وعرض المدير العام الجديد لوكالة الفضاء الاوروبية يوهان ديتريش فورنر فكرة القرية القمرية في القمة السادسة والستين للملاحة الفضائية التي عقدت آخر الاسبوع الماضي. وأتى هذا العرض بعدما سبق ان اثار فورنر هذا الموضوع مرارا منذ توليه مسؤولياته الجديدة.
وقال متحدث باسم الوكالة «باتت الفكرة محل نقاش» موضحا ان عبارة «قرية قمرية لا تعني اننا سنبني على القمر قرية مع منازل ومدارس ودور عبادة» بل قاعدة للبحث العلمي.
واضاف «هذا مشروع يقتضي مشاركة دولية لارسال مهمات متنوعة الى القمر، وربما الى الجزء المظلم من القمر الذي لا يظهر للارض ابدا».
واشار فورنر الذي سبق ان شغل منصب رئيس وكالة الفضاء الالمانية الى ان محطة الفضاء الدولية التي شيدت في مدار الارض في العام 1998 ستخرج من الخدمة على الارجح قرابة العام 2024. وقال «علينا ان نفكر ماذا سنفعل بعد ذلك. من هنا جاءت فكرة حض المجتمع الدولي على اقامة مشروع مشترك على سطح القمر».
ورحب فورنر بمساهمة اي دولة في هذا المشروع، بما في ذلك الصين التي لا تشارك حاليا في محطة الفضاء الدولية ولكنها تعد لمشروع طموح لغزو القمر. وهبط الانسان على سطح القمر اول مرة في 21 تموز من العام 1969، وذلك في مهمة ابولو الاميركية، وتتالت المهمات المماثلة حتى العام 1972، وبعدها توقفت.
في المقابل ارسل عدد من المسبارات الى مدار القمر منذ التسعينات، منها القمر الاصطناعي الاوروبي سمارت 1 في العام 2003.
ومن المتحمسين لفكرة القرية القمرية عالم الفضاء برنار فوينغ الذي شغل منصب المسؤول العلمي في مهمة سمارت1، والذي يدير حاليا المجموعة الدولية لغزو القمر.
ويشرح فوينغ كيف يمكن ان تسير الامور في انشاء القرية القمرية، ويقول «ستكون هناك مرحلة اولى تكون فيها القرية للروبوتات، وفي مرحلة ثانية تصبح محطة مأهولة بالبشر، وسيفيدنا ذلك في التحضير لمهمات ترسل الى وجهات ابعد».
ويضيف «انه مشروع تدرجي، يبدأ بمهمات في مدار القمر. ومن معالمه المهمة» رحلة المركبة الاميركية اورايون الى مدار القمر بين العامين 2021 و2023 وعلى متنها اربعة رواد فضاء.
ولا تقتصر طموحات وكالة الفضاء الاميركية ناسا في مركبة اورايون على رحلات الى القمر، بل انها تنوي ارسال رحلة مأهولة في المستقبل الى كوكب المريخ.
وتعمل وكالة الفضاء الاوروبية على تحضير مهمة اطلق عليها اسم لونا-27، هدفها ارسال مسبار يحط في العام 2020 في المناطق القطبية على سطح القمر حيث رصد وجود جليد. ويقول فوانغ «في القطب الجنوبي من القمر رصدنا مواقع تحتوي على جليد مياه تحت الارض على عمق بسيط، وهي اماكن مضاءة بما فيه الكفاية، ويسهل منها الاتصال مع الارض»، وهذه عوامل اساسية لاقامة محطة مأهولة. وبحسب فوينغ، فان نجاح المهمة لونا-27، والمهمة التي قد تليها لونا-28، التي قد تتشارك فيها روسيا واوروبا، يعني ان بناء قرية على القمر قد بدأ فعلا. (ميدل ايست اون لاين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق