العَّينُ بَاتَتَ فِي السَّمَاءِ تُحَدِقُ
والْقَلْبُ بَاكٍ تَائِهٌ يَتَفَتَقُ
والعَّينُ تَاهَت فِي السَمَاءِ كَأنَهَا
فُلكٌ لعُبَادِ الزَمَانِ تُغَرِقُ
طَالَ الأَسَى والهَمُ جَمرٌ حَارِقٌ
فِي الجَوفِ طَعنَاتُ الزَمَانِ تُمَزِقُ
الوَقتُ قَاسٍ والظُرُوفُ عَسِيرَةٌ
والقَلبُ صِدقَاً فِي العَنَا يتَعَلقُ
قَد كَانَ لِي عَونَاً فَصَارَ مُعَذِبِي
وبِفَائِضِ الأَحْزَانِ دَومَاً يَغْرَقُ
تَبَاً لِمَن سَلَبَ السَعَادةَ والهَوى
والحَربُ فِي الأَوطَانِ نَارٌ تَحْرِقُ
والحُزنُ مِن نِعَمِ الإِلٰه وفَضلِهِ
لَو كَانَ بِالعَبَرَاتِ دَومَاً يَخنُقُ
لَو أنَ شِعْرِي لِلسَعَادَةِ شَدَنِي
مَا كُنتُ يَوماً بالحَقَائِقِ أَنطُقُ
والمُوتُ حَقٌ والفَنَاءُ مُوَاعِدِي
والعُمرُ يَدنُو بِالفَنَى مُتَعَلِقُ
والحَقُ بَادٍ والخَنَى يَتَبَدَدُ
والصِدقُ دَرسٌ للذِي يتَشَدَقُ
والعِلمُ نُورٌ للذِي طَلَب العُلا
وعَظِيمُ عَزمٍ للطُمُوحِ يُحَقِقُ
يَسمُو بِمَن سَلَكَ الدُرُوبَ بِهِمَةٍ
ولو كَانَ جُهداً لِلجَوَارِحِ يُرهِقُ
والصُّبحُ مِثلَ اللَّيلِ زَالَ بَرِيقُهُ
والوَقْتُ يَمْضِي والطُيُورُ تُزَقْزِقُ
مَا بَالُ شِعرِي فِي الأَّسَاءِ مُعَلَقٌ
مَا بَالُ عَينِي لا تَنَامُ وتَأْرَقُ
مَا بَالُ ذَاكَ الطِفْلَ أَجْهَشَ بَاكِيَاً
أوَلِيسَ لِلأَطْفَالِ فَرحٌ مُسبَقُ
الْفِكرُ فِي بَحرِ التَسَاؤُلِ جَرَنِي
يَا لَيتَ عَقْلِي لِلتَسَاؤُلِ يَعْتِقُ
زَادَ العَنَا والصَبرُ جَمرٌ حَارِقٌ
باللهِ قُل لِي مَن بِحَقِكَ يَصْدُقُ
اللهُ فَوقُ العَرشِ بَاتَ يَحثُنَا
والخَلقُ للغَايَاتِ دَومَاً تَسبِقُ
يَا لَيتَنِي قَد نِمتُ قَبلَ مَجِيئِهَا
تِلكَ الهَوُاجِسُ لِلعُقُولِ تُشَقِقُ
أَرَقٌ عَلى أَرَقٌ ومِثلِي يَأْرَقُ
هَمٌ يَجِيُء وأَلفُ حُلمٍ يُسرَقُ
نِصفِي صَبَاحٌ بِالأِلٰهِ مُوَحِدٌ
والنِصْفُ لَيلٌ كَافِرٌ يَتَزَندَقُ
-الشاعرة: مريم الأحمدي.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق