تزامنًا مع ما أصبح يشهده العالم اليوم من أزمات؛ كتلك المرتبطة بالتعددية الثقافية والدينية وحقوق الأقليات وصراع الهويات وغيرها من القضايا المعاصرة، تمكَّن مفهوم الاعتراف من أن يفرض نفسه وبقوة في الساحة الفكرية الآن، وأكثر من أيّ وقت مضى، وذلك لما يتمتع به من إمكانات عملية تمكنه من دراسة هذه القضايا وفهمها،
وفي الآن ذاته الصراع من أجل تَنْحِيَتها أو على الأقل التقليل منها، الأمر الذي منحه اليوم بُعدًا أداتيًا قادرًا على تغيير الأوضاع الاجتماعية نحو الأفضل. وهذا ما يؤكده الاهتمام الواسع الذي أضحت تعرفه نظريات الاعتراف بمختلف اهتماماتها من لدن ثُـلّة من جهابذة الفكر الفلسفي المعاصر.
ونخصّ بالذكر فيلسوف الاعتراف، أكسل هونيث Axel Honneth، وما حققته نظريته حول الصراع من أجل الاعتراف، من انتشار واسع، لما تتميّز به من طرح جديد في حل النزاعات والأزمات الاجتماعية باعتمادها مقاربة إيتيقية. ومن أهم هذه الأزمات، نجد قضية تشكل الهوية الذاتية، وما تعانيه من تشتُّتٍ وتحطّم في ظل هيمنة مختلف أشكال الاحتقار والإذلال.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق