كتبت : حنان برقرق
مؤمنون بلا حدود
هل قرأنا القرآن أم على قلوب أقفالها؟ كتاب للمفكر التونسي يوسف الصديق، صدر عام 2005 بنسخته الفرنسية تحت عنوان: Nous n’avons jamais lu le coran وترجمه الباحث "منذر ساسي" عن دار نشر "دار محمد علي" ودار "التنوير"، يقع الكتاب في 248 صفحة.
يضم الكتاب خمسة فصول، ومقدّمة وخاتمة.
مقدّمة المؤلف: (من الصفحة 7-19)
وفيها قدّم يوسف الصديق استقراءً تاريخيا لمفهوم القراءة والتفسير، وعاد بنا لأولى المفسرين يقول: «منذ أولى التفاسير المنسوبة إلى أحد تابعي مقاتل بن سليمان منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا، بقي المسلم وغيره ممن يهتم بالإسلام يستهدي طريقه في التعرف على معاني القرآن وألغازه من فضاءات استقر فيها التفسير على أرض التلاوة والترتيل لا على مفهوم القراءة الحقة بمعناها الأوفى»[1]،
هل قرأنا القرآن أم على قلوب أقفالها؟ كتاب للمفكر التونسي يوسف الصديق، صدر عام 2005 بنسخته الفرنسية تحت عنوان: Nous n’avons jamais lu le coran وترجمه الباحث "منذر ساسي" عن دار نشر "دار محمد علي" ودار "التنوير"، يقع الكتاب في 248 صفحة.
يضم الكتاب خمسة فصول، ومقدّمة وخاتمة.
مقدّمة المؤلف: (من الصفحة 7-19)
وفيها قدّم يوسف الصديق استقراءً تاريخيا لمفهوم القراءة والتفسير، وعاد بنا لأولى المفسرين يقول: «منذ أولى التفاسير المنسوبة إلى أحد تابعي مقاتل بن سليمان منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا، بقي المسلم وغيره ممن يهتم بالإسلام يستهدي طريقه في التعرف على معاني القرآن وألغازه من فضاءات استقر فيها التفسير على أرض التلاوة والترتيل لا على مفهوم القراءة الحقة بمعناها الأوفى»[1]،
ليُشير أن هذا الاستقرار في التفسير بقي حبيس التلاوة لا القراءة الحقة؛ التي تعني برأيه «عملية التفكيك والتركيب المتجدد للوحدات المعنوية، ثم وصلها مع غيرها من المعاني في ذات النص مع تحديد المواقع والشخصيات والأحداث والإشارات التي احتواها هذا النص».[2]
فالمؤسسة التفسيرية بحسب يوسف الصديق، جعلت من المصحف «فضاءً طقوسيًا مغلقًا، أنتج المعنى الأحادي»[3] وأحكمت سيطرتها على النص القرآني، كي لا يتسرب الفكر البشري، لكن لم ينل منها إلا «سوى العزل والانفصال عن دائرة التفكر الكوني الأعدل قسمة بين البشر»[4]
فالآية ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم﴾ تُبيّن وجود «علاقة التخاطب التي تصل النبي بالله كانت تتحقق من خلال فجوة يمتنع وصولها، تفصل أبدا الكلم الموحى عن متلقيه ذي الطبيعة البشرية، وتفتح تلك الفجوة الباب أمام خطر التشوش والخلط والتسلسلات الخداعة.
إنها كذلك الفجوة التي دأبت مؤسسة التفسير على رأبها»[5] ولم تلق لها بالا، حيث إن الرسول محمد، وهو يتلقى الوحي الإلهي تمكن الشيطان من النفاذ إلى الوحي، وقد منعت المؤسسة التفسيرية أية رُؤى وآراء تخالف منطقها، حيث أعدمت ابن المقفع واتهمته بالزندقة لتأليفه كتاب "رسالة في الصحابة".
وقامت دعوة "يوسف الصديق" على النظر إلى القول القرآني كفكر؛ لأن القرآن لم يجانب الفكر ولا البحث الفلسفي يقول في هذا الشأن: «لم يكن القول القرآني بمنأى عن التناول الفلسفي؛ فبعد مرور قرن على ظهور الوحي الذي استحال نصًا انطلق المتكلمون المعتزلة في مناقشة المعضلات والمفارقات التي اعتقدوا بوجودها في القرآن، وقد استخدموا كل ما كانوا يملكونه من أدوات وطرق نظرية»[6] غير أن الفكر الديني هيمن واحتل جل المساحات المعرفية، لينتهي بذلك إلى تهميش الفلسفة تهميشا نهائيًا.
وقامت دعوة "يوسف الصديق" على النظر إلى القول القرآني كفكر؛ لأن القرآن لم يجانب الفكر ولا البحث الفلسفي يقول في هذا الشأن: «لم يكن القول القرآني بمنأى عن التناول الفلسفي؛ فبعد مرور قرن على ظهور الوحي الذي استحال نصًا انطلق المتكلمون المعتزلة في مناقشة المعضلات والمفارقات التي اعتقدوا بوجودها في القرآن، وقد استخدموا كل ما كانوا يملكونه من أدوات وطرق نظرية»[6] غير أن الفكر الديني هيمن واحتل جل المساحات المعرفية، لينتهي بذلك إلى تهميش الفلسفة تهميشا نهائيًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق