اقتحم متظاهرون مقر البرلمان في العاصمة القيرغيزية بيشكيك ضمن مظاهرات عارمة تشهدها البلاد احتجاجا على "تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة"
وأوضحت لقطات متلفزة مئات المواطنين يقتحمون المبنى ويلقون بأوراق من النوافذ، بينما اقتحم آخرون مكتب رئيس البرلمان.
ويطالب المتظاهرون بإلغاء نتائج الانتخابات وإعادتها.
جاء ذلك بعد ساعات من الاشتباكات بين متظاهرين وقوات فض الشغب في مدينة بيشكيك في قيرغيزستان بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية.
واستخدمت قوات الشرطة قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه لتفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ميدان ألاتو قبل أن تطاردهم قوات الأمن في الشوارع المجاورة للميدان.
ورغم وجود عدد كبير من الحالات الخطيرة بين المصابين، إلا أن التقارير لم تشر إلى أي وفيات بسبب الاشتباكات.
وحصلت أربعة أحزاب فقط، من بين الأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية البالغ عددها 16 حزبًا، على نسبة 7.00 في المئة من أصوات الناخبين هي الحد الأدنى الذي يجب الحصول عليه لدخول البرلمان.
ومن بين الأحزاب الأربعة التي تأهلت لدخول البرلمان بموجب نتائج الانتخابات، ثلاثة أحزاب مقربة من الرئيس قيرغيزستان سورونباي جينبيكوف.
وتواجه جماعات مقربة من رئيس البلاد انتهامات بشراء الأصوات وترويع الناخبين، وهي المزاعم التي وصفتها جهات دولية تراقب الانتخابات بأنها "تنطوي على قدر من المصداقية، وتدعو إلى القلق".
وأصدر 12 حزبًا سياسيًا في قيرغيزستان إعلانًا مشتركًا يتضمن أنهم لن يعترفوا بنتائج التصويت.
وقال الرئيس جينبيكوف، عقب الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، إنه سوف يجتمع بالأحزاب الستة عشر التي كانت تتنافس في الانتخابات البرلمانية في إطار مساع للتخفيف من وطأة التوترات.
وطالب مرشحو المعارضة اللجنة المركزية للانتخابات بإلغاء نتائج التصويت.
وقال ريسكيلدي مومبيكوف، أحد المرشحين في الانتخابات البرلمانية، أثناء توجيه كلمة لحشود يفوق عددها 5 آلاف متظاهر: "وعد الرئيس بالإشراف بأمانة على الانتخابات، لكنه لم يف بوعده".
وكان الحزب الذي ينتمي إليه مومبيكوف، وهو حزب أتا مكين، واثق في دخول البرلمان، لكن ذلك لم يتحقق في نهاية الأمر ليكون أحد ثمانية أحزاب لم تتمكن من الحصول على الحد الأدنى من الأصوات اللازمة لذلك. وأُصيب جانار أكايف، رئيس حزب أتا مكين، في رجله أثناء المظاهرات الاثنين الماضي.
كما طالب المتظاهرون رئيس البلاد بالتنحي أثناء احتشادهم في احتجاجات على التزوير.
وقال رئيس بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا توماس بيزيروب: "عملية التصويت كانت منظمة بصفة عامة، لكن مزاعم شراء الأصوات تثير مخاوف كبيرة".
وحصل الحزبان الرئيسيان في البلاد، بريمديك ومكينيم قيرغيزستان، على ربع أصوات الناخبين لكل منهما.
ويحمل أزيلبك جينبيكوف، الشقيق الأصغر لرئيس البلاد، عضوية حزب بريمديك.
كما يعتبر حزب مكينيم قيرغيزستان من الأحزاب المقربة من عائلة ماترايموف التي كان أبرز أعضائها رايمبيك ماترايموف سببًا في خروج مظاهرات ضد الفساد العام الماضي. ويرجح أيضا أنه كان وراء تمويل الحملة الانتخابية للرئيس القيرغيزستاني في 2017.
وأبدى حزب بريمديك الاثنين الماضي استعداده لخوض الانتخابات مرة ثانية حال إعادتها، داعيًا باقي الأحزاب التي حصلت على 7.00 في المئة من الأصوات إلى أن تحذو حذوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق