عادةً، التحدي الأكبر الذي يواجه الصاروخ عندما يقلعُ من الأرض هو التغلُّب على الجاذبية، حيثُ يتطلبُ هذا الكثير من قوةِ الدفع التي تنتجُ من حرقِ كميةٍ هائلةٍ من الوقود الموجود في خزان كبير على متن الصاروخ، والذي يمكن أن يشكلَ خطرًا عليه.
في هذا السياق، يستمرُ سباق الفضاء مع تزايد الإقبال على الاستكشاف الفضائي بشكلٍ غير مسبوق، والسؤال هو: هل سنتقدمُ في هذا المجال بشكلٍ أسرع في حال وُجد حلٌّ لمشكلة الوقود؟
في هذا الصدد تعملُ منظمتان أوروبيتان على تطويرِ محرك صاروخٍ ربما يشكلُ ثورةً في عالم محركات الصواريخ، والغريب أنَّ دول المنظمات لا تأتي عادةً ضمن الدول المرتبطة بالعملِ على هذا النوع من المشاريع.
الفريقان المشاركان هما: جامعة غلاسكو في اسكتلندا، وجامعة Oles Honchar Dnipro الوطنية في أوكرانيا، ومن أجل هذه المهمة قرر فريقٌ مختلطٌ من المهندسين استبدال خزان الوقود بقضيب مصنوع من وقود البلاستيك الصلب من الخارج ومُؤَكسِد من الداخل.
عندما يعملُ الصاروخ يُدفع القضيب في غرفة الاحتراق، فيحترقُ ويولّدُ قوةً دافعةً، ويمكن التحكم بالسرعة التي سيدخلُ بها القضيب غرفة الاحتراق، سامحًا بذلك في زيادة أو إنقاص طاقة الدفع حسب الحاجة، ودُعيَ هذا المبدأ الجديد رسميًا باسم “محرك الالتهام الذاتي“، وهو مشتقٌ من الكلمةِ اليونانية التي تُستخدم لوصف الآلية الطبيعية للخلايا في تفكيك المكونات غير الضرورية.
نُشر مبدأ عمل الصاروخ في صحيفة Spacecraft and Rockets من قبل الفريق، حيثُ يتمحور حول فكرة إرسال الحمولة على رأس قضيب الدفع، والاستعاضة به عن معززات الدفع. وسيسمحُ هذا المبدأ أن يصمم حجم الصاروخ حسب حجم البضائع التي سترسل إلى الفضاء. لقد بدأَ العملُ للتو على هذا المبدأ الثوري.
ونتائجُ الاختبارات حتى الآن هي نجاحُ عملية احتراق للصاروخ لمدة 60 ثانية، وأردفَ باتريك هاركن قائد فريق غلاسكو: “بينما نزالُ في المراحل الأولى من التطوير، لدينا الآن محرك فعّال ونحن نعمل على تطويره إلى الأفضل، والخطوةُ التاليةُ هي تأمين المزيد من التمويل من أجل البحث في كيفية دمج المحرك مع مركبة الإطلاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق