مقدمة
حالة الفراغ الجيو – إستراتيجي التي تعاني منها دول المنطقة دفعت بالعديد من القوى الإقليمية لإعادة هيكلة التوازنات الإستراتيجية في أطر تخدم طموحاتها السياسية.
لم تكن الحالتان الفرنسية والتركية بعيدتين عن تصدر مثل هذا المشهد. فالأولى قوة كبرى تاريخية، ولها امتدادات استعمارية في المنطقة، سواء في شرق المتوسط أو في غربه، وتطمح للحلول محل الولايات المتحدة التي تبدي قدرا أكبر من الرغبة في الانسحاب من الإقليم.
وهناك الحالة التركية التي تمثل قوة صاعدة كبيرة، تحتل المرتبة 19 عالميا من حيث مؤشر "إجمالي الناتج المحلي"، كما تحتل المرتبة 13 عالميا من حيث "مؤشر تعادل القوة الشرائية بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي" في 2020 [1].
كما تحل تركيا في المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تخصيصا للنفقات في المجال العسكري، وفق دراسات معهد ستوكهولم لدراسات السلام، وبينما يبلغ متوسط الإنفاق العسكري لدول حلف شمال الأطلسي "ناتو" 2.8%، يرتفع الإنفاق العسكري التركي إلى 5.8%[2]. هذا فضلا عن ارتفاع مستوى التعليم، وارتفاع تصنيف الجامعات التركية، والتزايد السريع في قدرات قوتها الناعمة في مسارات مختلفة.
أدى التنافس بين الدولتين إلى اشتعال منطقة شرق البحر المتوسط، وشهدت الفترة الأخيرة تطورات كبيرة تهدف لاحتواء المد التركي، وبخاصة مع اتجاه فرنسا لبناء محور عسكري شرق متوسطي، هدفه الأساسي احتواء تركيا. وهذه الدراسة تحاول استكشاف وجهات تحرك هذا المحور الجديد.
دراسة شاملة اضغط هنا لقرائتها من مصدرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق