علم الفلك والتنجيم عند البابليين والآشوريين
لطالما أثار السؤال عن آدم وشخصيته الحقيقية ثم السؤال عن من رافقه (حواء وأبناؤهما) ثم السؤال عن من تلاه من الأنبياء المعروفين (إدريس ونوح) وظهرت أسئلة كثيرة وأثارت جدلا واسعاً سواء في الاوساط الشعبية من الناس أو في الأوساط العملية أوالدينية.
ولطالما التبس الأمر وكثر الجدل دون فائدة ترجى ،وكان الحل دائماً هو إقفال هذه الصفحة الأول من تاريخ الإنسان والتسليم، دائماً، بما هو معروف وشائع دون إشباع الفضول والعطش المعرفيين اللذين يرافقان الإنسان ولا يهدأ نبضهما إلا بجوابٍ وحجة مقنعة.
وكان علماء الآثار والتاريخ والأديان المقارنة يتهربون من هذه المنطقة لعدم وجود ما يشير لها ويسندها على مستوى البحث العلمي ،وكان التصدي لها نوعاً من الحراثة في الوهم،
و تثير قضية آدم ومن تلاه من الآباء / الأنبياء ممن يمكن أن نسميهم مع آدم بـ (أنبياء ما قبل الطوفان) أو (الآباء الأوائل قبل الطوفان ) ليساً حقيقياً، في الدراسات التاريخية والدينية، فهم، على المستوى الديني ،أول سلالة بشرية
وهم، علي المستوى الآثاري، لم يخلّفوا شيئاً وراءهم وإن خلفوه فقد اكتسحه الطوفان. وهم، على المستوى الزمني ،يتراوحون بين تحديدات زمنية لا حصر لها تقدر بآلاف السنين في أعمارهم وفي بعدهم الزمني عنّا، وهم، على المستوى التاريخي ،خليط من المثولوجيا التاريخية التي تتماها فيها الآلهة مع البشر مع الطبيعة وتبدو كما لو أنها هيولات تاريخية مسربلة بالأساطير. هنا إذن نقف أمام الأصول البشرية مندهشين حيناً ومستسلمين أحايين كثيرة أمام بديهيات الكتب المقدسة وشروحها الشعبية التي تخبرنا بالحقيقة كما يجب، ومشكلة آباء أو أنبياء ما قبل الطوفان من اول مشاكل الأصول ولذلك فهي تحتجب وراء ستار كثيف من الغموض والأسئلة المعلقة دونما جواب ، ولذلك لابد من التصدي لها ، بمنهج علمي، وكشف أسرارها وخفاياها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق