رئاسة شؤون الحرمين الشريفين قامت بالاستعانة بالروبوتات الذكية حرصاً على تحقيق التباعد الاجتماعي.
تم توزيع عدد من الروبوتات في المسجد الحرام في إجراء غير مسبوق بمدينة مكة المكرمة، وذلك تماشيا مع الإجراءات الصحية الجديدة التي فرضها انتشار كورونا، حيث تقوم هذه الآلات الذكية بتزويد المصلين والحجاج بعبوات ماء زمزم، وذلك منعا لأي تواصل بشري.
لا مجال لتبادل الحديث أو التلامس
مكة المكرمة (السعودية) - باشرت مدينة مكّة المكرمة (غرب المملكة العربية السعودية)، هذا الأسبوع استخدام روبوتات ذكية لأول مرة في المسجد الحرام، لتزويد المصلين بقوارير مياه زمزم المباركة.
وقامت رئاسة شؤون الحرمين الشريفين بالاستعانة بهذه الروبوتات الذكية في المسجد الحرام بهدف تقليل الاتصال المباشر مع الموظفين الذين كانوا في السابق يحرصون على سقاية زوار مدينة مكة المكرمة من الحجاج والمعتمرين القادمين من مختلف بقاع الأرض، بماء زمزم.
وتوزّع سنويا مئات الآلاف من قوارير مياه زمزم التي عادة ما يتهافت الحجاج على صنابير بئرها الواقع في الحرم المكي.
ومع قرب موعد بدء الحج السنوي الذي سيقتصر للعام الثاني على التوالي على المواطنين والمقيمين بالمملكة، تم توزيع الروبوتات للقيام بهذه المهمة، وذلك ضمانا للتقيّد بقواعد التباعد الجسدي كإجراء وقائي من جائحة كورونا.
ووزّعت السلطات الأحد عددا من هذه الروبوتات وهي باللونين الأسود والأبيض وأشبه برفوف متحرّكة محمّلة بقوارير مياه زمزم قادرة على الاقتراب من الزوار الذين بدا عليهم الارتباك والتسلية، دون أن تعيق حركة قاصدي الحرمين أو تشوش على المصلين.
وقال بدر اللقماني وكيل إدارة سقيا زمزم بالمسجد إن “هدف هذا الروبوت تقديم خدمة ذاتية دون أي تلامس بشري”.
وتابع اللقماني “العدد الموجود الآن تقريبا 20 روبوتا” لخدمة الزوار والحجاج، موضحا أن العدد يمكن أن يرتفع إذا ما دعت الحاجة.
وأشاد عدد من السعوديين والمقيمين بما شاهدوه، مشيرين إلى أن تطور الخدمات يسهم في بث الطمأنينة في نفوس الحجاج وقد يساعد في الآن ذاته على تجنب الإصابة بالفايروس قدر المستطاع.

زوار مكة المكرمة وجدوا في خدمة الروبوت فرصة لإضفاء بعض البهجة على حياتهم
ووجد الكثيرون في خدمة الروبوت فرصة لإضفاء بعض البهجة على حياتهم اليومية، إذ راق لهم مشهد العربة الذكية وهي تتوقف من حين إلى آخر لتزويدهم بالماء قبل أن تواصل مسيرها، وهو مشهد غير مألوف لكنه يوفر فضاء آمنا للمتخوفين من خطر الإصابة بعدوى فايروس كورونا.
ولا تعد استعانة السعودية بالتكنولوجيا الحديثة في إدارة موسم الحج أمرا جديدا، فقد قامت منذ نحو ثلاث سنوات بتوزيع أساور إلكترونية على الحجاج للمساعدة في إدارة تدفقات الناس بين المواقع، واليوم تسعى من خلال رقمنة خدماتها إلى الحدّ من تفشي الوباء.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن التقنية الحديثة باتت تسخر لخدمة البشرية خصوصا في ظل تفشي جائحة كورونا، والتي ستحافظ على سلامة قاصدي الحرمين الشريفين.
وشدد السديس على ضرورة تعقيم عبوات مياه زمزم قبل عملية التوزيع لمنع تفشي فايروس كورونا داخل المسجد الحرام وساحاته.
وكانت وكالة الشؤون الفنية والخدمية ممثلة في إدارة سقيا زمزم خصصت خلال شهر رمضان الماضي خمس عشرة عربة سقاية متحركة لتوزيع ماء زمزم في صحن المطاف والمسارات المخصصة للطواف، بسعة إجمالية مئة عبوة للعربة الواحدة يتم تعقيمها بشكل مستمر كإجراء احترازي.
وستقتصر هذه الفريضة بعد أن رفعت السلطات السعودية الحدّ الأقصى للحجاج من عشرة آلاف في العام 2020 إلى 60 ألفا هذا العام، على الملقّحين فقط.
وأعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنها استكملت استعداداتها كافة لاستقبال الحجاج لهذا العام مع التقيد بالبروتوكولات الصحية والتدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية المعمول بها في الحرمين الشريفين.
ويشار إلى أن السعودية استقبلت في العام 2019 ما لا يقل عن 2.5 مليون حاج من مختلف دول العالم في تجمّع ديني هو الأكبر في العالم، فقد كانت قبل أن تفرض الجائحة التباعد الاجتماعي عالميا، تستقبل الملايين من المسلمين يقصدونها لأداء مناسك الحج والعمرة في مكة والمدينة، مما كان يدرّ على المملكة حوالي 12 مليار دولار سنويا وفقا للبيانات الرسمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق