نبذة عن الكتاب
يضع «محمد علي» ودولته وجيشه أمام معيار علمي، لا يرى منه حاكمًا أسطورةً ولا ديكتاتورًا، بقدر ما يضعه في الإطار التاريخي الذي جعل منه ظاهرة شديدة الأهمية في تاريخ مصر الحديث.
الكتاب يدرس فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث فترة حكم محمد علي وأهم ما يميز الكتاب ومؤلفات خالد فهمي ان معظم السرد معتمد علي وثائق ومراسلات موجودة داخل دار الوثائق القومية
استعراض للكتاب
كتابة التاريخ مدارس متعددة منهم من يحكي التاريخ كما هو مكتوب في المصادر الأولية، ومنهم من يسرده برؤية نقدية عكس المتعارف عليها مرتكزة على بعض المصادر التاريخية الأخرى، ومنهم من يعاصر الحدث ويدون مثل عبد الرحمن الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في التراجم والأخبار أو المعروف باسم تاريخ الجبرتي، وغيرها من المدارس في الكتابة.
” فالجيش الحديث شأنه شأن السجن الحديث حيز تظهر في آليات السلطة بشكل واضح وصريح ويتجلى فيه خطابها أوضح تجلى”
ولكن أمامنا الآن مدرسة خالد فهمي، وهي تعد رؤية جديدة لكتابة تاريخ محمد علي من خلال جيشه. باعتبار الجيش واحد من أهم الأشياء التي أمتاز بها عصر محمد علي وفتوحاته في الشام والحجاز. وعلى عكس المتعارف عليه بأن محمد علي هو مؤسس مصر الحديثة يهدم الكتاب تلك الفكرة نوعاً ما، حيث يصور كيفية استغلال الفلاحين البسطاء لتحقيق آماله في خلق إمبراطورتيه ويضعه في سياق تاريخي دون تفخيم أو تمجيد.
ويطرح كتاب “كل رجال الباشا: محمد علي وجيشه وبناء مصر الحديثة” الإجابات على بعض الأسئلة مثل: كيف بدأت فكرة نشأة جيش قوي حديث، وكيف غير الجيش شكل الدولة والسكان؟ ما الدوافع التي جعلت الفلاحين الذين تم اختيارهم للتجنيد بقبول الأمر بعد أن قاوموا الأمر في البداية؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يطرحها الكاتب ويجيب عليها.
فالكتاب يعد تحليلاً عن قيام دولة محمد علي باشا وكيفية تكوينه للجيش من تجنيد هؤلاء الفلاحين البسطاء وكيفية تدريبهم حتى مشاركتهم في الفتوحات. كل هذا من خلال تحليل وثائق وخطابات الجيش في وقت محمد على والتي يستخلص منها الكاتب رؤية قوية حول تشكل السلطة وهيكلة الجيش. وعلى الرغم من احتوائه على العديد من الدراسات والبيانات؛ إلا أن أسلوب الكتاب سلس وغير معقد. تلك الوثائق التي أشار لفتت أنظار العديد من المؤرخين والدارسين لفترة محمد علي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق