كتاب - الاصول المصرية فى اليهودية والمسيحية .. يحرض العقل على التفكير
القاهرة ـ محيط :صدر عن مكتبة الشروق " كتاب الاصول المصرية فى اليهودية والمسيحية " تأليف احمد عثمان .
والكتاب يقع فى 195 صفحة من القطع الصغير ويتكون من جزأين ، الجزء الاول يتضمن مقدمة وستة فصول ،
اما الجزء الثانى فيتضمن خمسة فصول وخاتمة
ويطرح الكتاب ان تاريخ مصر القديمة مازال حافلا بالكنوز والألغاز والأسرار ،خصوصا الأسرار الروحية لمصر القديمة، ويكفى للبوح بها نقل ما قاله c.f.Dupuis العالم البارز للثورة الفرنسية والحملة الفرنسية على مصر ، والذى اختير مديرا للوقائع الثقافية فى فرنسا، من عام 1795-1799 ثم رأس الهيئة التشريعية ، اذ قال فى أهم كتابه "اصل الثقافة العقائدية" .
يمكن ارجاع كل الميثولوجيا والأديان الى مصدر واحد هو مصر " (اثينا السوداء ص 49، 319 ) كانت مصر مسرحا لكثير من الأحداث فى التاريخ اليهودى والمسيحي والإسلامي ولئن اعتاد المؤرخون القول بأن الإسلام ولد فى النور ، فان الغموض مازال يكتنف كثيرا من احداث التاريخين اليهودى والمسيحى .
وقد اعتمد التاريخ التقليدى للهيودية والمسيحية على الكتاب المقدس والذي ينقسم الي :
العهد القديم :
ويتكون من 39 كتابا أو سفرا ، تسمى الخمسة الأولى توراة موسى (التكوين - الخروج - اللاويين - العدد - التثنية)
يليها كتاب يوشع بن نون فتى موسي وخليفته (وهو حفيد إفرايم بن يوسف من زوجة يوسف المصرية بنت كاهن أون) وآخرها كتاب ملاخى .
والعهد الجديد : ويتكون من الأناجيل الأربعة (متى - مرقس - لوقا- يوحنا )
ثم أعمال الرسل من رواية لوقا ،
بعد ذلك 21 رسالة أكثرها من بولس الرسول للمدن المختلفة ،
وأخيرا رؤيا يوحنا- والتي تتنبأ - فيما تتنبأ به - بعودة المسيح ليحكم الف سنة، بعد حروب تسيل فيها دماء ثلث البشر بواسطة جيوش من مائتى مليون محارب ، وتسقط بابل الزانية الكبرى ، وتهبط أورشليم الجديدة المدينة المقدسة من السماء .
وقد روى القرآن ايضا كثيرا من ـ أحداث التاريخين اليهودى المسيحى .
غطت روايات الكتب المقدسة (الثلاثة) كثيرا من الأحداث ، ولكنها تركت بعض المسائل فى شئ من الغموض .
فعلى سبيل المثال ، من روايات الكتاب المقدس :
ما الذى يجعل يوسف يطلب من بيت فرعون أخذ موافقة فرعون على سفره لدفن أبيه يعقوب فى أرض كنعان ؟.
كيف تدخل أخت موسى قصر فرعون لتعرض على ابنته ارضاع موسى ؟
هل تكفى أربعة أجيالا لأن يرتفع عدد ابناء يعقوب من 70 نفسا الى 600.000 مقاتل ؟ أى أكثر من مليونى نسمة ؟
هل حارب داود مع الفلسطينيين ضد بنى اسرائيل ؟
أين قضى المسيح عليه السلام - وأمه العذراء - طفولته ؟ ومتى بدأ رسالته ؟ وخصوصا أن هناك رأى يقول إن عدد اليهود فى الإسكندرية ومصر كان يقارب - ان لم يزد على - عدد اليهود فى فسطين - فى القرن الميلادي ألأول .
جاء أول ذكر للمسيح عند مرقس ويوحنا عند ذهابه للتعميد علي يد يوحنا ،وقبيل بدئه رسالته .
بينما ذكر متي أنه ذهب بعد ميلاده لمصر ، ثم عاد بعد موت هيرودوس ، ولم يذكر شيئا عنه بعد ذلك حتى ذهب ليوحنا لتعميده ، ثم مباشرة رسالته .
أما لوقا ، فقد أضاف على متي ذهاب المسيح مع أبويه كل سنة الى اورشليم فى عيد الفصح ،فلما بلغ الثانية عشرة "صعدوا الى أورشليم كالعادة فى العيد ، وبعد انتهاء ايام العيد رجعا وبقى الصبي يسوع في اورشليم وهما لا يعلمان ، وسارا مسيرة يوم ثم اخذا يبحثان عنه بين الأقارب والمعارف ، ولما لم يجداه رجعا الى أورشليم، يبحثان عنه ، وبعد ثلاثة أيام وجداه فى الهيكل جالسا وسط المعلمين ، يستمع اليهم ويطرح عليهم الأسئلة ، وجميع الذين سمعوه ذهلوا من فهمه وأجوبته " .
ثم لم يأت أى ذكر لحياة المسيح بعد ذلك ، الا هو ذاهب ليوحنا لتعميده ثم بدء رسالته .
كذلك بدأ انجيل متى يذكر نسب يسوع المسيح من إبراهيم (أبى الأنبياء) الى يوسف رجل مريم أما إنجيل لوقا فذكر تحت عنوان نسب يسوع المسيح .
"ولما بدأ يسوع (خدمته) كان فى الثلاثين من العمر تقريبا، وكان معروفا أنه ابن يوسف بن هالى " …
واستمر فى تسلسل النسب حتى وصل الى آدم .
فكيف ينسب المسيح ليوسف النجار ؟
كيف تحول بولس للمسيحية ؟ ثم كيف تأهل بولس الرسول لدوره الأساسي فى تشكيل العقائد المسيحية ؟
وقد جاء فى التلمود أن عيسى تعلم السحر فى مصر .
واذا كان لأحبار اليهود السلطة والنفوذ فى تطبيق أحكام الشرع فى القدس وما حولها ، فكيف تركوا مريم العذراء ، عليها السلام ، بدون رجم طالما هى فى نظرهم زانية ؟
بحث أحمد عثمان هذه النقاط وغيرها بين سطور الكتب المقدسة ،وعلى جدران المعابد وأضاف اليها نتائج حفريات وبحوث الأثريين وقضي السنين الطوال فى المكتبة البريطانية فى لندن ، بين مختلف أنواع المراجع ، وشارك فى العديد من الندوات والمؤتمرات ليخرج فى النهاية بالكتاب الذى بين يديك .
ولا يزعم أحمد عثمان أنه توصل الى الحقائق تاريخية مطلقة ،ولكنه يرى أنه قدم صورا اقرب للتصديق والإقتناع من بعض صور التاريخ التقليدى وهو يرحب بأى آراء وأفكار وانتقادات حول ما كتب ، ويؤكد احترامه لكل الكتب المقدسة وأتباع دياناتها ، لكنه يستشهد فى النهاية بما كتبه الأمريكي ول ديورانت فى موسوعته "قصة الحضارة" .
"التعصب الإقليمي الذى ساد كتابتنا التقليدية للتاريخ .. لم يعد مجرد غلطة علمية ، بل ربما كان اخفاقا ذريعا فى تصوير الواقع ونقصا فاضحا فى ذكائنا
الأستاذ احمد عثمان أستاذ للتاريخ و له العديد من المؤلفات منها كتاب مخطوطات البحر الميت و غيرهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق