منح رئيس جمهورية إيطاليا سيرجيو ماتاريلا وسام فارس – نجمة إيطاليا – للباحث والمترجم والكاتب المصري، فرنسيس أمين، وذلك تقديرا لدوره في دعم العلاقات الايطالية المصرية على مدار العقود الماضية.
وسلم الوسام نيابة عن الرئيس الايطالي السفير الإيطالي لدي مصر، جامباولو كانتيني في مقر السفارة الإيطالية بالقاهرة، بحضور عدد من الشخصيات العامة
وقال السفير الايطالي بالقاهرة، جامباولو كانتيني، في حفل التكريم، إن إيطاليا منحت الوسام للباحث المصري فرنسيس أمين، تقديرا لاسهاماته الكبري في العلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا، مشيرا إلى أن فرنسيس أمين اذ شارك علي مدار عقود في العديد من الفعاليات الثقافية وبالتحديد في مدينة الأقصر حيث عمل في مهنة الارشاد السياحي متخصصا في اللغة الإيطالية وقام بتدريس اللغة الإيطالية في عدد من الجامعات بصعيد مصر منذ عقود، كما ساهم في تنظيم الأيام الإيطالية بمحافظة الأقصر بالاضافة إلي تنظيم عشرات المعارض الثقافية والقاء العديد من المحاضرات في مصر و إيطاليا.
وأضاف السفيرالإيطالي في كلمته أن ” أمين ” يتولي أيضا مسؤولية تمثيل القنصلية الإيطالية في صعيد مصر، ويعد نموذجا كبيرا لدعم العلاقات بين مصر و إيطاليا .
وفي كلمته بحفل التكريم، قال فرنسيس أمين، إن العلاقات الثقافية بين مصر و إيطاليا هي علاقات تمتد لما قبل عام 500 قبل الميلاد وقد سجلت زيارة الامبراطور هادريان لمدينة طيبة الغربية مع رجال الامبراطورية بداية لما يعرف بالسياحة الثقافية.
واضاف بأن تخصصه في مجال العلاقات الثقافية بين مصر و إيطاليا في مختلف المجالات كان من أولوياته لما يقرب من ثلاثين عاما وأنه كان له الفضل في اكتشاف ونشر العديد من المقالات والكتب وتنظيم المعارض عن الكثير من المصرييين والإيطاليين الذين لعبوا دوراً اساسيا في توطيد هذه العلاقة .
وتوجه فرنسيس أمين بالشكر لرئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا و وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو و سفير إيطاليا في مصر جامباولو كانتيني معتبرا أن تكريمه بمثابة دعوة لـلاستمرار في دعم وتوطيد العلاقات الثقافية بين مصر و إيطاليا .
وقد أعاد منح الرئيس الإيطالي للباحث والكاتب والمترجم المصري، فرنسيس أمين، إلى الذاكرة عمق العلاقات الثقافية وقِدم التعاون فى مجال الإكتشافات والترميمات الأثرية بين مصر وإيطاليا.وكان بمثابة مناسبة لتذكر زخم العلاقات التاريخية بين القاهرة وروما، والتى شهدت محطات مهمة، طوال أكثر من 200 .
تلك المحطات وثق بعضا منها، معرض أقيم العام الماضي، لمكتشفات البعثات الأثرية الإيطالية التى عملت بمصر على مدى القرنين الماضيين، وهو معرض ضم 180 قطعة أثرية واستضافه المتحف المصرى بميدان التحرير.
والشغف الإيطالى بمصر القديمة وآثارها وتاريخها، هو شغف يعود لـ 200 عام مضت.
وتعمل في مصر عشرين بعثة اثرية إيطالية في مصر، تقوم بحوالي 20 مهمة، وتبذل جهودا كبيرة لحماية الآثار المصرية، واكتشاف الجديد من اسرار الحضارة المصرية العظيمة.
والعلاقات الثقافية بين مصر وإيطاليا، والشغف الإيطالى بالآثار المصرية القديمة، كان من أولى محطاته إلى العقد الثالث من القرن التاسع عشر، حين وفد الإيطالى ايبوليتو روزاليني، إلى مصر بصحبة الفرنسى جان فرانسوا شامبليون، ورافق البعثة العلمية الفرنسية التى وفدت لمصر مع الحملة الفرنسية لنابليون، وشارك ايبوليتو روزاليني، شامبليون فى وضع أسس علم المصريات، ويعد كتاب ايبوليتو روزاليني، عن آثار مصر والنوبة، من أعظم وأغلى الكتب التى كُتبت فى مجال علوم المصريات.
ويعد وصول المستكشف الإيطالى، سيكيابارللى، لمقبرة الملكة نفرتارى ، فى منطقة وادى الملوك غرب مدينة الأقصر، واحدة من المحطات المهمة ايضا فى مسيرة شغف الإيطاليين بمصر وآثارها الضاربة فى أعماق التاريخ.
وقد لا يعرف كثيرون أن الإيطاليون هم من أسسوا أول محمية بيئية أثرية في الفيوم، والتي تضم وادي الريان ومدينة ماضي، وأن جامعة بيزا ، هى من وضعت أول خريطة مخاطر مفصلة لمنطقة سقارة، وهو أحد الأعمال الأولى لعماء المصريات الإيطاليين بمصر.
وما بين العام 1856 وحتى العام 1928، قام ” ارنستو شبابريلي ” الذي قام بإطلاق عمل و أول بعثة أثرية إيطالية تعمل بمصر ووادي النيل بتمويل رسمى من الحكومة الإيطالية، وهى البعثة التى تعد صاحبة الفضل فى توفير أكبر قدر من المعلومات المهمة عن تاريخ وآثار مصر القديمة، والتى توصلت لعدد من أهم الإكتشافات الأثرية بمصر آنذاك.
وعمل المستشكفون فى مواقع عدة بجانب الأقصر واسوان والجيزة، فقد عملوا فى المعادى، وفى صان الحجر، وفى الفيوم، وعلى سواحل البحر الأحمر، وفى واحة الفرافرة.
كما أن البعثات الآثرية الإيطالية، تقوم بعمل استثنائي بحماية آثار النوبة كما أن لها دور فعال في الإسكندرية والمنيا والفيوم، حيث يقوم المركز يبذل قصاري جهده لابراز التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا، وإن رواد علم الاثار الإيطاليون الذين عملوا بمصر، جاءوا ليعطون رسالة امل للعالم ،لأن البحث في الاثار هو بحث في الماضي لتعزيز المستقبل .
ويواصل المركز الثقافى الإيطالى يواصل أنشطته الفكرية والفنية والثقافية بكل ربوع مصر، من الإسكندرية وحتى الأقصر ، مرورا بقنا وسوهاج، عبر التعاون مع الجامعات والمؤسسات الثقافية المصرية ، ليؤكد على استمرار العلاقات الثقافية التاريخية التى جمعت بين مصر وإيطاليا والتى تجاوزت القرنين من الزمان.
وقد جعلت إيطاليا العام الجارى 2018 ، عام الإكتشافات الأثرية الإيطالية في مصر ومنطقة الشرق الاوسط، موضحا بأن البعثات الأثرية تعمل في الدول التي شهدت إضطرابات مثل العراق وليبيا ،علي سبيل المثال، مثمنا الدور الذي تقوم به البعثات الإيطالية في مصر .
حجاج سلامة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق