لوحة “إصرار الذاكرة” تصور حالة حلم، سلفادور دالي |
يعتبر الفنان الإسباني سلفادور دالي من أهم وأغرب الشخصيات الفنية التي ظهرت خلال القرن العشرين، كان رائدا للمدرسة السريالية، ترك وراءه أكثر من 1500 لوحة فنية رائعة، اشتهر بشاربه الطويل الغريب، وبأعماله التي تتسم بحالة من الهلوسة والجنون.
لوحة ”المستمني الكبير“ سلفادور دالي |
التحق بأكاديمية الفنون الجميلة بـ"سان فرناندو" بمدريد، والغريب أن ذلك الطفل المجنون كان يتصرف كطالب مثالي أثناء دراسته، كان معجبا بالفن الكلاسيكي لـ"فيلاثكيت" و"جويا" وهما فنانان كلاسيكيان إسبان كان يتابعهم دالي بمتحف "البرادو"، وعند مغادرته للمتحف كان يرسم نماذج تكعيبية فاكتشف الفن التكعيبي، إلا أنه ثار عليه، فاستبدل ألوان قوس قزح بألوان قاتمة مثل الأبيض المنطفئ والأسود والبني والزيتوني.
لم تكن له نشاطات سياسية أو ثورية تذكر، لكنه طرد من الأكاديمية على خلفية دفاعه عن أحد الأساتذة اليساريين، وعندما عاد لموطنه "كتالونيا" قبض عليه وحبس لمدة شهر، وأطلق سراحه نظرًا لعدم وجود أدلة لتأليب الرأي العام ضد الحكم الإسباني المستبد، وسرعان ما عاد لمدريد واستعاد شهرته.
من بين أعماله لوحة شهيرة بعنوان "ثبات الذاكرة"، يظهر فيها عدد من الساعات التي تشير إلى الوقت، وهي تبدو مرتخية وفي حالة مائعة، وتعرف اللوحة أيضًا باسم الساعات اللينة، الساعات المتساقطة، والساعات الذائبة. وفيها موقف نسبي من الوقت والزمن، وتتميز أعماله بالاضطراب والغرابة، وكانت شخصيته غير مألوفة، وتصل لحد الهلوسة النفسية، واشتهر بنرجسيته وجنون العظمة.
تزوج من روسية تكبره بـعشرة أعوام، وقد ساهمت في ترويض جنونه، ومن أشهر أعماله سيناريو فيلم "كلب أندلسي"، ولوحات شهيرة منها "صلب المسيح" و"ثبات الذاكرة" وغيرها الكثير.
وقد رحل دالي عن عالمنا في 23 يناير 1989.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق