التشكيلية السعودية شادن التويجري تقتصد في الكلام، وتترك للوحاتها مهمة التعبير عنها، وهي تقدم نفسها من خلال زوابعها اللونية، وعالمها التشكيلي الذي اختارته وتفرغت له، لنقل أفكارها وعوالمها ورؤاها وأحلامها بعالم أقل ألماً وأكثر جمالاً.. وهي تبحث من خلال فضاء اللوحة والتكوين اللوني ومغامرة التجريد عن ابتكاراتها الخاصة لامرأة تتمرد على صوتها المقموع وتتوق إلى الحرية والجمال والأمل. التويجري التي ترفض الواقعية وتحب التجريب تشكل بمفاتيحها السحرية ملامحا وملاحما وحكايا نوعية شغوفة، وتسعى لإثبات حضورها المتميز كفنانة تشكيلية سعودية تملك بصمتها الخاصة..
«النهار التقت بها على هامش معرضها الأخير(زوبعة في فنان) الذي أقيم في متحف الفن الحديث، ضمن فعاليات مهرجان القرين الخامس عشر الذي نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وكان السؤال الأول عن اختيارها للفنون التشكيلية وبداياتها..
كيف جئت إلى الرسم؟
بدأت في سن صغيرة نسبياً، كنت في عمر 12- 13 أشارك برسوماتي في المسابقات المدرسية وأفوز بالجوائز، انتبهت والدتي لموهبتي، فبدأت تدعمني بدروس خصوصية في البيت، وقبل أن أبدأ حياتي الجامعية في كلية التربية الفنية كنت قد اطلعت وأتممت دراسة جميع الأساليب والمدارس الفنية، أما فن البورسلان فقد تعلمته على يد أستاذة من إيران، جعلتني أنا وفريق من الطالبات نشارك بمسابقات دولية، وبالفعل فزنا بجوائز عديدة في ايطالية، لكن البورسلان يحتاج وقتاً وجهداً، فللانتهاء من عمل واحد أحتاج إلى ستة أشهر تقريباً..
حدثينا أيضا عن معارضك التشكيلية التي أقمتها حتى الآن؟
شاركت بحوالي 18 معرضاً جماعياً، أما معرضي الآن في الكويت فهو المعرض الشخصي الثالث، قبله أقمت معرضين شخصيين في الرياض، (مكان بلا زمان) و(لحظة ومساحات بعيدة).
هل هناك صعوبات تعترضك كونك امرأة سعودية وفنانة تشكيلية؟
على العكس فالحكومة السعودية تشجع العمل في هذا المجال، وتسعى الى تنامي تذوق الفنون التشكيلية في مختلف مناطق المملكة، ويمكنني القول بأن الجو في المملكة متاحاً لإقامة المعارض الشخصية والجماعية على حد سواء، لكن بالطبع فإن أي معرض يحتاج إلى إجازة من قبل وزارة الثقافة، كما أن الحركة التشكيلية بالنسبة للفنانات التشكيليات السعوديات أبطأ منها عند الفنانين التشكليين السعوديين، بسبب ما يتميز به الرجل من حرية الحركة والسفر.
أين وصلت شادن التويجري مقارنة بغيرها من التشكيليات السعوديات؟
لا أحب المنافسة، ولا أدخل في متاهة المقارنة، وبدون غرور أؤمن بأن أعمالي الفنية تميزني وأنا سعيدة ومرتاحة تماماً في مشواري التشكيلي وما وصلت إليه، لي هدف أسعى لتحقيقه بأن أقيم معرضا كل عامين، خاصة وأني حالياً متفرغة لعملي الابداعي، ولم أعد أشارك في المعارض الجماعية.
هل تتضمن أعمالك الفنية رسالة معينة تريدين توصيلها؟
ربما لاحظت الوجوه النسائية الكثيرة وملامحهن ونظرتهن التي تتجه نحو الأعلى، وهو أمر مقصود، ويتضمن إيحاءا بالتمرد، أرى أن المرأة رغم قيود القمع قادرة على أن تثبت نفسها.. لوحاتي في (زوبعة في فنان) تعبر عن صرخة امرأة.
ماذا تعني لك الألوان؟
الألوان عشقي، على الصعيد الشخصي لا أحب الغيم والمطر، أحب الأجواء التي تبعث على الأمل وتحث على التفاؤل، أتجنب الألوان القاتمة في لوحاتي وملابسي وحياتي، تحديداً أفضل اللون الأحمر إذ لابد منه في كل لوحة حتى لو في (شطبة) لونية واحدة.
ما المدرسة الفنية التي تنتمين لها؟
استخدم Mixod Media. وأحب خلط أغلب المدارس في لوحة واحدة، وهذا موجود في أعمالي التي ترينها حولك، لا احب الانتماء لمدرسة بعينها، أمزج بين 4 او 5 مدارس، ماعدا الواقعية، التي برأيي تفتقر إلى المخيلة، في بداياتي رسمت الطبيعة، ولم أجد شخصيتي فيها، إن نقل الواقع ومحاكاة الطبيعة عمل لا ابداع فيه، التميز في الفن يحتاج إلى مخيلة واسعة، وأفق للانطلاق.
بماذا تحلمين؟
أحلم بتحقيق النجاح على صعيد الفن، واثبات قدراتي واسمي كفنانة سعودية عالميا، أسعى الآن لإثبات ذاتي في منطقة الخليج، وأحضر لمعرضين في البحرين وقطر، مستقبلي في عالم الفن التشكيلي هو طموحي وهدف حياتي.
الترتيب لإقامة المعارض أمر متعب، فهل تحديثنا عن ترتيباتك حول ذلك.؟
بلاشك، الاعداد للمعرض بعد الانتهاء من تجهيز اللوحات، هناك طباعة الكاتالوج، وبطاقات الدعوة، بشكل يتناسب مع عنوان المعرض وأجوائه، وهو عمل أقوم به شخصياً ليظهر بالطريقة التي تقدمني كما أريد، في معرضي هذا (زوبعة في فنان) حمل المجلس الوطني العبء عني، فيما عدا الكاتالوج الذي أصررت على طباعته ليحتوي على كامل لوحاتي باعتباره ارشيف أحتفظ به.
هل تنتهي علاقتك مع اللوحة بعد بيعها؟
ان بيع اللوحة هو سلاح ذو حدين، بقدر ما أحزن لغيابها، أكون سعيدة لأن أعمالي ستصل إلى مناطق مختلفة من العالم، لي لوحات في اليونان والامارات ومونتي كارلو وكان وخبر والكويت.
ما التكنيك الذي تستخدمينه؟
أمزج بين الاكريليك والألوان الزيتية والأحبار الصينية، هو أسلوب أشتغل عليه منذ فترة وتميزت به وعرفت به، كما أن تقطيع اللوحة بخطوط متعامدة وأفقية أو طولية هو أحد بصماتي الخاصة في الرسم.
كيف تملئين فراغ اللوحة؟
ارسم بمرحلة اللاوعي، تأتي فكرة اللوحة بعد أن أوزع الأحبار، وقتها يتبادر إلى خيالي الملامح والأشكال التي تخرج تبعا للتكوينات اللونية، في مجال الرسم التجريدي اللوحة تكون نفسها بنفسها.
هل تضطرين إلى شرح لوحاتك، باعتبار أن اللوحات التجريدية غير مفهومة للمتلقي العادي؟
في السعودية أواجه مشكلة عدم فهم لوحاتي فعلاً، فهي لا تحتوي على أشكال واقعية وتقليدية: دلة القهوة والخيمة والجمل والطبيعة والأزياء التقليدية والصقر والسفينة، هذه المعاناة لم تصادفني هنا في الكويت، إذ لاحظت تقديرا للفن الحديث وإقبالاً على المعرض أسعدني.








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق