطول العمر الذي قد يصل إلى آلاف السنين.

في اليابان

كما أن الثعابين اعتبرت رمزاً للشيطان، و اعتبرت مخلوقات حارسة لجهنم، و يختص الثعبان الأخضر في الثقافة اليابانية بالدلالة على الشر المباشر، أو ما يمكن اعتباره الشيطان


الأفعى والأساطير

و اعتبر الثعبان في شبه الجزيرة العربية رمزاً للشيطان أيضاً، كما هو رمز للموت المفاجئ، وللغضب، و العداء، و فقدان الإيمان، و الشك، بدون تحديد للون، لكنها بشكل عام اعتبرت الثعبان الضخم الأبيض أو الفضي أكثر إيذاء من الأسود، و يمكن تفسير ذلك بالنظر إلى البيئة العربية الصحراوية التي تجعل من المتعذر على العربي تمييز الثعبان الأبيض أو الفضي في رمال الصحراء البيضاء، ما يعطي الثعبان الفرصة لمفاجأة الضحية.

وبشكل عام، تزيد مكانة الثعبان في الثقافة الجمعية كلما اقتربنا من الحضارة و بالذات الحضارات الزراعية، و تختلف درجات أذيته باختلاف ألوانه، ففي أوروبا، تعد الثعابين السوداء أو داكنة اللون أكثر إيذاء من نظيرتها فاتحة الألوان، و يرجع ذلك إلى البيئة الأوروبية الخصيبة التي تسهل اختفاء الثعابين الداكنة في التربة، و بين الأشجار.

كما أن الثعابين السوداء هي رعب حقيقي في أدغال إفريقيا بسبب تعذر تمييزها عن الأرض السوداء بفعل ظل الأشجار العالية، و تعد ثعابين الأناكوندا الشهيرة في غابات الأمازون إحدى الصور الواقعية الشهيرة لثعبان الباسليسك


الرعب الاسطوري 

و تجمع الثقافات على القدرات غير الطبيعية لعيني الثعبان المخططتين، فهما تملكان القدرة على صعق الناظر إليهما مباشرة و شله، كما أن من يقتل ثعباناً، ينبغي عليه أن يقتلع عينيه، لأنه حسب المعتقد الشعبي، يأتي الثعبان القرين للثعبان المقتول و ينظر في عينيه فيعرف قاتله لأن عيون الثعابين تحفظ آخر صورة انطبعت فيها قبل موتها، و بهذا يكون قاتل الثعبان عرضة لانتقام القرين (و لكل ثعبان قرين)، الذي قد يطارد القاتل في طول الأرض و عرضها، كما قد يستحضر الثعبان انتقاماً مروعاً من القاتل دون مطاردة باعتباره من سعاة الشيطان، و حرسه، كما باعتباره من المخلوقات الأرضية الغائرة في قدمها بحيث أنها تملك قدرات ما ورائية، لذلك تستخدم في أعمال السحر الأسود التي تستنزل اللعنة الأبدية على فاعلها.


عبادة الافاعي في المجتمعات القديمة لم يكن صدفة استخدام الافعى في خرافات التوراة وقصة ادم والتفاحة
افعى بابل
اتخذها الالهة شعارات لهم
----------------------------------
ويحدثنا المؤرخ هيرودوت أن أفعى في بابل كانت تعبد هناك، كما أن الإله (أيا) اتخذ من الأفعى ذات الرؤوس المتعددة شعاراً له، مثلما اتخذها الإله (مردوخ) شعاراً له كذلك بعد أن أسرت إليه الأفعى ذات الرؤوس السبعة بالطوفان فقام ببناء سفينة النجاة العظيمة، وكانت هذه الأفعى هي التي جذبت حبال السفينة وربطتها إلى الشاطئ، والمعروف أن الإله (مردوخ) كان يعبد بوصفه إله النهر ذي الأفعى العظيمة بحسب مقولة c.f.oldham وما تزال الهند من أشهر المناطق التي تحافظ على طقوس عبادة الأفعى ومعابدها منذ فجر التاريخ حتى الآن، ويقيمون لها الاحتفالات على نطاق واسع، خصوصاً في عيد يسمي (ناحابا نشامي) أو عيد الأفاعي، حيث يطلقون سراحها يومها وتعرض للبيع للجمهور، وتوجد مزارات لها تحت شجرة حيث يوضع حجر مستدير يحج الناس إليه حاملين القرابين والأضاحي والزهور والمشاعل المضيئة، وقاتل أفعى الكوبرا في الهند عقوبته الإصابة بالعقْم، أو تعريضه للدغتها ونهشه بأنيابها وإصابته بسمومها!
ومنذ زمن بعيد قدس الإغريق الأفعى، ويقال إن الملك سيكروس أول ملوك أثينا كان على هيئة نصف رجل ونصف أفعى كما يقول: edith hamilton.. ومن عادات قبيلة الأماكسوما في غينيا الجديدة أن تقام طقوس التطهير لقاتل الأفعى؛ إذ يتحتم على قاتلها أن يرقد في ماء جار لمدة عدة أسابيع، وفي هذه الأثناء لا يستطيع أي إنسان أن يؤذي حيواناً أياً كان نوعه ثم يحمل جسد الأفعى القتيل ويكفن ويدفن بجوار حظيرة مواشي.
ويحتفظ المتحف البريطاني بتماثيل للأفاعي البرونزية وعملات حكت صورة أفعى الكوبرا على أحد وجهيها.

لقد كانت الثعابين الهة تعبد وتقدس
خرافة عذاب القبر والثعبان الاقرع
جاءت من اصول عبادة الثعبان وتقديسه
--------------------------
تطور التفكير الديني لدى الإنسان الأول حتى اعتقد بقوة الروح وألّه من مظاهر الطبيعة ما شاقه وسكن إليه كالشمس والرعد والصاعقة، وهكذا اتخذ من هذه المظاهر آلهة خير وآلهة شر، ثم أخذ اعتقاده يتطور فعبد الأحجار والأشجار، فلما فطن إلى عدم جدواها أعرض عنها وعظم الروح التي توهمها فيها ورفع من شأنها، ثم صار مشركاً يعبد آلهة متعددة يتقرب إليها بالصلوات ويتقي شرها بالأضاحي والنذور. ولاحظ علماء الأديان القديمة أن هناك سببين لعبادة الحيوان:
أولهما:
عبادته لذاته مباشرة لمنفعتها وألفتها أو قوتها، ولا يخفى أن الإنسان القديم كان يعتقد أن أرواح البشر بعد الموت تنقلب إلى حيوانات!
ثانيهما:
احترام الحيوان المعبود بوصفه طوطماً ممثلاً الأجداد. 

ولقد عبد الإنسان البدائي الأفعى بوصفها المألوف، إما خوفاً منها على عادة الشعوب البدائية التي توجهت بالعبادة والتقديس إلى الكائنات المخيفة اتقاءً لشرها، أو اعتقاداً في أنها تتقمص أرواح الموتى والشياطين، فقدسوا التماسيح والعقارب والثعابين السامة، واللافت للنظر أنهم لم يؤلهوا جميع أنواع الثعابين، وإنما قدسوا الكوبرا أو الصل (ما يسميه العرب بالناشر) في جميع الحضارات المصرية القديمة التي أحاطت بالجزيرة العربية في عصور ما قبل التاريخ، وفي العصور التاريخية سواء الحضارة المصرية القديمة أو الهندية أو البابلية، بل إن شعوب إفريقيا وأمريكا تشترك معها في هذه العقيدة.
لقد اتخذ المصري القديم الأفعى رمزاً طوطمياً له، جاعلاً منها المعبود الذي يحميه من الأرواح الشريرة، ويدفع عنه أذى الأعداء بتوجيه عناصر الأذى فيه إلى أعدائه... ومن هنا فإن ذكر الأفعى يرد في أساطير مصر القديمة أولاً مرتبطاً بالعين التي خرجت فكرتها إلى الوجود بوصفها عين حورس الإله السماوي، وهي عين ثالثة بالإضافة إلى عيني الإله، وكانت العين أساساً هي أفعى اليورايوس (الصل) الذي كان مثبتاً إلى أحد التيجان أو عصابة الرأس على جبهة الملك، كما يقول الدكتور صمويل كريمر في كتابه القيم: أساطير العالم القديم ويبدو أن كلاً من اليورايوس والعين قد نشآ من فكرة أن أفعى (جت القدس) وهو اليورايوس على جبهة الملك هو تجسيد الآلهة وأحد أشكال الأفعى البدائي الذي تقول الأساطير إنه أول جسد ألقي على جزيرة الأرض الملتهبة عند بداية الخلْق، ومع مرور الزمن تسللت أسطورة آسيوية تمثل صراع آلهة السماء والنور مع تنين المحيط المخيف إلى مصر الفرعونية حيث تمثلت في قصة الأفعى الضخمة المسماة (اليعبوب) عدو إله الشمس المصري.


الأفاعي معبودة ومالكة للخلود! في المجتمعات القديمة استخدامها في حلى النساء الذهبية على مر العصور ليس عفوا
كانت تارة الهة للخير وتارة الهة للشر وثالثة الهة للخير والشر معا
ولذا لم ترد في اساطير التوراة وقصة الخلق عبثا .. فهي منسوخة من تراث الشعوب
------------------------------------------------
تشغل الأفعى مساحة لا يمكن تجاهلها في خيال البشرية، ولا ينطبق هذا الحكم على الإنسان القديم فحسب.. فما تزال الأفعى تثير اهتمام إنسان هذا العصر، والمتتبع للعلاقة بين الإنسان والأفعى منذ بدء الخليقة يلاحظ أنها علاقة ديناميكية نشطة لم تثبت على حال واحدة.. ذلك أن تاريخ البشرية قد شهد تقلبات وتغيرات في هذه العلاقة ورموزها من عصر إلى عصر، ومن تصور حضاري لآخر، وقد تأرجحت هذه العلاقة بين معاني الخير والشر والتقديس والتحريم..
---------------------------------------

تأخذ عقيدة عبادة الأفعى أشكالاً متعددة؛ فهي إما أن تكون موجهة إلى ثعبان واحد، أو إلى عدة ثعابين، أو حتى إلى قطع بعينها من ثعبان ما، كما قد تكون هذه العبادة موجهة إلى روح أحد الآلهة، وقد تشكلت في أفعى معينة سواء أكانت أفعى حقيقية أو متخيلة، أو في شكل تماثيل معدنية أو حجرية أو كانت أفاعي حقيقية.
وترجع أشكال هذه العبادة في الأغلب إلى عبادة أفعى حقيقية، سرعان ما أصبحت خير مكان تحل فيه روح الإله..
وللرجوع إلى أصل هذه العبادة ينبغي أن نلاحظ التأثير السلبي والإيجابي للحيوان في عقلية الرجل البدائي؛ إذ إن إحساس هذا الرجل بقوة الأفعى وحكمتها على نحو ربما يفوق قدراته جعله يتوجه نحوها بالتقديس، وكذلك أغراه جمالها ونعومة جلدها وحركتها الغامضة بلا أقدام أو أجنحة، وهو أمر قد تنفرد به الأفعى دون سائر الكائنات الحية وقدرتها على الاختفاء المفاجئ ولمعان عينها وبريقها وجمالها وقوتها وقوة سمها المميت، ثم أخيراً قدرتها على استعادة شبابها بتغيير جلدها، وهو الشيء الذي من أجله نظر الإنسان البدائي إليها بوصفها مالكة للخلود.. وهذه المظاهر جميعاً جعلت الإنسان البدائي يرى في الأفعى قدرات خارقة تعد الأساس الأول لصياغة الأساطير حولها.
وإذا كانت الأفاعي تنقسم في الطبيعة إلى سام وغير سام، فإن هذا التصنيف انعكس بدوره في تقسيم الأفعى أسطورياً إلى أفعى شريرة تشبه الشياطين والأشكال الأخرى المهولة، وأفعى خيرة تقوم على حراسة كنوز الإنسان وممتلكاته. وقد تعبد الأفعى لذاتها، وقد تعبد بوصفها ممثلة لروح الإله المعبود أو الأرواح بصفة عامة؛ ذلك أن الإله نفسه قد يظهر أحياناً في شكل أفعى ضخمة تماماً مثلما يظهر في شكل حيوان آخر له قدسية الأفعى، كما يؤكد طه الهاشمي في مصنفه (تاريخ الأديان وفلسفتها) الصادر عن دار مكتبة الحياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في موضوعات الوكالة

برنامج ضروري لضبط الموقع

صفحة المقالات لابرز الكتاب

شبكة الدانة نيوز الرئيسية

اخر اخبار الدانة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة
تعرف على 12 نوع من الاعشاب توفر لك حياة صحية جميلة سعيدة

روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية

روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية
روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية

احصائية انتشار كورونا حول العالم لحظة بلحظة

احصائية انتشار كورونا حول العالم لحظة بلحظة
بالتفصيل لكل دول العالم - احصائيات انتشار كورونا لحظة بلحظة

مدينة اللد الفلسطينيةى - تاريخ وحاضر مشرف

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلن معنا



تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

جريدة الارادة


أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الارشيف

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

خدمات نيو سيرفيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اعلن معنا

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

سلايدر الصور الرئيسي

المقالات الشائعة