وقعت الصين 205 وثائق تعاون بشأن بناء الحزام والطريق مع 171 دولة ومنطقة عالمية. كشفت عن ذلك وزارة التجارة الصينية حديثا، مشيرة إلى أن الصين تحقق إنجازا جديدا في بناء الحزام والطريق مع الدول المتعلقة وسط اجتياح وباء كوفيد-19.
وحسب الأرقام الواردة من الوزارة، فإن قيمة التجارة بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق بلغت 1.35 تريليون دولار أميركي في عام 2020، بزيادة 0.7% على أساس سنوي، حيث شكلت 29.1% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية الصينية.
في الوقت نفسه، سار ما يزيد على 12 ألف قطار على خطوط السكك الحديدية بين الصين وأوروبا في العام الماضي، بزيادة 50% على أساس سنوي، حيث حملت شحنات إلى 92 مدينة في 21 دولة، بزيادة 37 مدينة عن نهاية عام 2019.
وشهدت الصين تطورا في التعاون الاستثماري مع الدول الواقعة على طول الحزام والطريق، حيث بلغت استثماراتها المباشرة غير المالية إلى هذه الدول 17.79 مليار دولار أميركي في عام 2020، بزيادة 18.3% على أساس سنوي. وشكلت هذه الاستثمارات 16.2% من الإجمالي الصيني. كما حققت أعمال مشروعات مقاولة بقيمة 91.12 مليار دولار أميركي، مشكلة 58.4% من إجمالي مشروعات المقاولة خارج الصين.
إضافة إلى ذلك، تتطلع شركات دول الحزام والطريق إلى النمو في الصين، حيث أنشأت 4294 مؤسسة لها في الصين، بقيمة استثمارات تبلغ 8.27 مليارات دولار أميركي.
جدير بالذكر
أن الدول العربية شاركت بشكل جدي في بناء مبادرة الحزام والطريق، ولاسيما لمواجهة الأزمة الناجمة عن ڤيروس كورونا الجديد في عام 2020، فلم يزود بعضهما البعض بالمساعدات والمعلومات في وقت مناسب فحسب، بل أجرى الجانبان تعاونا وثيقا في مجال تطوير اللقاحات ضد الوباء أيضا، حيث بدأت دول عديدة مثل مصر والمغرب والإمارات العربية في تلقيح مواطنيها باللقاحات الصينية.
منطقة شينجيانغ تشهد نمواً اقتصادياً وسط استمرار الاستقرار على الرغم من تأثير وباء «كوفيد-19»
سجلت منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين نموا اقتصاديا أفضل من المتوقع في عام 2020 على الرغم من تأثير كوفيد-19. ومع استمرار الاستقرار على مر السنين، تعزز شعور السكان المحليين بالرضا والسعادة وأصبح سكان الريف من بين أكبر المستفيدين.
وتوسع اقتصاد شينجيانغ بنسبة 3.4% على أساس سنوي في عام 2020، بزيادة 1.1 نقطة مئوية عن نمو إجمالي الناتج المحلي للبلاد، وفقا لتقرير عمل الحكومة المحلية المقدم إلى الدورة السنوية للهيئة التشريعية المحلية التي افتتحت يوم 1 فبراير الماضي.
وتزامن التوسع الاقتصادي مع مدة من الاستقرار المحسن والمستدام في المنطقة.
وقال شوهرات زاكير، رئيس حكومة المنطقة، في أثناء تسليمه تقرير العمل، إن شينجيانغ «غيرت تماما الوضع الماضي الذي اتسم بالأنشطة الإرهابية العنيفة المتكررة، مع عدم وقوع حوادث إرهابية في جميع أنحاء المنطقة خلال أكثر من أربع سنوات ماضية».
وأضاف زاكير «لقد ازداد شعور الناس من جميع المجموعات العرقية بالرضا والسعادة والأمن بشكل ملحوظ».

وذكر أن شينجيانغ ستظل ملتزمة بمحاربة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار بإجراءات فعالة قائمة على القانون.
وقضت المنطقة على الفقر المدقع، حيث تم انتشال نحو 3.06 ملايين من سكان الريف من الفقر خلال السنوات الخمس الماضية، ما يعد إنجازا تاريخيا.
وشهدت شينجيانغ ثلاث جولات من تفشي وباء كوفيد-19 خلال العام الماضي، ما أثر على أداء إحدى القواعد الزراعية الرئيسية في الصين.
ويعد القطاع الثانوي، بما في ذلك التصنيع والبناء، المساهم الرئيسي في النمو، حيث نما الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 16.2% على أساس سنوي.
وسجلت المنطقة نموا قويا بفضل محركات اقتصادية جديدة، مع تسجيل نمو سنوي بنسبة 27.6% في مبيعات التجزئة عبر الإنترنت وزيادة بنسبة 25% على أساس سنوي في القيمة المضافة للتصنيع عالي التكنولوجيا.
وبلغ نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف لسكان الريف 14056 يوانا (نحو 2171 دولارا أميركيا) بزيادة 7.1%، ما يعد من نتائج حملة مكافحة الفقر في المنطقة. وتم تسجيل زيادة 8.3% سنويا في المتوسط على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث وجد عدد متزايد من القوى العاملة الفائضة في المناطق الريفية وظائفهم المستقرة.
وفي إطار متابعة التنمية عالية الجودة، تهدف شينجيانغ إلى الحفاظ على متوسط معدل نموها الاقتصادي السنوي عند 6% أو أعلى في الفترة بين عامي 2021 و2025، مدفوعا بمحركات رئيسة مثل القطاع كثيف العمالة والصناعات الناشئة والسياحة، وفقا للحكومة.
وذكر التقرير أنه بهدف تطوير نفسها كمنطقة أساسية في الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، ستوسع المنطقة أيضا الانفتاح وتقوية التبادلات والتعاون مع الدول المجاورة.
وتشتهر شينجيانغ بجمالها الطبيعي الرائع وتجذب مئات الملايين من السياح من داخل الصين وخارجها كل عام، حيث استقبلت المنطقة أكثر من 158 مليون سائح في عام 2020، وتتوقع حكومة المنطقة أن تستقبل أكثر من 200 مليون هذا العام و400 مليون بحلول عام 2025.
وقال آن بينغ، وهو مشرّع محلي وصاحب مطعم من طابقين في توربان، أحد أشهر الوجهات السياحية في شينجيانغ: «لقد شهدنا ازدهارا سياحيا خلال السنوات الأخيرة، حيث يجد المزيد من الناس في شينجيانغ مكانا آمنا وجميلا».
وقال إن «أمنيتي الرئيسة هذا العام هي أن ينتهي وباء كوفيد-19. وأعتقد أن أعمالنا ستتحسن لتحقق الازدهار السابق بمجرد انتعاش سوق السياحة».

منطقة نينغشيا توسع «دائرة الأصدقاء» بفضل استضافة معرض الصين والدول العربية
قالت شيان هوي، رئيسة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، «إن نينغشيا قد أقامت علاقات ودية مع 138 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم من خلال تعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية، حيث توسعت «دائرة الأصدقاء» للمنطقة بشكل ملحوظ بعد استضافة معرض الصين والدول العربية، الذي أصبح منصة مهمة للبناء المشترك لـ «الحزام والطريق».
وأدلت شيان بهذه التصريحات خلال الدورة السنوية الجارية لمجلس نواب الشعب المحلي بالمنطقة، قائلة إن نينغشيا واصلت تسريع خطواتها في تعميق الإصلاح والانفتاح خلال عام 2020، من أجل زيادة حيويتها الاقتصادية، حيث جذبت 159.9 مليار يوان (نحو 24.7 مليار دولار أميركي) من الاستثمارات الفعلية خلال العام الماضي، بزيادة 11.3% على أساس سنوي.
ومن المقرر أن تستضيف مدينة ينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا، الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية خلال العام الحالي.
بدورها، قالت شيان إن نينغشيا ستسعى الى التواصل حول المزيد من المشروعات الموقع عليها وتحقيق المزيد من نتائج التعاون بين الجانبين خلال المعرض.

جدير بالذكر أن معرض الصين والدول العربية يعد معرضا دوليا متكاملا على المستوى الوطني يعقد كل سنتين برعاية مشتركة من وزارة التجارة الصينية ومجلس الصين لتعزيز التجارة الدولية وحكومة منطقة نينغشيا.
واستضافت نينغشيا ثلاث دورات من المنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية، وأربع دورات من معرض الصين والدول العربية منذ عام 2010، ما أدى الى دور إيجابي في تعزيز التبادلات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية بين الطرفين.
واكتسب المعرض مغزى عصريا ورسالة تاريخية مهمة في ظل مبادرة «الحزام والطريق»، بعد إدراجه إلى قائمة المنصات المهمة في إطار «الحزام والطريق» من قبل مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) في مارس 2015، تماشيا مع منتدى بوآو الآسيوي ومعرض الصين والآسيان وغيرهما.
وكانت منطقة نينغشيا حلقة وصل مهمة على طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتميز المنطقة بكونها ذاتية الحكم الوحيدة لقومية هوي ذات الأغلبية المسلمة على مستوى المقاطعات، ما يؤهلها بميزات فريدة لإجراء تبادلات وتعاون مع الدول العربية.

وزير التجارة الصيني يشدد على توسيع الاستهلاك وتعزيز الانفتاح
قال وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا مؤخرا، إن الصين ستطلق العنان لإمكاناتها الاستهلاكية لتعزيز سوق محلية قوية، تماشيا مع رفع الانفتاح إلى مستوى أعلى.
ومن أجل توسيع الطلب المحلي، ستواصل الصين ترقية الاستهلاك التقليدي، مع تدابير مصممة لتعزيز استهلاك الخدمات وضمان وصول المزيد من المناطق الريفية إلى التجارة الإلكترونية، حسبما قال الوزير.
وقال وانغ إن الصين ستخلق المزيد من نماذج الاستهلاك الجديدة، وسط جهود لرقمنة الأعمال التجارية التقليدية وتشجيع استخدام تقنيات مثل الجيل الخامس وإنترنت الأشياء.
وبينما يتم تحسين السوق الاستهلاكية من خلال تسهيل التداول التجاري وخلق بيئة سوق أفضل، ستقوم الصين بتحويل سلسلة من المدن إلى مراكز استهلاك دولية، وبناء دوائر حياة مجتمعية وإدخال المزيد من المتاجر الصغيرة في الأحياء.
في غضون ذلك، حث وزير التجارة على بذل مزيد من الجهود لتحقيق استقرار التجارة الخارجية والاستثمار وسط الظروف المعقدة في عام 2021.
وقال وانغ إن الصين ستنشئ المزيد من مناطق العرض لترويج الواردات، وتعزيز ابتكار تجارة الخدمات في المناطق التجريبية، وتشكيل فرقة عمل لتسهيل التجارة مع البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق.
وقال وانغ إن البلاد ستواصل تعزيز الانفتاح على نطاق أوسع وتسهيل قواعد الوصول إلى السوق، داعيا إلى تنفيذ القائمة السلبية الجديدة للاستثمار الأجنبي والمزيد من المجالات التجريبية لفتح صناعة الخدمات.
من ناحية أخرى، قال وانغ إن الصين ستفعل دور الابتكار المؤسسي في دفع عجلة إنشاء مناطق التجارة الحرة وموانئ التجارة الحرة.
وستدفع الصين الانفتاح رفيع المستوى من خلال اتخاذ تدابير مثل تقديم قائمة سلبية لتجارة الخدمات عبر الحدود في المناطق التجارية الحرة، والانفتاح على نطاق أوسع في مجالات مثل الاقتصاد الرقمي ودعم المناطق التجارية الحرة لتطوير الصناعات ذات المزايا الواضحة.
ومن أجل توسيع «دائرة الأصدقاء» في جميع أنحاء العالم، ستكثف الصين جهودها لتوسيع شبكة منطقة التجارة الحرة في جميع أنحاء العالم من خلال التفاوض على اتفاقيات التجارة الحرة وتوقيعها مع المزيد من الشركاء التجاريين.
وتظهر البيانات الرسمية أن الصين قد وقعت اتفاقيات التجارة الحرة مع 26 دولة ومنطقة، بما شكلت التجارة الصينية مع هؤلاء الشركاء 35% من إجمالي التجارة الخارجية للصين.
قد حققت الصين إنجازات ملحوظة في تعزيز التجارة متعددة الأطراف خلال عام 2020، من خلال التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة واختتام المفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال وانغ إن الصين ستعزز الجهود لضمان تفعيل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة وتنفيذها في أقرب وقت ممكن، مع تسهيل مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين واليابان وجمهورية كوريا، والنظر بشكل فعال في الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ.
وأضاف وانغ أنه سيتم بذل الجهود أيضا لزيادة نسبة تجارة السلع التي تتمتع بتعريفات جمركية صفرية، وتوسيع الوصول إلى الأسواق لتجارة الخدمات والاستثمار، وضمان استفادة الشركات بشكل أكبر من اتفاقيات التجارة الحرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق