عزيزة علي
عمان- صدر للدكتورة أماني بسيسو ديوان شعري بعنوان “أموت وكفي ممسك قلمي”، وفيه تشير الى أن الشعر ليس محض حروف متناسقة، وأوزان منغمة، إنما هو لغة خاصة لها تاريخ وإرث، يصدر عنهما ويضيف إليهما إحساسا جديدا.
بسيسو الحاصلة على درجة الدكتوراه من الجامعة الأردنية في اللغة العربية وآدابها، تقول في كلمة في بداية الديوان بعنوان “كلام في الشعر”: “إن الشعر عالم رحب، ليس بوحا لوجدان ومشاعر الشاعر -وحده- فالشاعر فرد في مجتمع، وهذا الفرد حاز وعيا مميزا، فهو يعبر عن إحساسه بالهم العام من خلال همه الخاص”.
وترى بسيسو التي صدر لها العديد من الدواوين منها ديوان “يا طائر الأيك”، أن الشاعر الفذ هو الذي يحمل رسالة الفكر وبناء، ومعرفة هي المطلب الأساسي في الإبداع، الى جانب الموهبة التلقائية.
وتبين أن “المزيد من الثقافة للشاعر الحديث، أمر ضروري ينتصر به على السطحية، فإن محض الموهبة -وحده- قليل. لقد مضى الزمن الذي كان يقول فيه ابن وكيع -الشاعر كالمغني الحذق، ولا يضره عدم معرفته للألحان”.
وتضيف بسيسو مؤلفة كتاب “محمود محمد شاكر: دراسة في حياته وشعره”، “على الشاعر أن يثير انفعالات المتلقي من خلال قصائده لأن هذا الفن، حتى يتأهل المتلقي لقراءته على نحو خاص به يوائم همه وهم الشاعر المشترك، فيضحي القارئ شريكاً للشاعر في إبداعه، وجمال قوله؛ حيث يختار أن يقرأه قراءة حسنة، نابضة بالإحساس المرهف”.
وتعتبر الشاعرة أنه عندما يصيغ الشاعر قصيدته بأسلوب مميز، فخياله لا يلبث أن ينسرب في تعبيره، فينظم نصاً إبداعياً مميزاً، لأن الشاعر هو فنان مرهف الحس، كما أنه لا يتقبل أن يتلقى الأحداث التي تدور من حوله في الكون بدون أن يتأثر بها ويعبر عنها من خلال قصائده.
وتقول الشاعرة إن هذه القصائد هي محاولة لقراءة الحياة وأحداثها التي عايشتها، “فحازت مزيداً من اهتمامي- قراءة خاصة، لعلّ صوتي يعبر عن أصوات القراء، فنملك أن نكون -معاً- أصحاب هم مشترك.. مما يتيح لنا جميعاً أن نصدر عن الهم ذاته، فنرقى للوعي به وإدراكه”.
وتختم بسيسو صاحبة كتاب “إحسان عباس وأثره في نقد الشعر العربي”، لتقول “إن نفس الشاعر لا تكل ولا تمل من طول التأمل، ومناجاة الخواطر، فموهبة الشاعر تؤهله للانسجام مع الكون من حوله، وتكفل له الاستجابة والانفعال بإيحاءات الصور، والتأثر والتفاعل مع الظلال والأصداء، التي تتوق للعبث في أسرار الكون، للكشف عن الصحوة الحقيقية، التي استوحاها شعر الشاعر، وكيف تتذوقها”، لافتة إلى أن هذا الإدراك والإحساس كفيلان بإثارة مشاعر الإنسان على هذا النحو الجميل، المصحوب بأسرار عالم الموسيقى.
ومن قصائد الديوان قصيدة بعنوان “ثورة الأطفال” التي تقول: “أنا مؤمن، وبذا أصون أمانتي/والقدس أفديها، وذلك مطلبي/يا ملة الكفر ازهقي، وتبددي/خفتم رضيعاً ليس يدرك أو صبي/ليكاد قهرك أن يذيب ملامحاً/من وجهك “البشري”، أنت كـ”ثعلب”/خنتم عهود الأنياء مجدداً/صغتم هراء، خلتموه كمذهب/يا “ثورة الأطفال” قومي جلجلي/صوغي لنا حجر اللهيب المغضب/إن بات غيظ في فؤادك، فاغرب/”جيش” يخاف “طفل” أقف واغرب/هذا للوعة قائدي المغوار يا/حشد الجنود، تقدموا، ابدأ. وبي”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق