يأتي عيد النوروز الذي يحتفل به الأكراد في ظرفية جد خاصة هذا العام، فمن جهة هناك جائحة كورونا التي ضربت العالم وأدت إلى منع الاحتفالات، ومن جهة ثانية هناك الحملة الشرسة التي تقودها الحكومة التركية ضد حزب مؤيد للأكراد.
تجمع عشرات آلاف الأشخاص الأحد (21 مارس/آذار 2021) في ديار بكر، وهي مدينة كبيرة في جنوب شرق تركيا، للاحتفال بالعام الكردي الجديد والتنديد بحملة القمع التي تمارسها السلطة ضد حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد المهدد بالحظر.
وللاحتفال بالسنة الجديدة أو عيد "نوروز"، قفز المشاركون فوق النيران وأدوا رقصات تقليدية على وقع أصوات قرع الطبول، وفقا لصحافيين من وكالة فرانس برس.
لكن هذه الاحتفالات المعتادة اقترنت هذه السنة باحتجاجات، بعد أيام من قرار السلطات التركية حظر حزب الشعوب الديموقراطي، الحزب السياسي الرئيسي المؤيد للأكراد في البلاد.
وقبل ساعات من الاحتفالات، اعتقلت السلطات التركية لفترة وجيزة المسؤول البارز في حزب الشعوب الديموقراطي فاروق غيرغيرلي أوغلو في أنقرة الذي جرد من مقعده النيابي يوم الأربعاء.
وهتفت الحشود في ديار بكر "حزب الشعوب الديموقراطي هو الشعب والشعب هنا!" ملوحين بأعلام هذا الحزب. وقال يوسف جليك، أحد المشاركين في الاحتجاج لوكالة فرانس برس إذا تم حظرهذا الحزب "سيحل مكانه حزب آخر. لن يغير ذلك أي شيء. الأكراد، لديهم شرف، وسيدعمون هذه القضية حتى الموت".
وأضاف متظاهر آخر اسمه مرسيل بكير "يريد حزب منع حزب آخر من أجل البقاء في السلطة. هذا ليس أخلاقيا ولا إنسانيا. لا ينبغي لأحد أن يقبل بهذا الأمر".
أكراد تركيا في ديار بكر يحتفلون بعيد النوروز ويحتجون ضد سعي أنقرة لحظر حزب الشعوب الديمقراطي
وكانت حملة القمع الممارسة على حزب الشعوب الديموقراطي أيضا في قلب احتفالات نوروز التي أقيمت في اسطنبول يوم أمس السبت.
وقالت برفين بولدان الرئيسة المشاركة للحزب في تجمع اسطنبول إن "هذه الجهود لحظر (حزب الشعوب الديموقراطي) دليل على انتهاء الحكومة وأنها على وشك الانهيار".
ويؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حزب الشعوب الديموقراطي، ثالث أكبر حزب في تركيا، هو "الواجهة السياسية" لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد دموية ضد أنقرة وتصنفه دول عدة على أنه "إرهابي".
لكن حزب الشعوب الديموقراطي يرفض تلك المزاعم ويقول إن الحكومة تسعى لجعله يدفع ثمن معارضته الشرسة وإطاحته قبل الانتخابات العامة المقبلة المقررة في العام 2023.
كورونا تضرب احتفالات العراق
وكان أكراد عراقيون يحملون المشاعل قد تجمعوا على قمة جبل عقرة يوم أمس السبت (20 مارس/آذار) للاحتفال بعيد النوروز. وأُطلقت الألعاب النارية في سماء المنطقة استكمالا للاحتفال.
وقال عبد العزيز رمضان أحد المحتفلين بالمناسبة لرويترز إن هذا اليوم يمثل بداية فصل الربيع ورأس السنة الفارسية وهو يوم عيد مهم في الثقافة الكردية إذ يرمز للحرية وإنهاء الاستعباد.
ويضيف "عيد النوروز هو عيد قومي وتاريخي بالنسبة للكرد فهو رمز الحرية بدءا بقصة (القائد الكردي) كاوا الحداد الذي قام بمحاربة الملك الظالم وإحلال الحرية على شعبه".
والنوروز عيد مهم يحتفل به الملايين في مختلف أرجاء العالم من تركيا والعراق إلى أجزاء من جنوب ووسط آسيا.
وتجمع عدد أقل من الناس على قمة الجبل هذا العام بالمقارنة بالأعوام السابقة. ويقول رمضان إن إجراءات العزل العام التي تتخذها السلطات في منطقة كردستان العراق المتمتعة بشبه حكم ذاتي أدت إلى انخفاض العدد هذا العام.
ويتابع "بالتأكيد الأعداد قليلة وذلك بسبب الإجراءات التي قام بها إقليم كردستان بالطبع هناك مخاوف الأعداد قليلة والناس الذين خرجوا هنا كلهم يحملون أقنعة ويحرصون على أنفسهم قدر الإمكان".
إ.ع/خ.س (أ ف ب، رويترز)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق