لا شك ان المزارعين قد نقلوا التكنولوجيا بجهودهم الذاتية، وحيث ان الزراعة أحد أهم الأنشطة الاقتصادية وانتقلت الى افاق أرحب بتطبيق الأدوات التكنولوجية الحديثة في عمليات التهيئة والنمو والإنتاج النباتي والحيواني.. في تحضير التربة والحصاد.. وزاد الإنتاج الزراعي بكافة انواعه، وتعامل المزارع مع الظروف الجوية واللجوء الى التقنيات التي تساهم في الإنتاج الزراعي. ولا شك أن أهمية التكنولوجيا الزراعية واضحة.. فهي تنعكس بشكل أساس بزيادة الإنتاجية والتقليل من استهلاك الماء والاسمدة والمبيدات الزراعية والحفاظ على البيئة وسلامة العاملين وتقدم موثوقية أفضل ضمن المعلومات المناسبة.
يوجد بالجامعات الأردنية كليات للزراعة.. وهي حاضنات مهمة ولها دورها في التنمية الزراعية، وأيضا يوجد محطات بمساحات واسعة في المملكة.
الان: هذه بيئات علمية إنتاجية، فلماذا لا تستثمر في التخطيط الزراعي.. وهنا يبرز دور تلك الكليات وتلك المحطات وبالذات في الوقت الراهن نحو بوصلة الوطن. فقد تحولت الأنظار على مر السنوات السابقة الى تبني شعارات استهلاكية.. وعلى أهمية ووجاهة التكنولوجيا في كافة القطاعات الا ان نصيب الاهتمام بالقطاع الزراعي قد تراجع لنكتشف الان اننا في ورطة من الاحلام التي خدعتنا.. واذ هو العودة للقطاع الأساس وهو الزراعة.
ينظر الى القطاع الزراعي على انه أهم مقومات الحياة وتكفل العملية الزراعية أدوارا هامة ويرتكز عليه قطاعات أخرى، وهناك مجموعة من الاستخدامات التي توفرها الزراعة من الغذاء والمسكن والملبس وتوفير ارتباطات من الصناعات وتشغيل الايدي العاملة.
لن اذكر تجارب دول متقدمة عن التشكيل العلمي للجامعات ومساهمتها في القطاع الزراعي ففي سوريا اوجدت الجامعات تعزيزا لمسيرتها في الزراعات الاسرية المنزلية بالتشبيك بين كليات والمراكز البحثية المحطات الزراعية والعمل الاسري الزراعي من خلال البيئة التمكينيةلأجراء التغيرات التحويلية في كيفية زراعة الأنواع المختلفة من الأنشطة الزراعية وذلك من خلال تطبيق الأبحاث العلمية الإنتاجية المتصلة بالزراعة والتي تخدم الاقتصاد الوطني والحد من البطالة وإيجاد فرص عمل جديدة ضمن خطط واستراتيجيات محددة...ولذا وجدنا سوريا مكتفية ذاتيا...
لكن في الجامعات الأردنية:
نحتاج الى مساهمتها العلمية ضمن مسؤوليتها الوطنية ..والكف عن اللامبالاة في رفد الزراعة في الأردن بمساهمتها ودورها ،وان تتحول المحطات الزراعية لأنشطة فعالة ..ومؤسف ومحبط إدارة الظهر من الجامعات التي تمتلك مساحات شاسعة وهي لا تنتج شيئا ..انها دفن النعامة التي تدفن رأسها في الرمل...انها التقصير من عدم فعالية وفاعلية وكفاءة المحطات الزراعية بممارسة دورها الوطني...وهنا فإن مزرعة الجامعة الأردنية مثال نوعا ما في بناء شراكة مع المجتمع المحلي وهي تفتح أبوابها في الاغوار للمزارعين للاستفادة من تجاربها ..اضافة الى انها تكرس العملية الإنتاجية الاستثمارية ..فقد نجحت الجامعة الأردنية نوعا ما في تأصيل دورها والتشابك الإيجابي مع المزارعين...ولماذا لم نسمع من الإدارات الجامعية اهتماما فيما يتعلق بالقطاع الزراعي...ولماذا لم نجد رؤية ووثيقة علمية في التخطيط الزراعي من قبل الجامعات ..وايضا اين دور مجلس التعليم العالي الذي يشرع لتخصصات لا تلبي حاجة السوق ..وهو المجلس المسؤول ضمن أهدافه الوطنية؟ أسئلة أخرى ستكون في ايدي اللجنة الزراعية النيابية...
مطلوب:
مساءلة الجامعات التي تمتلك محطات المعرفة الزراعية وفتح ملفها.. فلا يعقل ان تلك المساحات خالية من الاهتمام بالشأن الزراعي او تقديم خبرات للمزارعين. اين مخرجات تلك المحطات وأين العائد من الاستثمار فيها.. وماذا تنتج، وكم التكاليف، وماذا عن المشاريع البحثية المدعومة في الزراعة...ومحاسبة أي إدارة جامعية عن تقصيرها في هذا.. ماذا عن عدد الكليات التقنية وماذا عن دورها وماذا عن العاطلين عن العمل في التعليم التقني؟ انما الحاجة لكليات التقنية المعرفة الزراعية ...ولا نطلب تجارب دول أخرى بقدر ما نستفيد من التجربة في سوريا الشقيقة والتي يعرف المزارع الأردني نجاح التنمية الزراعية فيها بغض النظر عن المجريات السياسية الراهنة فيها.
هذا الملف يتطلب من وزير التعليم العالي البدء لنقاش واسع.. والذهاب لتشاركية أيضا مع وزارة الزراعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق