1 ـ هذا
الانقلاب القرشى كان ضحيته دين الاسلام نفسه ، إذ أن الفتوحات ترتب عليها التنازع
بين قريش والأعراب ( الذين كانوا مرتدين من قبل ) وتطور النزاع الى حرب أهلية كبرى
أسموها الفتنة الكبرى ، وكانت السلم الذى صعد عليه الأمويون للوصول الى السلطة .
2
ـ كما أدى هذا الانقلاب القرشى مبكرا الى تهميش الأنصار بدءا من بيعة السقيفة التى
تم فيها تنصيب أبى بكر . و قتل عمر بن الخطاب زعيم الأنصار سعد بن عبادة ليرهب
الأنصار . كان سعد بن عبادة قد إعتزل الناس بعد بيعة السقيفة ولزم بيته مغاضبا
رافضا بيعة أبى بكر . تقول الروايات : ( ثم تحول سعد بن عبادة إلى داره فبقي
أياماً، وأرسل إليه ليبايع فإن الناس قد بايعوا، فقال: لا والله حتى أرميكم بما في
كنانتي من نبلي، وأخضب سنان رمحي، وأضرب بسيفي، وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني،
ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي.) وصمّم عُمر على
أن يجعل أبا بكر يرغمه على البيعة : ( فقال عمر: لا تدعه حتى يبايع. ) وتدخل ابن
سعد بن عبادة : ( فقال بشير بن سعد: إنه قد لجّ وأبى ، ولا يبايعكم حتى يقتل، وليس
بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته، فاتركوه ولا يضركم تركه، وإنما هو رجل
واحد. فتركوه.) . وآثر سعد بن عبادة السلامة ، ونفى نفسه الى الشام . وتولى عمر
الخلافة فبعث الى الشام رجلا قتله . تقول الرواية : ( وأما سعدُ بن عبادة فإنه رحل
إلى الشام.) ( أبو المنذر هشام بن محمد الكلبيّ قال: بعث عمرُ رجلاً إلى الشام
فقال: ادْعه إلى البَيعة واحمل له بكل ما قَدرت عليه فإن أبيَ فاستعن اللّهَ
عليه. فقَدم الرجل الشام فلقيه بحُوران في حائطٍ فدَعاه إلى البيعة فقال: لا
أبايع قُرشياً أبداً. قال: فإني أقاتلك. قال: وإن قاتلتَني! قال:
أفخارج أنت مما دخلتْ فيه الأمة ؟ قال: أمّا من البَيعة فأنا خارج. فرَماه
بسَهم فقتله. ) ، ( ميمون بن مِهران عن أبيه قال: رُمي سعد بنُ عبادة في حمّام
بالشام فقُتل.) ( رُمي سعد بن عُبادة بسهم فوُجد دفينا في جسده. ) . وزعموا
أن الجنّ هى التى قتلت سعد بن أبى عبادة ، وأنها قالت فى ذلك شعرا : ( فمات ،
فبكته الجنّ ، فقالت: وقَتلنا سيّد الخَزْ رج سعدَ بن عُبادة
ورَميناه بسهمي فلم نُخْطِىء فُؤاده ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق