كتب بيوتر ماكيدونتسيف، في "أوراسيا ديلي"، حول إيغال أردوغان في أسلمة تركيا، وخطر خروج أنقرة عن السيطرة.
وجاء في المقال: تسبب تغيير وضع آيا صوفيا إلى مسجد بردة فعل ملتبسة في العالم. وقد أثارت ردة الفعل هذه نقاشا حول الدوافع الكامنة وراء قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بالإضافة إلى الأسباب الأساسية التي أدت إلى مثل هذا الأمر.
تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، خطوة في عملية إعادة أسلمة تركيا. وهذه الخطوة، بالنسبة لأردوغان، فائقة الأهمية، للأسباب التالية:
أولاً، إن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بالنسبة لتركيا بوصفها كيانا علمانيا فوق وطني، ليس أولوية؛
ثانيًا، يرمز التغيير في وضع آيا صوفيا إلى رفض تركيا، بصورة نهائية حاسمة، نأيها بنفسها عن المشاركة في ما يجري في العالم الإسلامي. يرتبط هذا الخيار الإيديولوجي، كما في السنوات السابقة، بالفوائد الاقتصادية للتعاون مع الأسواق المتنامية في آسيا وإفريقيا؛
ثالثاً، يساعد تحويل آيا صوفيا إلى مسجد على مزيد من تكاتف أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم.
أما بالنسبة لروسيا، فإن تحول تركيا وتغيير وضع آيا صوفيا ليسا بهذه البساطة. فمن ناحية، تتحول تركيا إلى لاعب جيوسياسي منفصل، لا يأخذ في الاعتبار مصالح الولايات المتحدة وحلفاء الناتو، ناهيكم بروسيا، التي تتضارب مصالحها مع مصالح تركيا، في سوريا وليبيا.
ومن ناحية أخرى، فإن تدمير التضامن عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا مفيد لروسيا، لأنه يضعف الجبهة المعادية لروسيا التي نجت من الحرب الباردة. فالصراع مع الاتحاد الأوروبي والصعوبات في العلاقات الأمريكية التركية يتيحان لروسيا التعاون مع تركيا حيثما يكون ذلك مفيدا لمصلحتها. وسوف يكون مثل هذا السيناريو ممكنا إذا طورت روسيا علاقاتها مع إيران ومصر وأذربيجان، بما يضمن مصالحها في سوريا وليبيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق