سيظل الفن أحد أبرز الوسائل التي تساعدنا على التخلص من الأزمات النفسية ومشكلات الصحة العقلية، لذا فمنذ الآن وحتى 10 أكتوبر/تشرين الأول القادم -الذي يوافق اليوم العالمي للصحة العقلية- يمكن للجميع المشاركة في مسابقة دولية تقام تحت عنوان "أناس في عقولنا" لدعم الصحة العقلية، من خلال تقديم الرسومات واللوحات وكتب القصص المصورة والصور الرقمية التي أبدعوها. وسوف تختار لجنة التحكيم من كل فئة 12 عملا للتنافس في المرحلة النهائية.
وتقول الكاتبة نيدلا بانتشيرا -في تقرير نشرته صحيفة "لاستامبا" الإيطالية- إن الإنتاجات الفنية بمختلف أشكالها لها فوائد كبيرة على الصحة العقلية للإنسان، وهذا المجال بات محل بحث متزايد من قبل العلوم العقلية والعصبية.
وتذكر الكاتبة أن المسابقة التي أطلقتها مجموعة من أهم الجمعيات والرابطات الناشطة في مجال الصحة العقلية، بتمويل من إحدى شركات الصناعات الدوائية، تهدف إلى إبراز معنى أن يكون الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية في مركز الاهتمام ومحل عناية من المجتمع.
وتشير الكاتبة إلى أن أي شخص مغرم بالأعمال الفنية البصرية، يمكنه تقديم نماذج من الرسومات واللوحات والقصص المصورة والصور الفوتوغرافية، مع العلم أن قيمة الجائزة تبلغ ألف يورو.الإنتاجات الفنية بمختلف أشكالها لها فوائد كبيرة على الصحة العقلية للإنسان (بيكسابي)
اضطرابات عقلية بسبب كورونا
وتنقل الكاتبة عن رئيس الجمعية الإيطالية لأدوية طب النفس والأعصاب كلوديو ميناتشي، قوله "إن تفشي فيروس كورونا في الوقت الحالي كانت له آثار مدمرة على الناس، وقد أدى لتزايد حالات المعاناة بالاضطرابات العقلية مثل الاكتئاب والتوتر والضغط العصبي والصدمة وحالات الانتحار".
ويضيف كلاوديو أن "الفترة الحالية تشهد ارتفاعا بنسبة 30% في عدد من يعانون من الأمراض العقلية، ولذلك فإن الوقت الحالي هو الأفضل على الإطلاق للاستثمار في الصحة العقلية، وتمويل عمليات الفحص والتشخيص والعلاج والبحث العلمي لمكافحة هذه المشاكل الصحية".
وفي ظل هذه الظروف التي يمر بها العالم، فإن القائمين على مسابقة "أناس في عقولنا" يرغبون في استثمار الجهود من أجل تعزيز روح التضامن والتعاون والإبداع والابتكار، لمد يد العون لمن يعانون من هذه الأمراض.
ويوضح الدكتور رئيس الجمعية الإيطالية لطب النفس ماسيمو دي جانانتونيو "أن كل شكل من أشكال الفن يعد في غاية الأهمية لخلق الظروف الملائمة لإدماج المرضى في محيطهم، وهو مهم أيضا للأطباء والممرضين في سبيل العلاج وإعادة تأهيل من يعانون من مشاكل عقلية. إن هذه الأطراف الثلاثة تشكل فريقا واحدا يجب أن يتصرف بروح جماعية، من أجل تحقيق أقصى النتائج الممكنة لفائدة المريض".
ويضيف ماسيمو أن الروابط التي تنشأ بين الأطباء والممرضين والمرضى في مؤسسات الرعاية لا تزال أمرا مجهولا للكثيرين، إلا أنها مسألة في غاية الروعة والأهمية. ولهذا فإن مسابقة "أناس في عقولنا" تعد خطوة رائعة لتشجيع عمل الفرق الطبية وتحسين نتائج عملها. كما أن المسابقة تهدف لفتح هذا المجال أمام عامة الناس، وذلك من أجل رفع درجة وعيهم وتشجيعهم على الانخراط في هذا الجهد المجتمعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق