تعطي لبنان المال، يأخذه حزب الله. لا تعطيه، يجوع الناس!
السبت 2020/06/13يكسرون محلات أفلس اصحابها أصلا
شعار النأي بالنفس لم يكن ينفع في شيء ما دام حزب الله غير مؤمن به
حزب الله قرر أن يتقاسم اللبنانيون كلهم معه الأضرار التي لا يرغب في تحملها وحده
انهيار الليرة يعود في أهم أسبابه إلى عمليات تهريب الدولار إلى سوريا التي يقوم بها حزب الله علنا
تحت شعار "سوريا ولبنان وحدة الحصار والمواجهة" تتم برمجة المشهد اللبناني لتكون مرحلة التجويع جزءا من مسار عام حتمته الظروف الاستثنائيية التي يعيشها لبنان باعتباره جزءا من محور المقاومة كما يُراد له.
بقلم فاروق يوسف |
لقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيران لأسباب تتعلق بالتسليح والبرنامج النووي والمشروع التوسعي الطائفي في المنطقة كما فُرض الحصار على سوريا بسبب موقف النظام فيها من الحراك الشعبي المعارض. ذلك الموقف الذي أدى في ما بعد إلى نشوب حرب شاملة أحرقت نيرانها كل شيء في سوريا.
اما لبنان فقد رفع شعار النأي بالنفس تعبيرا عن موقفه من الحرب في سوريا، غير أن ذلك الشعار لم يكن ينفع في شيء ما دام حزب الله وهو أقوى الأطراف السياسية في البلد بسبب سلاحه غير مؤمن به ولا يمكنه أن يكون كذلك لسببين.
الأول يكمن في ارتباط الحزب العقائدي والمالي بإيران وهي الداعم الاقليمي الرئيس للنظام الحاكم في دمشق والثاني تفضحه مساهمته في الحرب السورية، كونه واحدا من أهم القوى العسكرية التي كان لها ثقلها في تلك الحرب.
بالنسبة لحزب الله كان ضروريا أن يُشمل لبنان بالعقوبات الدولية لتكون له حصته من المجاعة كان من المتوقع أن تضرب إيران وسوريا. وإلا كيف يثبت أنه واحد من دول الممانعة.
لقد قُدر للبنان أن يدفع ثمن احتضانه الاجباري لحزب الله. وبهذا يكون قد ظُلم مرتين. مرة لأنه لا يملك القدرة على انتزاع سلاح الله غير القانوني وهو ما مهد الطريق لذلك الحزب للهيمنة على الدولة، ومرة أخرى لأنه من وجهة نظر الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية الدولة التي تأوي حزب الله المصنف باعتباره تنظيما ارهابيا.
اما حين وقعت الأزمة المالية فإن المنظمات المالية العالمية قد وجدت في هيمنة حزب الله السياسية سببا يكفي لامتناعها عن التعاون مع لبنان من أجل اخراجه من أزمنه.
في المقابل فإن حزب الله لا يرى في لبنان إلا قربانا منذورا للمقاومة. لذلك فإنه يضعه في خدمة سوريا الأسد ويفتح حدوده معها من أجل أن يتقاسم البلدان الأضرار التي يمكن أن تنتج عن قانون قيصر الأميركي. وهو قانون ظالم لحصار سوريا.
تحت لافتة الاخوة والمصير المشترك هناك دسيسة أعدها حزب الله للبنان. فالعقوبات الأميركية بدأت تأخذ طريقها في اتجاه حزب الله بعد أن انهكت مصادر تمويله في إيران. لذلك قرر الحزب أن يتقاسم اللبنانيون كلهم معه الأضرار التي لا يرغب في تحملها وحده.
خطة شيطانية يُراد من خلالها الزج بالاقتصاد اللبناني الذي يوشك على الانهيار في صراع، ليس لبنان طرفا فيه.
يحتمي حزب الله بالدولة اللبنانية فيدفع اللبنانيون ثمن العقوبات المفروضة عليه، كونه أحد أهم الأذرع الإيرانية الممتدة في المنطقة والتي كان لها دور كبير في قتل السوريين.
ما لا يمكن توقع حدوثه أن تقوم لولايات المتحدة بالفصل بين لبنان وحزب الله. لا لشيء إلا لأن ذلك الفصل غير ممكن عمليا بعد أن هيمن حزب الله بدويلته على الدولة اللبنانية وصار جزءا من الاقتصاد اللبناني يُدار من قبل شركاته أو شركات متعاونة معه.
من المؤكد أن انهيار العملة اللبنانية يعود في أهم أسبابه إلى عمليات تهريب الدولار إلى سوربا والتي يقوم بها حزب الله علنا من غير أن تقوى الدولة اللبنانية على التصدي لها.
كل تلك المعطيات تضع المجتمع الدولي ممثلا بمؤسساته المالية في مواجهة نوع فريد من الحرج. فإنقاذ دولة صغيرة الحجم، قليلة السكان أمر لن يكون صعبا، غير أن كل الأموال التي يمكن أن تقدم للبنان يمكن أن تأخذ طريقها إلى ثقب أسود ما دام حزب الله قد نذر لبنان للضياع من خلال تلك الكذبة الكبرى التي عنوانها محور الممانعة.
فاروق يوسف
مقالات سابقة
حين يتقدم الفاسدون مسيرات النضال الإنساني
شبح سوريا الذي يخيف الليبيين
الأسوأ من كورونا القبول بانتصاره
الغنوشي في الميزان بين حركته ومجلس النواب
حوار أميركي عراقي بين التفاؤل والتشاؤم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق