بعد نحو 350 عاما من الاحتلال العثماني لفلسطين وبلاد الشام وباق دول العرب واستغلال العثمانيين لخيرات بلاد الشام وسفك دماء أهلها، بدأ التدفق اليهودي إلى الأراضي الفلسطينية في منتصف القرن التاسع عشر؛ لمشاطرتهم في هذا الاستنزاف؛ تنفيذا لمشاريع بريطانية تردد صداها منذ القرن السابع عشر الميلادي على الأقل.
ودخل اليهود إلى فلسطين في البداية باسم تجار ومستثمرين، يأخذون الأراضي البور أو التي هجرها أهلها أو المتطرفة وتحويلها إلى مزارع، ثم دخلوا أفواجا باسم مهاجرين وفارين من أتون الثورات التي كانت تحرق أوروبا في القرن التاسع عشر.
الهجرة الرئيسية الثانية 1904-1914
تمت هذه الهجرة الرئيسية الثانية وفلسطين تحت الاحتلال العثماني خلال فترة حكم السلطان عبدُ الحميد الثاني والسلطان الذي خلفه واسمه مُحمَّد الخامس اخر سلاين الدولة العثماني وصوروهم مرفقة ادناه
بلغ عدد
المهاجرين اليهود القادم معظمهم من روسيا في هذه المرحلة بين 35 و40 ألفاً،
وأشرفت المنظمة الصهيونية على هذه العملية بالتعاون مع "الصندوق القومي
اليهودي" ومهمته شراء الأراضي الفلسطينية وعدم بيعها مرة أخرى لأي سبب.
وكان معظم مهاجري هذه الفترة مشبعين بالأفكار الاشتراكية، ومن الفقراء، وأطلق عليهم لقب "حالوتسيم"، أي "طلائع"، وركزوا على بناء اليشوف والكيبوتس ليدعموا أسس الاستيطان اليهودي في فلسطين.
ومع حلول عام 1914، وصل عدد اليهود في فلسطين إلى 85 ألفاً، ووصل عدد المستوطنات إلى 44 مستوطنة.
وكان معظم مهاجري هذه الفترة مشبعين بالأفكار الاشتراكية، ومن الفقراء، وأطلق عليهم لقب "حالوتسيم"، أي "طلائع"، وركزوا على بناء اليشوف والكيبوتس ليدعموا أسس الاستيطان اليهودي في فلسطين.
ومع حلول عام 1914، وصل عدد اليهود في فلسطين إلى 85 ألفاً، ووصل عدد المستوطنات إلى 44 مستوطنة.
"لطالما كنا مؤمنين بالهجرة ‘العليا’ ومؤمنين بكم. دولة إسرائيل تؤمن بالهجرة... تعالوا لتحسّنوا حياتكم في هذا البلد القوي الذي يبتسم له التاريخ". بهذه الكلمات افتتح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته في الاحتفال الأول لـ"عيد الهجرة" والذي أحيي لأول مرة في نوفمبر 2016.
أتى اختيار إسرائيل شهر نوفمبر من أجل إحياء هذه المناسبة لوقوع ذكرى وعد بلفور في الشهر نفسه. ويصف الإسرائيليون الهجرة بكلمة "عليا"، وتعني بالعبرية الصعود، في إشارة إلى اعتبارهم أن الهجرة إلى فلسطين بمثابة الارتقاء والسمو والعلو.
ولكن هجرة اليهود إلى فلسطين بدأت قبل وعد بلفور لتشكل الرافد الأول لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، على الأرض التي "تفيض لبناً وعسلاً" بحسب ما جاء في سفر الخروج (الإصحاح 33).
الهجرة الثانية 1904-1914
بلغ عدد المهاجرين اليهود القادم معظمهم من روسيا في هذه المرحلة بين 35 و40 ألفاً، وأشرفت المنظمة الصهيونية على هذه العملية بالتعاون مع "الصندوق القومي اليهودي" ومهمته شراء الأراضي الفلسطينية وعدم بيعها مرة أخرى لأي سبب.
وكان معظم مهاجري هذه الفترة مشبعين بالأفكار الاشتراكية، ومن الفقراء، وأطلق عليهم لقب "حالوتسيم"، أي "طلائع"، وركزوا على بناء اليشوف والكيبوتس ليدعموا أسس الاستيطان اليهودي في فلسطين.
ومع حلول عام 1914، وصل عدد اليهود في فلسطين إلى 85 ألفاً، ووصل عدد المستوطنات إلى 44 مستوطنة.
الهجرة الثالثة 1919-1923
بلغ عدد المهاجرين خلال هذه الموجة 35 ألف يهودي جاءوا من روسيا ورومانيا وبولونيا وألمانيا وأمريكا ودول أخرى. وترجع المعيدة في قسم اللغات الشرقية في جامعة القاهرة الدكتورة اعتماد جمال سبب تزايد العدد إلى كون تلك الفترة هي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد سمحت بريطانيا لليهود بنقل ملكية الأراضي العربية إليهم، فحدثت طفرة استيطانية.
ويوضح الدكتور جمال الشاذلي في كتابه "الأدب العبري مجموعة دراسات" أن هذه الفترة شهدت نشأة المنظمة اليهودية الصهيونية المتطرفة "بيتار" التي دربت المستوطنين على العمليات العسكرية، كما تأسست منظمة "هاغاناة" التي كانت النواة لتأسيس الجيش الإسرائيلي.
الهجرة الرابعة 1924 -1931
بلغ عدد المهاجرين خلال هذه الموجة 89 ألفاً، معظمهم من بولونيا وبولندا والعراق واليمن وتركيا، وأغلبهم من الطبقة الوسطى. لكن بدأت مشاكل البطالة تظهر بسبب العدد الكبير للمهاجرين، فعاد نحو 23 ألف يهودي إلى البلدان التي أتوا منها في ما عرف بالهجرة العسكرية، على حد تعبير الشاذلي.
وحاولت الوكالة اليهودية معالجة الأمر، فراحت تدفع إعانات لليهود العاطلين عن العمل وأقامت بعض المشاريع لتشغيل المهاجرين الجدد.
الهجرة الخامسة 1932- 1944
جاء حوالي 215 ألف يهودي خلال هذه الموجة من وسط أوروبا وألمانيا إلى فلسطين. وفي هذه الفترة زاد اضطهاد النازية لليهود فاتجه نحو 45 ألفاً من الألمان اليهود إلى فلسطين، بعد اتفاق المنظمة الصهيونية والوكالة اليهودية مع النازيين على تسهيل إجراءات هجرة اليهود لفلسطين. وفي هذه الفترة، نجح اليهود في بناء نحو 80 مستوطنة.
الهجرة حتى عام 1948
وصل خلال سنوات الحرب العالمية الثانية نحو 21 مركباً تقل 15 ألف مهاجر يهودي، وكشفت الوثائق السرية البريطانية أن الأسطول البحري البريطاني كان يساعد المهاجرين حتى يصلوا إلى فلسطين ويمدهم بالمؤن، كما أوعزت بريطانيا لسفارتها في تركيا بإعطاء اليهود تصريحات دخول لفلسطين.
كذلك أنشأت الولايات المتحدة مكتب مهاجري الحرب عام 1944 الذي ساعد اليهود في الخروج من الأراضي التي كانت تحتلها النازية.
وأيدت لجنة تحقيق "أنكلو - أمريكية" عام 1946 طلب الرئيس الأمريكي هاري ترومان بالسماح لمئة ألف يهودي بالذهاب إلى فلسطين، تنفيذاً لمقررات وعد بلفور.
ولم تنفذ بريطانيا المطلب مباشرة، لكنها سمحت بالهجرة وفتحت الأبواب على مصراعيها أمام المهاجرين. ووصلت في الفترة من 1945-1948 نحو 65 سفنية تقل نحو 70 ألف مهاجر، ليصل في النهاية إجمالي اليهود المهاجرين إلى فلسطين بين عامي 1940 و1948 إلى نحو 120 ألفاً، بحسب "الموسوعة الفلسطينية".
الهجرة بعد عام 1948
نشطت الهجرات من دول العالم بعد إعلان قيام إسرائيل عام 1948، فوصل من رومانيا 119 ألفاً، ومن بولونيا قرابة 103 آلاف، وحوالي 37 ألفاً من بلغاريا، و35 ألفاً من ليبيا.
حاولت الحركة الصهيونية استخدام جميع الطرق لإقناع اليهود بالهجرة، ويفيد جمال الشاذلي في كتابه "دراسات في الصهيونية" بأن جمعية أبناء صهيون والاتحاد الصهيوني ساعدا في ذلك، ونجح يهودي يدعى كاستروا في إنشاء فرع للمنظمة الصهيونية العالمية في مصر وأسماه "منظمة الصهيونيين بمصر"، كما نشأت جمعية صهيونية في مصر لجمع التبرعات، وهذه الجمعيات كلها ساعدت على هجرة اليهود المصريين إلى فلسطين.
باب لا يغلق.. درج السياسيون الإسرائيليون على استغلال أي حدث للترويج للهجرة لإسرائيل وقد خصصوا 45 مليون دولار لتشجيع يهود فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا والدنمارك على الهجرة
وفي اليمن، توصلت الوكالة اليهودية إلى اتفاق يقضي برفع الحظر عن هجرة يهود اليمن إلى فلسطين، وسميت عملية نقل نحو 49 ألفاً منهم بعملية "البساط السحري"، بحسب الموسوعة الفلسطينية.
وفي المغرب، أرسلت المنظمات الصهيونية وفودها إلى البلاد ولم تلقَ ترحاباً في البداية، لكنها بعد قيام الدولة نجحت في الترويج لأفكارها، وهاجر من المغرب في الفترة بين عامي 1948 و1973 قرابة 200 ألف يهودي مغربي، بحسب الموسوعة العبرية في مجلدها الرابع.
وتزعم المصادر الصهيونية أيضاً أن الوكالة اليهودية نجحت في التوصل إلى اتفاق مع العراق يقضي بالسماح لمَن يريدون الهجرة من يهوده بالهجرة مع إسقاط الجنسية عنهم. ووصل نحو 114 ألف يهودي من العراق بين عامي 1950- 1951.
لكن الفترة الممتدة من 1952 حتى 1964 شهدت تراجعاً وانحساراً في الهجرات، ثم تتابعت حركات الهجرة صعوداً وهبوطاً حتى وصلنا إلى يومنا هذا.
واليوم، نجد أن الحركة الصهيونية نجحت في تحقيق معظم أهدافها. فقد وصل عدد سكان إسرائيل من جميع الديانات إلى 8.680 مليون نسمة، منهم 6.484 مليون يهودي، بنسبة 74.7% من إجمالي السكان، والعرب 1.808 مليون نسمة ويشكلون 20.8%، بحسب دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.
أرقام النكبة
رصدت "موسوعة النكبة الفلسطينية" بعض الأرقام المتعلقة بالوجود اليهودي في أرض فلسطين، وما امتلكوه من أراضٍ. ففي عام 1918 امتلكوا نحو 240 ألف دونم، بنسبة 1.56% من إجمالي أرض فلسطين، ووصلت النسبة إلى 1.8 مليون دونم عام 1948.
وفي ما يتعلق بعدد اليهود، فكانوا في عام 1800 حوالي 5 آلاف، ووصل عددهم عام 1948 إلى 650 ألفاً، أي ما يعادل 31.7% من إجمالي عدد السكان آنذاك.
باب لا يغلق
درج سياسيو إسرائيل على استغلال أي حدث للترويج للهجرة لإسرائيل. فمع وقوع أي عمل إرهابي في أية دولة، تتجدد دعوات اليهود إلى الهجرة.
ففي عام 2003، حينما استهدفت بعض العمليات الانتحارية الدار البيضاء في المغرب، دعت الحكومة الإسرائيلية يهود المغرب للقدوم إلى إسرائيل. وقال رئيس الاتحاد العالمي لليهود سام بن شطريت لهم: "لا تتأخروا في ظل التهديد الذي يحلق فوق رؤوسكم. إحزموا حقائبكم وتعالوا. ستقدم لكم المؤسسات و700 ألف من اليهود القادمين من المغرب المساعدة في استيعابكم".
وتكررت دعوات اليهود للهجرة إلى إسرائيل في مناسبات كثيرة. ففي شباط 2015، دعا بنيامين نتنياهو يهود الدنمارك للهجرة إلى إسرائيل بعد الهجوم الذي تعرض له كنيس يهودي وأسفر عن مقتل حارسه، وقال نتنياهو: "مجدداً يقتل اليهود في أوروبا، فقط لأنهم يهود، اليهود يستحقون الحماية في كل بلد، ونقول لإخواننا من اليهود: إسرائيل هي وطنكم. نحن ندعو لاستقبال الهجرة الجماعية من أوروبا".
وفي التوقيت نفسه، أعلن نتنياهو تخصيص 45 مليون دولار لتشجيع يهود فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا والدنمارك على الهجرة إلى إسرائيل. وبين حين وآخر، تثور سجالات بين الحكومتين الإسرائيلية والفرنسية بسبب دعوة اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق