يعتبر فن الجداريات من أقدم أنواع الفنون القديمة التي اتخذت لتوثيق الحضارات وإن كان طابعها قد تطور الآن حيث كانت مقتصرة في الماضى على تصوير حياة الملوك وحروبهم وعلاقتهم مع الآلهة والطبيعة وبعض مظاهر الحياة العامة وهي الجداريات التي لازلنا نشاهدها حتى الآن في المواقع الأثرية .
أما الآن فقد اختلفت طبيعة الجداريات وأصبحت تعبر عن الشعوب وهو ما بات أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة بعد قيام الثورات في تونس ومصر حتى أطلق مصطلح "حرب الحوائط" حيث كان الفن قادرا على توصيل رسالة الشعوب إلى الحكام وكان الأمر في ليبيا أيضا وهكذا تحول فن الجرافيتي من اداة في يد الحكام إلى فن احتجاجي غالبا ما يعكس اعتراضا على الأوضاع السائدة. والغرافيتي ينفذ على الجدران وفي الأماكن العامة في كل دول العالم، ومن دون إذن مسبق، ودائما ما يحمل رسالة سياسية واضحة.
ويتميز ذلك الفن بأنك لا تحتاج لزيارة قاعات عرض اللوحات لمشاهدة جدارية لأنك ستشاهدها وتتأملها أثناء ذهابك وإيابك بالشوارع والميادين العامة على واجهات المباني او الفنادق أو الحوائط .
وهكذا بات فن الجداريات يحمل رسالة ثقافية أو سياسية في المقام الأول وأخرى جمالية ، بعد أن اقتصر دوره لعقود على الدور التوثيقي الذي يهدف لاسترجاع أحداث الماضي والحاضر وتأمل المستقبل . فنتذكر جميعنا الجداريات الفرعونية والإغريقية والرومانية.
الجداريات في الوطن العربي
في مصر دخل التشكيلي المصري طه القرني أو فنان الشعب كما تقول جدارياته الأكبر في العالم موسوعة جينس للأرقام القياسية قبل حوالي ثمان سنوات تحديدًا في عام 2007م من خلال جداريته التشكيلية «سوق الجمعة» التي عدّت حينها أكبر لوحة في العالم إذ بلغ طولها 23 مترا وارتفاعها 140 سم، قبل أن يواصل جدارياته الضخمة بالمولد في عام 2008م حيث حطم بها رقمه السابق وجاءت بعرض 32مترا..
وظل " الفرني" حاضرا في ثورة 25 يناير بجدارية بارتفاع متر ونصف وباثنين وأربعين مترا طولا جاءت بعنوان "جدارية الثورة المصرية" حيث حملت ثمانية عشرة قطعة تشكيلية تخلّقت برؤى فنان الشعب لتحكي فصول ثورة يناير.
كذلك فقد وثق الليبيون ثورتهم وحربهم بجداريات انتشرت في العديد من المدن الليبية وأصبح للهواة أيضا دورا فيه وهو ما جعله فنا شعبيا بامتياز حيث عبرت فيه الشعوب عن نفسها بد أن ظلت لسنوات محرومة من حرية التعبير وهو ما جعل البعض يسميه أدب الشوارع
وأشهر الجداريات موجودة هي التي شهدها الجدار الإسرائيلي العازل، الذي قسم الأرض وشتت الأهل، ويعج هذا الجدار برسومات ولوحات فنية بديعة تؤرخ للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحقوق الإنسان، في صورة سلمية للاحتجاجات الفلسطينية.
صور فن الجداريات








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق