يساري ناقد لليسار ويهودي مدافع عن فلسطين..
المناضل التونسي جيلبار النقاش والأدب على أوراق التبغ
عبد المجيد دقنيش - باريس
29/12/2020
في باريس يوم السبت 26 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن عمر ناهز 81 عاما، رحل المفكر التونسي المناضل اليساري جيلبار النقاش الذي كتب أغنيته في حب تونس على ورق التبغ وراء القضبان والزنزانات، المثقف العضوي الذي سجن السجن في كلمات "الكريستال"، ودوّن أسطورته ورفاقه في غرفة "الديسات" 17 متجاوزًا التصنيفات والتقسيمات.
ولد أيقونة النضال التونسي في 15 يناير/كانون الثاني 1939 بالعاصمة التونسية، في أوج الفصل الاستعماري، وبداية نضج الحركة الوطنية.
بدأ مسيرته النضالية منذ كان طالبا في الجامعة ثم تعمقت هذه التجربة بتأسيسه مع مجموعة من الطلبة التونسيين، من تيارات فكرية وقومية وماركسية متنوعة، في فرنسا سنة 1963، "تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي في تونس" المعروف بحركة آفاق "برسبكتيف" نسبة إلى المجلة التي كان يصدرها هذا التنظيم.
وقد نشأت هذه الحركة في ظروف موسومة بالانغلاق السياسي الحاد، خاصة بعد قرار حظر الحزب الشيوعي التونسي، وبعد تصاعد ملاحقة التيار اليوسفي، نسبة إلى مؤسسه وزعيمه صالح بن يوسف الذي اغتيل في فرانكفورت صيف 1961.
العودة إلى تونس
بعد أن أنهى دراساته العليا في المعهد الوطني الفلاحي بباريس، عاد جيلبار النقاش إلى تونس، وتزامنت عودته مع قرار نقل نشاط "حركة آفاق" من باريس إلى تونس سنة 1964، التي سرعان ما أصبحت أنشط حركة معارضة للرئيس بورقيبة.
وفي يونيو/حزيران 1967 شاركت الحركة في المظاهرات التي شهدتها تونس العاصمة بعد اندلاع حرب الأيام الستة تنديدا بالموقف المتخاذل للنظام التونسي آنذاك، وقُبض خلالها على عدد من مناضليها.
وكان جيلبار طرفا فاعلا وقائدا لهذه التحركات والمظاهرات، وكان ممن اعتقلوا سنة 1968 وحوكموا بتهمة الانتماء إلى "حركة برسبكتيف" ونالوا أحكاما قاسية بنظر الجميع، فحكم عليه بشدة سنة 1968 بالسجن 14 عاما بسبب نشاطاته السياسية، وتعرض لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، قبل أن يطلق سراحه بعد 10 سنوات، ولكنه بقي تحت الإقامة الجبرية وخضع للمراقبة الإدارية.
وفي عهد بن علي لاحقته التضييقات والمراقبة نتيجة كتاباته اللاذعة وآرائه الناقدة ونشاطه المعارض، فدفع دفعا إلى المنفى بفرنسا وبقي عقودا في منفاه، ولم يعد إلى تونس إلا عام 2011 إبان الثورة التونسية.
ولد أيقونة النضال التونسي في 15 يناير/كانون الثاني 1939 بالعاصمة التونسية، في أوج الفصل الاستعماري، وبداية نضج الحركة الوطنية.
بدأ مسيرته النضالية منذ كان طالبا في الجامعة ثم تعمقت هذه التجربة بتأسيسه مع مجموعة من الطلبة التونسيين، من تيارات فكرية وقومية وماركسية متنوعة، في فرنسا سنة 1963، "تجمع الدراسات والعمل الاشتراكي في تونس" المعروف بحركة آفاق "برسبكتيف" نسبة إلى المجلة التي كان يصدرها هذا التنظيم.
وقد نشأت هذه الحركة في ظروف موسومة بالانغلاق السياسي الحاد، خاصة بعد قرار حظر الحزب الشيوعي التونسي، وبعد تصاعد ملاحقة التيار اليوسفي، نسبة إلى مؤسسه وزعيمه صالح بن يوسف الذي اغتيل في فرانكفورت صيف 1961.
العودة إلى تونس
بعد أن أنهى دراساته العليا في المعهد الوطني الفلاحي بباريس، عاد جيلبار النقاش إلى تونس، وتزامنت عودته مع قرار نقل نشاط "حركة آفاق" من باريس إلى تونس سنة 1964، التي سرعان ما أصبحت أنشط حركة معارضة للرئيس بورقيبة.
وفي يونيو/حزيران 1967 شاركت الحركة في المظاهرات التي شهدتها تونس العاصمة بعد اندلاع حرب الأيام الستة تنديدا بالموقف المتخاذل للنظام التونسي آنذاك، وقُبض خلالها على عدد من مناضليها.
وكان جيلبار طرفا فاعلا وقائدا لهذه التحركات والمظاهرات، وكان ممن اعتقلوا سنة 1968 وحوكموا بتهمة الانتماء إلى "حركة برسبكتيف" ونالوا أحكاما قاسية بنظر الجميع، فحكم عليه بشدة سنة 1968 بالسجن 14 عاما بسبب نشاطاته السياسية، وتعرض لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، قبل أن يطلق سراحه بعد 10 سنوات، ولكنه بقي تحت الإقامة الجبرية وخضع للمراقبة الإدارية.
وفي عهد بن علي لاحقته التضييقات والمراقبة نتيجة كتاباته اللاذعة وآرائه الناقدة ونشاطه المعارض، فدفع دفعا إلى المنفى بفرنسا وبقي عقودا في منفاه، ولم يعد إلى تونس إلا عام 2011 إبان الثورة التونسية.
يهودي منتصر للقضية الفلسطينية
رغم ولادة جوزيف جيلبار النقّاش في عائلة يهودية تونسية، ورغم انتمائه وأصوله اليهودية هذه، فقد كان من أشد المعادين للحركة الصهيونية، ومن أكبر مناصري القضية الفلسطينية في مواقفه وكتاباته وآرائه.
وكان النقّاش في كل مناسبة تتاح له يندّد بالممارسات العنصرية اللاإنسانية الإسرائيلية، لأنه يعادي الحركة الصهيونية باعتبارها حركة استعمارية عنصرية، وهو ما ترجمه في موقفه الراديكالي من اتفاقية أوسلو ومن كل الاتفاقيات والمعاهدات اللاحقة التي تحاول القفز على الحقوق الفلسطينية المشروعة وتضليل الرأي العام العربي والدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق