وبلغت الدولة اوج قوتها في عصر السلطان سليمان القانوني العابد الزاهد التي شوهته الصحف والاقلام واخرجته المسلسلات الكاذبة والافلام على انه زير نساء ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك ففي زمانه توسعت رقعة الدولة واصبح الاسلام اقوى قوة عسكرية في العالم
ولكن الأمور لم تستمر على المنهج نفسه والأسلوب الذي اتبعوه منذ بزوغ نجمهم في صفحات التاريخ المضيء فقد بدأ الوهن والضعف يزحف إلى كيانهم فبعد وفاة سليمان وبنه السلطان سليم الثاني وعلى مدار 200 عام بدات التربية الإسلامية تضعف وزادات أعمال السلب والنهب والفسق والفجور واستمر الانحراف وظهرت حركات العصيان وفقدت الدولة هيبتها وازدات الحملات الصليبية على البلاد وضعفت دفة القيادة للدولة التي امتدت على مساحة أربعة عشر مليونا من الكيلومترات وانخفضت وتيرت التعليم الذي كان نور يمد الدولة بالقوة والنفوذ حتى وصل الامر الى اخر خليفة عثماني وهو السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله
عرف السلطان عبد الحميد الثاني بسعيه لترسيخ نظام الخلافة الإسلامية وأطلق شعار "يا مسلمي العالم اتحدوا"، وكان عهده من أكثر أوقات الدولة العثمانية نجاحا وصعوبة في الوقت ذاته اذ نجح على مدار 25 عام من حكمه من ترميم بيت الخلافة وعلاج مرض الدولة المنهكة امتد نفوذ الاتحاد والترقي في الدولة، فضم إليه الكثير من ضباط الفيلق الأول المسيطر على الآستانة وحاول السلطان عبد الحميد مقاومة هذه الجمعيات، فنادى وتمسّك بفكرة الجامعة الإسلامية، لكنه فشل أمامهم، وخرجت الأمور عن نطاق سيطرة السلطان عبد الحميد، وكانت الضربة القاسمة للحكم العثماني قيام قوات متمردة بقيادة الجنرال محمود شوكت باشا بدخول إسطنبول وقمع التمرد العسكري وترجيح كفة القوى المناوئة للسلطان، وهو ما يعرف تاريخيا بأحداث 31 مارس 1909م
عام 1914م انطلقت شرارة الأولى فدخلت الدولة العثمانية إلى جانب معسكر دول المحور، أي ألمانيا والنمسا وبلغاريا الذي كان بمثابة الفخ الذي نصبه القوميين الاتراك للخلافة اعثمانية للقضاء عليها تماما وفي ظل الحرب ظهر على الساحة وبقوة عسكري من الاتراك القوميين عرف باسم مصطفى كمال اتاتورك الذي سيكون له الدور المباشر في نهاء الخلافة العثمانية بالكامل انحصرت الدولة العثمانية وضعفت وباتت تلفظ انفاسها الاخيرة في عهد السلطان محمد السادس عام 1918 م وبعد مرور شهر على توقيع هدنة مودروس، دخلت البحرية البريطانية والفرنسية والإيطالية ثم الأمريكية إلى القرن الذهبي، وأنزلت قواتها في الآستانة التي حوّلتها إلى قاعدة لنشاط الحلفاء في المنطقة كلها. سيطر الحلفاء على موانئ البحر الأسود كلها، واقتسموا الأراضي التركية
تغير وجه تركيا بعدها جذريًّا؛ فلم يعد لها صلة بالإسلام والعربية، حيث بدأ اتاتورك بإعلان "أنقرة" عاصمة للبلاد، خلفًا لمدينة الإسلام (إسلامبول) التي تسمى اليوم اسطنبول وقديما القسطنطينية ، وبهذا سقطت الخلافة العثمانية بيد العلمانيين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق