يتناول الموضوع الامبراطورية الاشورية الجديدة من تاريخ 705 قبل الميلاد ومن ادارة الملك سنحاريب. من المحتمل ان يتم تحديث الموضوع في المستقبل واضافة بقية الفترات التي تنقسم الى ثلاث فترات تاريخية:
الفترة القديمة: الفترة المتوسطة: وتبدا من الملك Aššur-uballit I الذي حكم مابين 1365-1330. قبل الميلاد الفترة الحديثة وتبدأ من الملك Tiglath-Pileser III الذي بدأت فترته من عام 705 قبل الميلاد وانتهت 727 قبل الميلاد. اطلق اسم آشور على المملكة التي اقامتها جماعة سامية كانت تطلق اسم آشور على ربها الاعلى، وهو نفسه انليل الذي انحدر من حضارة السومريين الغير سامية والتي لااحد يعرف مصدر شعبها او اين اختفى. في القرن السابع قبل الميلاد وصلت الامبراطورية الاشورية الى قمة عظمتها، وكانت اراضيها الشاسعة تشمل العراق وسوريا ولبنان ونصف فلسطين واقسام كبيرة من جنوب شرق تركيا ومناطق مهمة من غرب ايران. تمكنت مملكة آشور من الاستيلاء على مصر السلفى ايضا ولكنها نصبت عليها فرعون خاضع لها. أمبراطورية واحدة وادارة لامركزية كانت نينوى اهم المراكز الحضارية واكبر مدينة في العالم في ذلك الوقت. غير ان مدينة آشور التي كانت المركز الديني سابقا كانت على الدوام المركز الحقيقي للدولة، بغض النظر عن الموقع الاداري للعاصمة. مدينة نينوى كانت مجرد المدينة التي ورثت المركز الاداري عن مدينة Kalhu والتي بدورها ورثت مركز Dur-Šarruken اللتان كانتا تقومان به في القرن التاسع والثامن قبل الميلاد. مدينة اشور الغنية كانت تضم المعبد الوحيد للرب آشور ، ولذلك كانت مثل مكة للمسلمين اليوم، ولربما لعبت دورا في ترسيخ ظاهرة الكعبة والحج في ثقافة ابناء المنطقة. جميع الخاضعين للملك الاشوري من واجبهم تقديم الضحايا للرب آشور والحج الى بيته المقدس. هذا الامر ليس من واجب المحافظات الاشورية فقط وانما من واجب جميع الممالك الخاضعة للاشوريين، وكان ذلك يعتبر رمزا لتمجيد الملك الاشوري. النفوذ الاشوري في القرن السابع قبل الميلاد وصل الى ممالك بعيدة ومنها مملكة اليهود ومصر وفلسطين والكوشيين في النوبة وجزيرة قبرص وحتى وسط الاناضول وايران والجزيرة العربية. في ذلك الوقت كانت الامبراطورية الاشورية تنقسم الى سبعين ولاية ولكل ولاية واليها الخاص الذي يجري تعيينه من قبل الملك. وكقاعدة عامة كانت الولاية غير وراثية. ومن اجل منع نشوء انتقال الولاية بطريق الوراثة كان الملك يفضل اختيار الولاة من بين المخصيين من عماله. الملك، كما كانت العادة في تلك الازمان، كان مختارا من قبل الله، ولهذا السبب كانت كلمته قانونا الهيا بطبيعة الحال، فهو الرحيم والعقاب، وهي الطريقة ذاتها الشائعة الاستخدام لتبرير الوصاية السياسية والدينية حتى اليوم. ومع ذلك كانت الادارة غير مركزية في الولايات وكان من حق الوالي اتخاذ القرارات المناسبة عندما يتعلق الامر بالشؤون اليومية والحياتية. الملك حاكم مطلق
من اجل ضمان ان الجميع سيتذكر ان هناك ملك واحد احد وان هذا الملك وحده من يملك السلطة الحقيقية والمطلقة على الامبراطورية بأسرها كان الملك يبني لنفسه قصرا في كل ولاية ويقضي فيه بعض الوقت بصورة دورية متنقلا من ولاية الى اخرى. في كل قصر كان يوجد كوكبة كاملة من الخدم والحشم للادارة والتسلية وإدامة القصر. بالتأكيد السكان المحليين لن يتمكنوا من معرفة إذا كان الملك في قصره ام لا، غير ان مجرد وجود القصر، الذي يكون عادة عظيما ومبهرا، يكفي للتذكير بالملك وسطوته فوق الجميع. بذلك يكون للقصر بذاته وظيفة كنصب لقيام السلطة وخضوع السكان. إضافة الى ذلك كانت في جميع المدن الكبيرة تنتصب تماثيل الملك فوق الجميع والى جانب تماثيل الالهة العظمى، في الساحات ومداخل المدن، تماما مثل صور الرؤساء والملوك العرب الضخمة ، وحتى اصنامهم، التي تنتصب اليوم في جميع المؤسسات الحكومية مذكرة المواطن بالسلطة وخضوعه. والاهم من كل ذلك ان كل مواطن اشوري كان ملزما بأداء قسم الولاء للملك. هذا القسم يجري ادائه عند تنصيب الملك الجديد على العرش ليصبح الامر بما يشبه اجراءات المبايعة التي تجري اليوم في السعودية مثلا. غير ان قسم الولاء في الامبراطورية الاشورية كان يشمل جميع السكان ويمكن إعادة اجراءه عند ولادة امير مثلا. وقسم الولاء كان مثل النشيد الديني وهو جزء من الطقوس ويدخل فيه تقديم الشراب الذي " يحمل القسم" ليدخله الى الجسد فيصبح القسم جزء من الروح يمنع الانسان عن انتهاك عهده بدون ان تعاقبه الالهة.
إتحاد ادارة الدولة الاشورية والصورة التجريدية لوجود الملك اليومي بقرب المواطن شكلت العمود الفقري للولاء كانت من الفعالية ان عائلة مالكة واحدة بقيت تدير مدينة آشور على مدى مئات السنوات لتصبح اطول عائلة حاكمة في التاريخ. احدى الاسباب التي ساعدت على بقاء العائلة المالكة في السلطة فترة طويلة ان انتقال الملكية لم يكن بالضرورة يجري من الاب الى الابن. كل ذكر في العائلة يمكن ان يصبح الملك وهذا ساعد على امكانية اختيار الاصلح من عدد كبير نسبيا مع بقاء العائلة في السلطة. احدى الشروط للتنصيب على العرش ان المرشح نموذجيا نفسيا وفيزيائيا. وعلى الرغم من هذا الشرط كان هناك العديد من المرشحين للمنصب. الملك كان يحمل امتياز اختيار ولي العرش بمساعدة وحي من الله. بعد اختياره يجري اعداده ليكون ملك وتعليمه الخبرات اللازمة. الصراع على السلطة وعلى الرغم من ذلك حدثت صراعات على منصب الملك ولكن جميعها بين افراد من العائلة المالكة. في العديد من الحالات بدأ الصراع على السلطة منذ لحظة تعيين ولي العرش وليس عند وفاة الملك. عدة مرات اصبح الصراع دموي وجرت محاولات لقتل الملك وولي العرش. مثلا نعلم ان سنحاريب Sennacherib (704-681) جرى قتله من قبل ولديه بعد ان فضل عليهم Esarhaddon (681-669) والذي اصبح ملكا بعد حرب دموية. غير ان السلطة انتقلت منه لاحقا الى اشور بنيبعل (668-c.630) بدون سفك دماء. غير ان الحرب اشتعلت فيما بعد بين اشور بنيبعل واخيه Šamaš-šumu-ukin من اجل السيطرة على مدينة بابل، منذ عام 652 ومابعدها . عند سقوط الاميراطورية الاشورية في نهاية القرن السابع قبل الميلاد على يد الميديين والبابلين الذين استطاعوا اجتياح المدن الاشورية كان ذلك بفضل الصراعات الداخلية التي استشرت في الامبراطورية الاشورية على السلطة بين افراد العائلة المالكة التي انقسمت الى فئات واحزاب. من الغريب ان تفسخ وسقوط الامبراطورية الاشورية بدأ بسقوط مدينة الرب آشور التي شكل قلب الامة الاشورية ورمز وحدتها. في عام 614 قبل الميلاد سقطت المدينة بسبب خلائها من الجيوش الاشورية التي كانت مشغولة في الحروب الداخلية. المحتلين قاموا بنهب المدينة ومعبد آشور وحرقوها الامر الذي اطلق صيحة الكهنة متنبئين بنهاية مملكة آشور إذ " اعزنا آشور عندما اعززناه وسيتخلى عنا عندما تخلينا عنه". بعد بضعة سنوات من نهب معبد الرب آشور انهارت الدولة الاشورية وتقسمت املاكها بين المصريين والبابليين، ولكن تراثها الثقافي لازال حيا فينا حتى اليوم. نينوى عاصمة الاشوريين
منذ فترة ادارة سنحاريب اصبحت مدينة نينوى عاصمة البلاد وبقيت كذلك حتى نهاية الدولة الاشورية. كانت نينوى اكبر مدينة في العالم في ذلك الوقت حسب مدونات " العهد القديم" إذ كان يقطنها 120 الف شخص واحتاجت ثلاثة ايام ليقطعها المرء.
نينوى تقع على الجانب الايمن من نهر دجلة الذي كان مرتبطا بشبكة من الانهر تمتد على منطقة كبيرة من الشرق الاوسط تجعل المدينة مركز تجاري هام. اليوم تقوم مكانها مدينة الموصل التي تغطي قسم كبير من مساحة نبنوى القديمة. قبل الف سنة من انتقال سنحاريب الى نينوى وتحويلها الى العاصمة السياسية للبلاد كانت نينوى مركز شمالي هام لاستعمار حوض النهرين. غير ان معلوماتنا عن تلك المرحلة البكرة محدودة للغاية لاقتصار اهتمام المنقبين على البدائع المعمارية من القرن السابع بعد الميلاد. غير ان حفريات اعمق تشير الى ان المدينة كانت موجودة منذ القرن السادس قبل الميلاد. كما ان الدلائل تشير الى انها كانت مدينة مهمة منذ القرن الثالث قبل الميلاد على الاقل، إذ ان السيراميك المشهور والذي تخصصت المدينة في صنعه جرى العثور عليه في مدن قديمة في شمال العراق وسوريا. وايضا نجد ان ذكرها في الاكدية قبل 2300 سنة قبل الميلاد. مدينة نينوى هي مدينة الربة المسماة إنانا في السومرية وعشتار في البابلية والاشورية و شواشكا Šawuška في الحثية والحرانية. لقد جرت عبادتها في الكثير من المدن الاخرى ولكن عشتار نينوى كانت الاقوى بشكل خاص. في القرن الرابع عشر قبل الميلاد نجد ان الفرعوعون المصري امنينحوتيب الثالث ارسل رسالة الى حليفه الملك ميتاني والذي كان يسيطر على نينوى ان يسمح بإرسال صنمها اليه لتنزل بركتها على شعب ارض رع. منذ ترسيخ الامبراطورية الاشورية على المنطقة، في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، كانت نينوى احدى اهم المدن الاشورية، وكانت مقر افضل الفرق العسكرية: المشاة. ولكن في عصر سنحاريب ازدادت مساحتها لتصل الى 750 هكتار لتصبح مشهورة وملعونة في التوراة. في الاصل كانت المدينة مرتفع كوينجيك ثم اضاف اليه سنحاريب مدينة قريبة نوراغوم على الجانب الجنوبي من شط دجلة واليوم يسمى مرتفع النبي يونس. في الاعتقادات الشعبية يقصد ان النبي يونس " النبي يوحنا، حسب التوراة" مات ودفن في مسجد كبير والمرتفع الحالي بقاياه. حسب التوراة ارسل الوهيم النبي يوحنا من الناصرية اليهودية ليدعو المدينة الكافرة الى الايمان بالوهيم اليهودي وإلا سيقضي على المدينة. غير ان النبي يونس حاول الهرب من مصيره بالسفر الى اسبانيا ليبتعد عن نينوى قدر الامكان ولكن حصلت عاصفة واتهمه الركاب بأنه هو المعني بها والقوه من المركب. التقطه حوت كبير وبقي في جوفه وبعد ثلاثة ايام من التفكير اضطر الى القبول بالمهمة التي اوكلها الوهيم على عاتقه، فلفظه الحوت على اليابسة. في نينوى اعلن قائلا" بعد اربعة عشر يوم ستهدم المدينة" والسكان صدقوه. الملك اعلن شهر صوم للتطهر من الرجس وللدعاء الى الرب، وهو امر يتوافق مع الاعتقادات الاشورية ايضا في التعامل مع النبوءات السيئة ( راجع القسم الثاني). بفضل هذه الطقوس يترك الالوهيم المدينة ولايسبب لها اذى. غير انه، وعلى مايبدو، لم يكن الغفران عميق بما يكفي لذلك ارسل الله شره على المدينة وقضى عليها. النبي يوحنا حاول ركوب سفينة مسافرة للهروب من المدينة قبل ان تتعرض لمصيرها المحتوم ولكن الركاب تعرفوا عليه والقوا به من السفينة. الملك سنحاريب
سنحاريب ينصب على العرش بعد وفاة والده الملك سرجون الثاني (722-705) قبل الميلاد والذي مات في ساحة الحرب عام 705 وذلك كان بعد عام واحد من انتقال القضاء ( وبالتالي العاصمة الادارية) من مدينة Kalhu الى مدينة Dur-Šarruken. احدى اوائل قرارات سنحاريب هو نقل المحكمة الملكية والادارة المركزية مرة اخرى من مدينة كالهو الى مدينة نينوى التي كانت تملك موقع استراتيجي عسكري واقتصادي ليجعلها العاصمة الاقتصادية والسياسية لمملكة آشور. في الصحف المحفوظة على حجر يسمى Taylor Prism نجد توثيق احداث السنوات الثمانية الاولى من إدارة سنحاريب للملكة. سنحاريب كان مخطط واداري كبير تعلم على يد والده سرجون غير ان تنصيبه في منصب الملك لم يكن بدون معارضة قوية وعلى الاخص من بابل. سنحاريب، مثل والده، كان يضيف الى نفسه لقب ملك بابل ولكن كان هناك اخرين يدعون اللقب لنفسهم ومنهم Marduk-apla-iddin ملك مايسمى Sealand وهي وحدة سياسية الى جنوب بابل وكانت لديه علاقات محلية حميمة تجعله يرى ان هو صاحب الحق بلقب ملك بابل. المشكلة البابلية شغلت سنحاريب على مدى فترة حكمه، انتهت عام 689 قبل الميلاد بكارثة على معبد مردوخ في بابل كنتيجة لمحاولة اخضاع بابل للسلطة الاشورية. مع تحطيم معبد مردوخ البابلي جرت محاولة تسويق عبادة الرب آشور بديلا دينيا واسطوريا وثقافيا، على إعتبار ان تبني الاراضي المفتوحة لرب الفاتحين اسهل الطرق لسيطرة الفاتحين الدائمة واذابة المفتوحين وهو الدرس الذي استوعبه جميع الفاتحين في المنطقة ورافقت تاريخنا حتى اليوم. السياسة التي اتبعتها اشور تجاه بابل اضطرت بعلاقتها مع مملكة عيلام. المملكتين خاضوا حروب متواصلة على مدى كل فترة حكم سنحاريب. في مدينة هالوله قرب سامراء اليوم التقى جيش الاشوريين مع جيش العيلاميين الذي تحالف مع البابليين والقبائل الايرانية عام 691. هذه المعركة كانت احدى اكبر المعارك في التاريخ القديم ومع ذلك لم تتمكن من حل المشاكل بين البلدين. سنحاريب في غرب البلاد في غرب المملكة كانت ادارة سنحاريب اكثر توفيقا. وحتى على الرغم من انه لم يضف اراضي جديدة الى المملكة الا انها حسن علاقاته مع جيرانه العدوانيين. اهم هؤلاء الجيران القبائل العربية والكوش النوبيين الذين كانوا يتوسعون، واصبحوا يهددون المصالح الاشورية في منطقة المتوسط. احتلال مملكة يهودا من قبل الاشوريين والاستيلاء على اورشليم كان من اهداف حملة سنحاريب لوقف تمدد تأثير الكوش، عام 701. في البدء اجتاح الاشوريين بلاد الفينيقين واحتلوا مدينة صيدون ثم مدينة اشكيلون الفلسطينية لتتبعها مدينة ايكلون حيث تمكن سنحاريب من وضع ادارة موالية له. بعد ذلك كانت مملكة يهودا وملكها هيسكيا Hezekiah هدف الاشوريين التالي غير انه لم يتمكن من الاستيلاء على اورشليم. حسب التوراة لم يتمكن سنحاريب من دخول اورشليم لان الله ارسل ملاك ليمطر معسكر الاشوريين بحجارة من سجيل تصيبهم بالطاعون. في وثائق هيروديس مكتوبة في القرن الخامس قبل الميلاد يؤكد انتشار الوباء في معسكر الاشوريين الذي اجبر سنحاريب على التراجع. وعلى الرغم من هذا التطور الا ان هيسكيا اضطر الى توقيع معاهدة سلام مع الاشوريين. هذا التحالف بقي ساريا حتى سقوط الامبراطورية الاشورية في نهاية القرن السابع الميلادي. سنحاريب وزوجته ووريثه
الحفريات قرب نينوى قدمت لنا الكثير من المستندات التي القت الضوء على تاريخ نينوى. اغرب الوثائق هي قرص محفور عليه اسد يحرس الطريق الى القصر الجنوب غربي. هنا نجد النص التالي:" ومن اجل الملكة Tašmetu-šarrat, زوجتي الحبيبة، التي جعلتها Belet-ili (ربة تصميم الجمال) اجمل جميع الجميلات، بنيت لها قصر من الحب والرضى والمتعة، سنعيش فيه بصحة وسعادة وطول عمر ... بأمر من ابو الارباب آشور والملكة عشتار (ربة الخصب) سنعيش في صحة وتوفيق في هذا القصر ونستمتع بالنجاح حتى الثمالة".
هذا التعبير النادر عن مشاعر الحب يعطينا نظرة الى اعماق الانسان سنحاريب والذي عادة يختبئ خلف دوره كملك. إضافة الى ذلك نجد ان سنحاريب يجعل زوجته Tašmetu-šarrat, لها صلاحياته في الادارة مما يدلل على الدور الهام الذي ملكته ملكة الاشوريين في الحياة العامة وينعكس في إنتشار استخدام رمزها " العقرب" الذي نجده مطبوعا على الكثير من الابنية العامة، مما يدلل على قبول وشيوع دورها كأمر طبيعي وعدم وجود عادات التمييز ضد النساء في الحياة العامة. الامر الذي يستحق الانتباه ان سنحاريب اعطى زوجته جيشها الخاص لتقوده تماما كما هو الحال مع ولي العرش. هذه السياسة الجديدة هدفت الى نقل السلطة من دائرة العائلة الملكية الواسعة الى الحلقة العائلية الاقرب للملك وهذه الاستراتيجية استمرت في الممارسة من قبل الملك اللاحق آسيرهادون ووريثه اشوربنيبعل. من الذي سيخلف سنحاريب على العرش؟ هذا السؤال شغل المملكة كثيرا عبر عشرات السنوات وفي النهاية كلف سنحاريب حياته. في البداية اعلن سنحاريب ان ابنه Arda-Mullissi هو الذي سيكون وريث العرش وجرى تهيئته لهذا الامر. ولكن لاسباب مجهولة جرى نزعه عن ولاية العرش وتعيين Esarhaddon مكانه والذي اعتلى العرش فعلا عام 683 قبل الميلاد. مع تعيين ولي عرش جديد اقام سنحاريب طقوس اعلان المبايعة للوريث الجديد الابن الاصغر في كل البلاد بما فيه من قبل الابن الاكبر. حاول الابن الاكبر الضغط على والده من اجل الغاء قرار التوريث للابن الاصغر ولكن سنحاريب لم يفعل. بنتيجة ذلك توترت الاوضاع في القصر الملكي واضطر سنحاريب الى ارسال الابن الاصغر الى مكان اخر من اجل حماية حياته. الاخ الاكبر بقي في نينوى وبدأ يحيك المؤامرات للاستيلاء على العرش. واعتمادا على علاقاته الواسعة التي تمكن من بناءها في الفترة التي كان هو ولي العرش قرر القيام بإنقلاب على والده والاستيلاء على السلطة. في اليوم العشرين من الشهر الثامن من عام 681 قبل الميلاد واثناء احدى الطقوس الدينية في معبد في نينوى شهر اردا موليسي واحد اخوته سيفاهم وذبحوا والدهم سنحاريب. بذلك انتهى عهده في قيادة الامبراطورية الاشورية. الملك ايشار هادون
Esarhaddon (681-669), ابن سنحاريب ووالد آشور بني بعل هو الملك الاقل شهرة من والده الذي حاصر اورشليم او ابنه الذي امتلك اكبر المكتبات في العصور القديمة. وعلى الرغم من ان الملك كان يتمتع بصحة سيئة الا انه ادار المملكة بقبضة من حديد تأثر بها القاصي والداني في المملكة.
الصراع للاحتفاظ بالعرش اصبح ايسهاردون ملكا على اشور بالضد من الاقدار ، عندما اعلنه سنحاريب عام 679 رسميا وريثا للعرش. في البدء اختار سنحاريب ابنه الاكبر وريثا للعرش الذي احتفظ بلقب وريث العرش بضعة سنوات. لانعلم لماذا عدل سنحاريب عن اختياره الاول. وعلى الرغم من ان الابن الاكبر اقسم يمين الولاء للوريث الجديد الا انه كان على الدوام معارض لهذا الاختيار. سنحاريب شعر بخطر الابن الاكبر على حياة الابن الاصغر ولذلك ارسله لمكان بعيد ولكنه لم يتمكن من رؤية خطر الابن الاكبر على حياته الشخصية. عام 681 قتل الابن الاكبر واحد الاخوة الاخرين الملك سنحاريب. غير ان حلفاء الابن الاكبر لم يتجرؤا على اعلانه ملكا ووقعت المملكة في الفوضى حتى عاد الاخ الاصغر من المهجر على رأس جيش صغير ودخل نينوى. لقد تمكن من ابعاد الاخين واعتلاء العرش بعد شهرين من موت والده. هذه العملية اثرت على شخصية وقرارات الملك الجديد لفترة طويلة. لكون اخوه الاكبر تمكن من الهرب والتجأ الى عدوه القوي في مملكة Urarṭu الواقعة الى شمال اشور في ارمينيا الحالية. ملك اوراتو الذي اعطى الاخ الاكبر حق اللجوء كان يعلم انه لازال هناك إمكانية لايصاله الى العرش وتنصيبه ملكا على آشور وعندها سيكون لديه امتيازات ونفوذ في مملكة آشور. هذا الخطر الماثل لم يكن غائبا عن الملك ايسارهادون ، فهو يعلم ان لاخيه الكثير من المؤيدين في القصور الملكية لذلك قام بتبديل جميع الموظفين الاداريين المشبوهين في كل المملكة وقتل كل من يشغل منزلة عسكرية وكانت له علاقة بالاخ الاكثر. كمثال على ذلك جميع افراد الحماية العسكرية في القصور الملكية في نينوى وكالهو جرى طردهم واعدامهم جميعا. وكان الملك على الدوام حذر ويشك بالجميع وبشكل دوري كان يرسل وراء العرافين والمتنبئين لقراءة الطالع واخباره عن نوايا اعدائه. ايشارهادون كان ملكا ناجحا
ايسارهاردون كان ملك ناجحا في ادارة مملكته إذ انه تمكن من منع تمزق المملكة وفرض سيادته بقوة. ملك صيدون ( الساحل الفينيقي) وملك سوبريا ( الاناضول) اكتشفوا سريعا انهم غير قادرين على اضعاف الاشوريين وتمزيق مملكتهم مستغلين الظروف وان الملك الجديد يملك سيطرة تامة على الجيش وقادر على الانتقام منهم، حيث اجتاحهم وجعلهم ولايات في مملكته. إضافة الى ذلك تمكن من فرض معاهدة سلام مع مملكة ايلام عام 674 قبل الميلاد. إعادة الهدوء على الجبهات سمحت له في استغلال الفراغ السياسي في مصر لصالحه. في عهده جرت الحملة الاشورية الاولى على مصر ولكنه اضطر الى التراجع امام القائد النوبي Taharqa الذي نصب نفسه فرعون على مصر. غير انه عام 671 تمكن من ضم مصر الى مملكته لتصبح واحدة من الولايات الاشورية.
مرض ايسارهاردون على الرغم من النجاحات الادارية الا ان صحة الملك كانت على الدوام سيئة ويعاني جملة من الامراض. كان يقضي يومه في غرفته بدون طعام او شراب او صحبة احد. بعد موت زوجته الحبيبة Ešarra-hamat عام 673 ازدادت صحته سوء. طبيب الملك الخاص Esarhaddon عبر عن قلقه على صحة الملك في رسائل عديدة، مذكورة في قسم الطب الاشوري. ومن معلوماتنا عن صحته كان يصاب يوميا بارتفاع درجة الحرارة والدوخان ونوبات شديدة التقيئ والاسهال ووجع في الاذان. إضافة الى ذلك كان مصاب بمرض جلدي مزمن يجعل جلده احمر، يغطي القسم الاكبر من جسده وعلى الاخص الوجه. عند طلب الملك من طبيبه ان يقوم بتشخيص مرضه اجاب الطبيب: كما اخبرتكم سابقا فإن مرضكم لايمكن تشخيصه. لاندري ماهو المرض او الامراض التي عانى منها الملك وماإذا كانت معدية ام لا، ولكن المؤكد انه في مجتمع كان يرى الامراض عقوبة من رب الارباب لم يكن الملك يستطيع ان ينتظر كبير تعاطف وتفهم من اتباعه. لابد ان اتباعه كانوا يرون عذابه كنوع من العقاب من الله الاكبر او ان الله الاكبر لم يكن راضي على تصرفاته. لهذا السبب كان الملك يفضل الانطواء والابتعاد عن نظرات التشفي او الرثاء او التحذير. اقتسامه السلطة مع ابنيه بسبب مرضه المزمن راى الملك انه واقع في براثن الموت. هذا الامر حفزه على تحضير وريثه للعرش. كان هناك العديد من المرشحين. الملك نفسه كان يملك 18 ابنا. في احدى المرات رأى ان ابنه Sin-nadin-apli هو الاكثر تاهيلا، حسب سؤال وصلنا كان موجها الى الرب الشمس. في الاخير وقع الاختيار على آشور بني بعل ليجري تنصيبه وريثا على العرش عام 672 في حين جرى تعيين اخوه الاكبر Šamaš-šumu-ukin وريثا على عرش بابل. بعد ذلك شارك كلا الاميرين في شؤون ادارة الدولة السياسية والطقوسية الدينية. عام 669 كان الملك على رأس حملة ضد مصر لقمع انتفاضة على ضفاف النيل ليموت في الطريق ميتة طبيعية. بعد ذلك جرى تتويج آشور بني بعل على عرش الامبراطورية في حين ان اخوه اصبح ملك على بابل. آشور بني بعل
كان الابن الاصغر للملك ايسارهاردون والملكة ايشارا هامات. كان متزوج من الملكة Libbali-šarrat, وحكم منذ عام 669 وحتى عام (على الاقل) 630. فترته الاخيرة كانت موثقة بشكل سئ ولذلك من الصعب القول بدقة متى ورث ابنه Aššur-etel-ilani المملكة عنه. ولكون والده مات وهو في طريقه لمقاتلة النوبيين سارع اشور بني بعل على رأس جيشه الى مصر وتمكن من دحر النوبيين لينصب Necho فرعون على مصر. في عام 664 قام ابن اخ الفرعون النوبي Taharqa بمحاولةاستعادة عرش مصر غير ان الجيش الاشوري تمكن من صده وهزمه ولاحقه حتى النوبة وهذه المرة للابد. غير ان الفرعون الذي نصبوه الاشوريين مات في المعركة لذلك جرى تنصيب ابنه Psammetikh مكانه. هذا الفرعون عاش فترة من حياته في نينوى كأسير وتمكن من ابقاء خضوع شكلي للاشوريين ثم بعد ذلك استقل نهائيا وحافظ على علاقات طيبة مع الاشوريين واسس الاسرة 26 التي قادت مصر حتى الفتح الفارسي لمصر.
الصراع على بابل كما رأينا جرى تعيين آشور بني بعل وريثا على عرش آشور في حين اخيه وريثا على عرش بابل. ذلك يعني ان الاميراطورية ستنقسم الى مملكتين بعد وفاة الاب الملك ايسارهادون. في الواقع العملي قام آشور بني بعل بالاحتفاظ بدور السلطة الروحية الدينية والممثل العام لنفسه، وبذلك جعل مملكة بابل ولاية شبه مستقلة. ازداد عدم الاستقرار بعد ان قامت مملكة ايلام بإلغاء معاهدة السلام الذي كان عقده الملك السابق. عندها بدأ في بابل تقارب مع ايلام وازداد جو العداء تجاه آشور. في عام 653 اجتاح جيش الاشوريين مملكة ايلام واعتبرت آشور ان مملكة ايلام تحت وصايتها. في الواقع العملي كانت الوصاية هلامية وظهر ذلك بوضوح عندما غاب ملك بابل Šamaš-šumu-ukin عن حضور احتفالات اخوه بدعم من ايلام وبقية اعداء آشور. في عام 652 اعلن ملك بابل اولويته في اعتلاء عرش آشور وان آشور بني بعل هو والي على نينوى لااكثر مما ادى الى اعلان الحرب. في عام 648 اي بعد اربعة سنوات من الحرب تمكن جيش آشور من الاستيلاء على بابل ليقوم ملكها بالانتحار. لم يعلن آشور بني بعل نفسه ملكا على بابل وانما نصب شخص بإسم Kandalanu, وهو مجهول الاصل والشخصية الى درجة الاعتقاد انه شخصية سرية للملك آشور بني بعل نفسه. آشور بني بعل قائد ام جبان؟ مع نجاح آشور بني بعل في الحرب على عيلام وعلى بابل يمكن القول ان آشور كان ناجحا خصوصا عندما نعلم انه تمكن من البقاء على العرش 40 سنة ، وهي فترة اكبر بكثير من سابقيه. غير ان آشور بني بعل، بالمقارنة مع الملوك السابقين، لم يكن ابدا يرافق الجيش في حملاته العسكرية، وبالتالي تفادى التعرض للمؤامرات والاغتيالات او الموت في ساحة الحرب. هذه السلوكية مختلفة تماما عما هو متبع في التاريخ والتقاليد الاشورية. عند عودة الجيش منتصرا يقوم آشور بني بعل بقيادة الجيش في استعراض النصر ويلعب دور القائد العسكري ويقود عمليات استعراض الاسرى وتعذيب الشخصيات الهامة منهم علنا. هذه الصورة تقدم لنا ملك معزول عن العالم الخارجي وحتى عن حاشيته وجيشه. مكتبة آشور بني بعل كان آشور بني بعل ليس فقط يعرف القراءة والكتابة وانما كان ضليعا في الكثير من العلوم إذ كان لديه اساتذته الخاصين في مختلف العلوم، بمعايير زمانه. مكتبة آشور الشهيرة قام اثنى عشر من كبار مفكري المملكة بمساعدته في اختيار كتبها وحسب تعبيرهم " بعون إيا ربة الحكمة والسحر والرب Asalluhi ( وهو الاسم الاخر للرب مردوك إله الشفاء) وجداول شوما ايزبو وشوما آلو وطقوس المعالجة والموسيقى وعلوم اخرى". في احدى الوثائق يكتب اشور بني بعل نفسه قائلا:" لقد تعلمت الحكمة عن ساج ( حسب الاشورية: احد آلهة ماقبل الطوفان العظيم الذي كان مسؤولا عن تعليم الانسان مالم يعلم) وادابا ( من الاسطورة السومرية، نصف انسان ونصف سمكة جاء للانسان قبل الطوفان وكان اول معلم له في بناء الحضارة) وتعلمت السر الاعظم وكل قوة الكلمة. وتعلمت احداث الجسد ولغة الطبيعة. انا اعلم المنطق إذا كانت الحياة مرآة السماء. انا استطيع حل معضلات معقدة وحسابات لم يحسبها احد قبلي. لقد قرأت نصوص بالسومرية والاكدية الصعبة على الفهم. لقد فحصت صحف حجرية من عهد ماقبل الفيضان العظيم والتي كانت مختومة ومختلطة مع بعضها". على مايبدو، وقبل ان يجري اختيار والده ملكا على آشور، حيث كان قد تم اختيار الاخ الاكبر، وكان آشور بني بعل لازال صبيا في ذلك الحين، كان قد جرى التخطيط ليكون كاهنا في كبره. العديد من اخوته كانوا يشغلون مناصب عليا في المعابد الاشورية والبابلية وايسارهادون نفسه كان على مايبدو من بيئة كهنوتية. وفي الوقت الذي قد يكون في شك ان يكون جميع افراد العائلة المالكة والطبقة العليا قادرة على القراءة والكتابة الا انه ليس هناك شك في ان الملوك الاوائل مثل سنحاريب وسرجون الثاني وتيغلات بيليسير الثالث لم يكونوا يشاركون اشور بني بعل اهتماماته في العلوم. هذا الاهتمام هو الذي جعله يستغل انتصاراته الحربية من اجل تجميع مختلف النصوص من بابل ومصر في مكتبته في نينوى. العائلة الملكية في العائلة الملكية، عدا شخصية الملك نفسها، كانت هناك الملكة ( امراة القصر، بالتعبير الاشوري) والامير ( ابن الملك: بالتعبير الاشوري) في فترة القرن السابع قبل الميلاد كانت لهذه الشخصيات مهام سياسية وادارية كبيرة الى درجة ان لكل منها كان لها جيشها الخاص. العلاقة بين الملك والملكة والملك والامير واضحة للغاية غير ان الملكة كانت لها مسؤولية خاصة إذ انها تحظى بلقب ام الامير الذي جرى تنصيبه وريثا على العرش ، وشاركت الامهات عادة بالدفاع بنشاط عن مصالح الابن.
الملك آشور بني بعل وليبالي شارات يحتفلون بالنصر على العيلاميين عام 645 قبل الميلاد
بفضل مراسلات المحكمة التي وصلتنا من عهد الملك ايشار هادون (681-669) تعرفنا على شؤون العائلة الملكية لذلك العهد. في تلك الفترة، العديد من نساء العائلة الملكية كانوا يملكون مراكز عالية ونفوذ قوي. الملكة ايشارة هامات كانت ذات سلطة ونفوذ كبير حتى خارج جدران القصر. قضية موتها عام 673 جرى توثيقها في بابل من قبل مؤرخين اثنين مختلفين في نفس الوقت. الملك الارمل اقام ضريح لها في آشور ممتلئ بالرسوم. والدة الملك ناجية هي التي ملئت الفراغ السياسي والاداري التي تركته الزوجة خلفها، والتي لعبت دورا كبيرا في وصول ابنها الى العرش. الابنة الكبرى للملك ايشار هادون شيروا اتيرات Šerua-eṭirat كان لها مركز مسؤولية ثابت في قضاء القصر. بعض الرسائل التي وصلت الينا تعكس ثقتها بنفسها وتمثيلها للعائلة المالكة. احدى الرسائل كانت موجهة لكنتها (زوجة اخوها اشور بني بعل) ليبالي شرعات Libbali-šarrat, وكانت قلقة من مستواها التعليمي المنخفض، على الرغم من انها ستكون ملكة اشور القادمة. تقول لها:" لماذا لاتقومي بكتابة اوراقك وعمل ؟ الوظيفة البيتية ( الدراسية) لانه إذا لم تقومي بذلك فإن الناس ستتسأل هل حقا هذه كنة الاميرة شيروا اتيرات؟ في النهاية انت زوجة الامير المنصب لوراثة عرش اشور". لانعلم إذا كانت شيروا اتيرات نفسها متزوجة ام لا، إذ كانت تجري العادة بتزويج بنات العائلة المالكة من عوائل مالكة اخرى لتقوية التحالفات السياسية. ولكن نعلم ان والدها الملك ايشار هادون عرض تزويج احدى بناته للملك بارتاتو Bartatua وهو ملك على قبائل بدوية جاءت من القفقاس الى شمال ايران تدعى Scythians، ( الحثيين) المصادر لاتكشف لنا اذا كان الزواج قد تحقق او من هي الابنة التي جرى اختيارها. غير انه من غير المحتمل ان تكون المعنية بالامر هي شيروا اتيرات لانها حافظت على منصبها ونفوذها حتى بعد وفاة والدها، وهي التي قامت بالتفاوض بين اخويها في صراعهم على النفوذ على بابل. ايشار هادون كان لديه العديد من الابناء. تعرفنا على ابنائه اشور بني بعل والاخر شاماش شومو اوكين الذي اصبح ملك بابل والاميرة شيروا اتيرات. والملك كان يملك المزيد من الابناء والبنات، ولكن غير معلوم إذا كانوا جميعهم من زوجة واحدة، ايشارا هامات. احد ابنائه كان اسمه سين نادين ابلي وفي احدى اللحظات كان الاعتقاد انه مرشح جيد ليصبح الامر الوارث للعرش، ولربما اصبح. لانعلم مالذي حدث معه ولكنه كان ميتا عندما جرى تنصيب اشور بني بعل وريثا للعرش. هناك ولدين اخرين الاول اسمه آشور موكين باليا وتعني ( آشور هو الذي اعطاني عمر) والثاني آشور ايتيل شاما ايرسيتي موباليسوا آشور رب الارض والسماء الذي ابقاني حيا) وتعني ( وجرى منحهم مناصب مهمة في معبد مردوخ البابلي ومعبد رب القمر في حران ( تركيا) ليتناسب الامر مع اسمائهم بعد تنصيب اخوهم ملكا على آشور. اسماء هؤلاء واخرين جاءت في مراسلات الملك مع مستشاريه واطبائه حول صحته. بعض المعلومات تتناول اللقاءات مع اولاده في حين ان البعض الاخر يشير الى ان ابناءه ورثوا الصحة السيئة عنه. احد الابناء كان اسمه شاماس ميتو اوباليت وتعني ان "الشاماس اعاد الحياة الى ميت" وتشير الى صحة الطفل السيئة منذ الولادة وانه عاش بأعجوبة. في حين ان ابنا اخر اسمه " آشور تاغيشا ليبلوت" آشور قرارك ولادة صبي فهل سيعيش". بشكل عام يعكس الاسم دعاء الى آشور الرحيم من اجل حياة الطكفل المريض. في حاشية الملك يوجد ايضا الخصيان والذي يمكن القول انهم اطفال للملك بالتبني. هؤلاء كان يطلق عليهم تعبير eunuch, وتعني حرفيا احد الرؤوس ويقوم على خدمة العائلة المالكة بمختلف الوظائف التي يمكن ان تكون قيادة الجيس او الولاية على احدى الولايات او حارس شخصي او خادم شخصي. ليس واضح لنا الخصائص التي يملكها الصبي وتؤهله لشغل هذه الوظيفة او من يتخذ القرار لتحويلهم الى " رؤوس". لانملك اي شئ عن عائلتهم الاصلية ولكن لاتوجد اية اسباب للاعتقاد ان هذه الوظيفة كانت تعتبر مصيبة تصيب القائم بها او اجبر عليها. الوصول الى هذا المنصب يضمن للمرء العيش في القصر والحصول على مركز اجتماعي عالي. حسب الاعتقاد الاشوري كان حسن مصير الانسان بعد الموت يعتمد يعتمد على طقوس الدفن التي سيحصل عليها من اقربائه. غير ان الشخص المخصي ضحى بالقدرة على الحصول على اقرباء. لهذا السبب فإن وعد العائلة المالكة له بإعطائه حياة كريمة بعد الموت كانت غاية في الاهمية. عدم قدرة المخصيين على الانجاب كانت بدورها هامة للغاية إذ ليس من خوف على ان العلاقة العائلية يمكن ان تؤثر على ولاءهم للعائلة المالكة. وعلى الرغم من قربهم الشديد للعائلة المالكة الا ان اي منهم لم يكن ليستطيع ان يأمل بالجلوس على العرش. اعضاء العائلة الملكية يجب ان يكونوا في حالة صحية مثالية و" الرؤوس" المخصيين كانوا استثناء من هذه القاعدة. غير ان فترة نهاية الامبراطورية الاشورية، نهاية القرن السابع ميلادي، انهارت جميع هذه القواعد الحديدية بحيث ان احد المخصيين Sin-šumu-lešir, قام علنا بالمطالبة بالعرش لنفسه. التمائم والاحجار والتنبوء - الاول التمائم والاحجار والتنبوء - الثاني جدول تاريخ الاشوريين انسكلوبيديا صور اشورية آشور ناصر بعل |
الدانة نيوز الثقافية
- 01-فايروس كورونا (1253)
- 1 - شؤون دولية (1519)
- 1 - شؤون عربية (2691)
- 1- شؤون فلسطينية (1469)
- 2- اقتصاد دولي (818)
- 2- اقتصاد عربي (1000)
- 2- تكنولوجيا (511)
- 3- مقالات (755)
- 4 - جماعات اسلامية (924)
- 4- تقارير سياسية (1263)
- 5- عالم المرأة (688)
- 7-عالم الفن (1019)
- 8- رؤى ثقافية وفكرية (977)
- 8- طب وصحة (634)
- 8- منوعات عامة (841)
- 9- الرواية والشعر والقصة (980)
- ار-الاعلام (417)
- تعليم (608)
- ثقافة اقتصادية (701)
- ثقافة تاريخية (588)
- ثقافة دينية (580)
- شؤون عسكرية (718)
- عرض كتب (554)
- فن تشكيلي (611)
- منوعات علمية (252)
تاريخ الامبراطورية الاشورية
التسميات:
ثقافة تاريخية
ابحث في موضوعات الوكالة
برنامج ضروري لضبط الموقع
صفحة المقالات لابرز الكتاب
شبكة الدانة نيوز الرئيسية
اخر اخبار الدانة الاعلامية
إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية
مدينة اللد الفلسطينيةى - تاريخ وحاضر مشرف
الاكثر قراءة
-
الشاعر العراقي جميل الزهاوي قاوم الاستعمار العثماني بشعره وكشف حقارة الترك بني يعرب لا تأمنوا الترك.. الشاعر "الزهاوي" يوثق جر...
-
منذ أن عانقت أمه الأبدية، وهو يطارد قوس قزح، كي يرى ألوانها التي تجلت في عيون الأطفال المكفوفين: "أكل السكري عيون أمي، لكنها هزمته...
-
بقلم : رؤى سلامه عندما قرأت لي أختي أول مرة سطور من رواية “أحببتك أكثر مما ينبغي” لم أتوقع أبدًا حينها أن تكون روايةً عربيةً، كلّ ما ...
دراسات وابحاث مختارة
تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك
-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك
الاخبار الرئيسية المتحركة
اعلانات عرضية متحركة
تابعنا على الفيسبوك
-------------
-
-
يسعدنا اعجابكم بصفحتنا
يشرفنا متابعتكم لنا
أتصل بنا
الارشيف
خدمات نيو سيرفيس
خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر
---
اعلان سيارات
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
"
});
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق