ـ هذا الانقلاب القرشى كان ضحيته دين الاسلام نفسه ، إذ أن الفتوحات ترتب عليها التنازع بين قريش والأعراب ( الذين كانوا مرتدين من قبل ) وتطور النزاع الى حرب أهلية كبرى أسموها الفتنة الكبرى ، وكانت السلم الذى صعد عليه الأمويون للوصول الى السلطة .
2 ـ كما أدى هذا الانقلاب القرشى مبكرا الى تهميش الأنصار بدءا من بيعة السقيفة التى تم فيها تنصيب أبى بكر . و قتل عمر بن الخطاب زعيم الأنصار سعد بن عبادة ليرهب الأنصار . كان سعد بن عبادة قد إعتزل الناس بعد بيعة السقيفة ولزم بيته مغاضبا رافضا بيعة أبى بكر .
تقول الروايات : ( ثم تحول سعد بن عبادة إلى داره فبقي أياماً، وأرسل إليه ليبايع فإن الناس قد بايعوا، فقال: لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني، ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي.)
و صمّم عُمر على أن يجعل أبا بكر يرغمه على البيعة : ( فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع. ) وتدخل ابن سعد بن عبادة : ( فقال بشير بن سعد: إنه قد لجّ وأبى ، ولا يبايعكم حتى يقتل، وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته، فاتركوه ولا يضركم تركه، وإنما هو رجل واحد. فتركوه.) .
وآثر سعد بن عبادة السلامة ، ونفى نفسه الى الشام . وتولى عمر الخلافة فبعث الى الشام رجلا قتله . تقول الرواية : ( وأما سعدُ بن عبادة فإنه رحل إلى الشام.) ( أبو المنذر هشام بن محمد الكلبيّ قال: بعث عمرُ رجلاً إلى الشام فقال:
ادْعه إلى البَيعة واحمل له بكل ما قَدرت عليه فإن أبيَ فاستعن اللّهَ عليه. فقَدم الرجل الشام فلقيه بحُوران في حائطٍ فدَعاه إلى البيعة
فقال: لا أبايع قُرشياً أبداً.
قال: فإني أقاتلك. قال: وإن قاتلتَني!
قال: أفخارج أنت مما دخلتْ فيه الأمة ؟
قال: أمّا من البَيعة فأنا خارج. فرَماه بسَهم فقتله. ) ،
( ميمون بن مِهران عن أبيه قال: رُمي سعد بنُ عبادة في حمّام بالشام فقُتل.) ( رُمي سعد بن عُبادة بسهم فوُجد دفينا في جسده. ) .
وزعموا أن الجنّ هى التى قتلت سعد بن أبى عبادة ، وأنها قالت فى ذلك شعرا : ( فمات ، فبكته الجنّ ، فقالت: وقَتلنا سيّد الخَزْ رج سعدَ بن عُبادة ورَميناه بسهمي فلم نُخْطِىء فُؤاده ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق