في سياق «المؤتمر العربي الأفريقي للحدّ من مخاطر الكوارث» الذي استضافته تونس أخيراً، أجرت «الحياة» حواراً مع السيدة مامي أوتاكاوا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث. وفي الحوار، أكّدَت أوتاكاوا على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام بالجفاف بوصفها كارثة لها آثار خطيرة ممتدة. ولفتت أيضاً إلى أهمية الإرادة السياسيّة في إدراج الحدّ من أخطار الكوارث ومواجهة التغيّر في المناخ، ضمن خطط التنمية المستدامة. وأشارت إلى أهميّة التنبّه لتلك العلاقات المتشابكة بين تغيّر المناخ من جهة والتنمية المستدامة والحدّ من أخطار الكوارث من جهة أخرى، إذ يتكفّل بإعطاء فعاليّة للسياسات في مجال البيئة والتنمية سويّة. وشدّدت أيضاً على أهمية دور الشباب والمرأة والتوعية والإعلام والمجتمع المدني والقطاع الخاص ودمج شرائح المجتمعات كلها، في صوغ استراتيجيّات التنمية. وأعربت عن قناعتها بضرورة الاهتمام بالحقل العلمي المتمثّل في المعلومات والبيانات، إضافة إلى التنسيق بين كل القطاعات في الدولة كالصحة والزراعة والتعليم والإسكان والبنية التحتيّة وغيرها.
كذلك، نبّهت أوتاكاوا على ضرورة احترام المعارف المحليّة للمجتمعات والاستفادة منها في مجابهة الكوارث. وردت على سؤال عن مسألة نقل التكنولوجيا، فقالت: «إننا مهتمون جداً بتلك القضية وبضرورة نقل تكنولوجيّات تحقّق أهداف التنمية المستدامة، ومن المهم أن يتم اختيار التكنولوجيات الموائمة والمناسبة لظروف كل بلد على حِدَة»، وفق كلماتها.
عودة إلى «سينداي»
في ذلك السياق، يُذكَر أن موضوع نقل التكنولوجيا كان من أكثر الموضوعات التي حظيت بجدل كبير أثناء المفاوضات التي أفضَت إلى «إطار عمل سينداي للحدّ من مخاطر الكوارث - 2015». وآنذاك، بعد نقاش واسع، اتُّخِذَ قرار بإنشاء لجنة دوليّة للعلوم والتكنولوجيا تعمل تحت مظلة «إطار عمل سينداي...». وفي تلك الآونة أيضاً، طرح بعض الخبراء العرب سؤالاً عن سبب غياب لجنة عربيّة للعلوم والتكنولوجيا المتصلّة بالحدّ من أخطا رر الكوارث! ومنذ ذلك الحين، تواصل مجموعة من الخبراء البحث عن ذلك الشأن. وجرى التوصّل إلى إنشاء لجنة عربيّة استشاريّة للعلوم والتكنولوجيا تعمل تحت مظلة نظيرتها الدوليّة التابعة لـ«برنامج الأمم...». وظهرت اللـجنة العربيّة قبل وقت قصير.
وتتكوّن من باحثين وخبراء من عدد من الدول العربيّة. وتهدف إلى الربط والتواصل بين العلماء والخبراء والمؤسّسات العلميّة والجامعات المهتمة بموضوع الحدّ من أخطار الكوارث بتشعّباته كلها. وجرى الاتّفاق على أن يستضيف «المجلس الوطني للبحوث العلميّة» في لبنان، أعمال تلك اللجنة. وشاركت تلك اللجنة بفاعلية في أعمال «المؤتمر العربي الأفريقي...». وفي لقاء مع «الحياة»، أوضح الرئيس المنتخب للجنة الدكتور شادي عبدالله، وهو نائب رئيس «مركز الاستشعار عن بُعد» فى لبنان ومسؤول «وحدة إدارة المخاطر»، أنها تأسّست على يد ثمانية أعضاء، ثم فُتحَ الباب لمشاركة الدول العربيّة كلّها، مع إضافة خمسة مقاعد للباحثين والباحثات من الشباب. ووفق عبدالله، يُتوَقّع أن تعمل اللجنة أيضاً على التواصل مع الجامعات والمؤسّسات العلميّة العربيّة، بهدف تشجيع الابتكار وتوطين التكنولوجيا، وتعزيز البحوث المتّصلة بالحدّ من أخطار الكوارث، إضافة إلى نشر الدراسات الموثّقة في شأنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق