بيروت- الحياة الجديدة- هلا سلامة- هو الفيروس كورونا الذي فرق الأحبة في "دار الشيخوخة النشطة " في مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في لبنان..هنا كان المسنون يلتقون على فنجان القهوة الصباحي، يتناولون الغداء سويا، يتحادثون، يشكون همومهم لبعضهم، فتبدو الحياة أسهل في شتات شهد على كل مراحل العمر.
تسمعنا الحاجة مريم النابلسي وهي تتجول وحدها في أحد ممرات المخيم لدى سؤالنا عن مكان دار الشيخوخة فتدخل على الخط مباشرة وبكل عفوية وسرور طالبة منا مرافقتها من أجل أن ترشدنا إليه، تخبرنا أنها من المسنين المنضمين إلى الدار ولكنها لا تلتقي رفاقها بسبب كورونا منذ وقت طويل، لا تخفي مريم تأثرها بما يحصل، فتردد: "لا أصدق متى ينتهي كل ذلك لنعود .. صعبة العيشة هيك".
إلى الدار ولدى وصولنا، تتسلل الحاجة عمشة سليمان فيستقبلها فريق العمل كونها وحدها، الأمر الذي لا يشكل خطرا عليها، المرأة الثمانينية من بلدة صفورية الفلسطينية توفي زوجها قبل ثلاثين عاما وليس لها أولاد ولا أقارب يعيشون معها، وهي تبدو الهاربة من وحدتها تأخذ قسطا من الراحة وتقول: هنا أشعر بالحرية ونفسي تكون مطمئنة، كنت أصل قبل كل رفاقي إلى الدار وكنت آخر من يغادرها، ليت كل شيء يعود كما كان.. لقد اشتقت لهم.
"دار الشيخوخة النشطة" بمراكزها الثلاثة الموزعة على مخيمات برج البراجنة (60 مسنا) ونهر البارد (72 مسنا) وشاتيلا (55 مسنا)، تقول مديرته في لبنان سحر سرحان لـ "الحياة الجديدة" إن كورونا ولو أدى ألى وقف استقبال المسنين فيه، لكن الخدمات مستمرة وأكثر مما كانت عليه، إذ حتم علينا الوضع الراهن ابتكار برامج وآليات جديدة للتواصل معهم.
حسب سرحان كانت الدار تستقبل المسنين من الساعة الثامنة صباحا حتى الثالثة والنصف عصرا في كل أيام الأسبوع ما عدا يوم الأحد. المسنون يعتبرونها بيتهم الثاني، البعض يعاني من القلق في الليل والبعض من الأمراض والضغوطات النفسية، فينتظرون بفارغ الصبر طلوع الضوء حتى يلتقوا هنا، يتولون عزيمة بعضهم على فترة فنجان القهوة التي تمتد من الثامنة حتى التاسعة صباحا، يفرغون بها كل هموم حياتهم فيعمل فريق العمل على الاستماع إليهم وإيجاد الحلول لمشاكلهم.
تضيف سحر: يقلق المسن لأي أمر كما لو احتاج إلى الدواء أو مرض أحد من أقاربه أو أحفاده أو انقطعت خدمة المياه أو الكهرباء في منزله مثلا، وهذا أمر طبيعي، فنعمل على التخفيف عنه بشتى الوسائل.
من الساعة العاشرة والنصف حتى الثانية عشرة والنصف وقبل كورونا كان كل المسنين يبدأون بالتوافد إلى الدار حيث تقام لهم النشاطات الذهنية والحركية والترفيهية، بالإضافة إلى الرحلة الشهرية والاحتفالات والمناسبات التي يتم إحياؤها داخل الدار وخارجها، وتلبية دعوات لحضور المسرحيات والأفلام.
تتحدث سحر عن برامج عديدة منها تقديم إفطار رمضان وإحياء العرس الفلسطيني، إذ تقوم الدار بتمويل حفلة العرس على أن يقوم المسنون بإحيائها بالعادات والتقاليد الفلسطينية ومنها ارتداء اللباس التراثي وإطلاق الزغاريد للعرسان..بالإضافة إلى إرسال البعض ممن تسمح ظروفه الصحية للقيام بمناسك الحج والعمرة.
في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، الغداء يجمع المسنين داخل الدار، يراعي فريق العمل أذواقهم في الطعام وحاجاتهم الصحية حتى أن برنامج الطعام الشهري يكون من اختيارهم. بعضهم يعاني العجز وقلة الحركة فترسل وجبتهم إلى المنزل كما يتم إشراكهم بالاحتفالات في الأعياد (عيد الأم، يوم الجد والجدة، الفطر، الأضحى...) حيث يذهب فريق العمل إلى بيت المسن ويعايدونه وكأنه موجود معهم.
تضيف سحر: هناك حالات من المسنين تعاني ظروفا قاسية جدا تتبناها دار الشيخوخة من حيث تأمين البيت والفرش والمصروف وتقديم كل وجبات الطعام وتأمين الأدوية وغيرها.
ويوجد أيضا بعض المسنين من خارج الدار الذين يشاركون دار الشيخوخة أحيانا في كثير من النشاطات من دون أن يسجلوا فيها، هؤلاء لديهم عائلة لا تحل الدار مكانها خوفا من أي شرخ قد يحصل على هذا الصعيد.
وتتابع سحر عن فترة ما بعد كورونا والمسؤوليات التي تضاعفت فتوضح أنه بسبب التخوف على المسنين، بات هؤلاء يشعرون بالتعب وأنهم مهمشون وكأنهم وحدهم المقصودون من الجائحة، الأمر الذي جعلنا نعمل على الشق النفسي عندهم، تواصلنا معهم عن طريق الـ "أونلاين" عبر هواتفهم أو هواتف مقربين منهم، قمنا عبر "واتساب " ببث البرامج التمريضية، الرياضية عن طريق عيادة العلاج الفيزيائي، إرشادات في التغذية عن طريق أخصائيين، استمررنا في تقديم دروس القراءة والكتابة والرسم.
يقوم المسنون بالوظائف المطلوبة منهم من المنازل، نحاورهم ونناقشهم في القصص التي نقرأها لهم ونجري الحوار حولها، نعرض أفلاما لهم من أجل الترفيه عن أنفسهم، وكل ذلك في سبيل تشغيل حواسهم الخمس وعدم إصابتهم بالخمول.
لقد باتت متابعة المسن ليلا ونهارا، قد يكون أحدهم متضايقا مرضيا أو نفسيا، فنعمل على التواصل معه في أي وقت من الأوقات حتى نطمئن عليه، قد نتناوب على السهر معه طول الليل وقد نضطر للذهاب إلى بيته في بعض الحالات.
أما بخصوص الطعام في زمن كورونا، فإن دار الشيخوخة ترسله إلى بيوتهم، ومن أجل تعزيز استقلالية المسن وراحته نفسيا تم تخصيص الوجبات له ولكل أفراد عائلته الذين يعيش معهم (إن لم يكن وحيدا).
تروي سحر عن دار الشيخوخة النشطة ( في مخيم نهر البارد) التي تمتلك أرضا ضمنها سميت "مشروع الأرض الخضراء" حيث تتم زراعة بعض أنواع الخضار والحبوب من أجل إمداد الدار وصنع المونة منها وبيع جزء منها يعود ريعه للدار، إذ يساهم المسنون بحصاد الأرض في محاولة لتفريغ طاقاتهم وضغوطاتهم.
بالإشارة إلى أن دار الشيخوخة النشطة هي جمعية اجتماعية إنسانية تمول من المؤسس لها ملك النمر والتبرعات المقدمة من فاعلي الخير. والجمعية تستدل على المسنين الذين تتوفر بهم شروط الانضمام إليها عبر التنسيق بينها وبين الروابط والجمعيات والمؤسسات والأندية وقسم الشؤون بالأونروا وعياداتها والهلال الأحمر الفلسطيني.
وتقدم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خدمات الفحوصات الطبية فيما تقدم الأونروا جزءا من الأدوية للمسنين، وإذا ما اضطر المسن لشراء دواء له تتولى الدار محاسبة الصيدلية.
أيضا، الإنسانية تعني "ألا تعيش من أجل نفسك فقط".
في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، الغداء يجمع المسنين داخل الدار، يراعي فريق العمل أذواقهم في الطعام وحاجاتهم الصحية حتى أن برنامج الطعام الشهري يكون من اختيارهم. بعضهم يعاني العجز وقلة الحركة فترسل وجبتهم إلى المنزل كما يتم إشراكهم بالاحتفالات في الأعياد (عيد الأم، يوم الجد والجدة، الفطر، الأضحى...) حيث يذهب فريق العمل إلى بيت المسن ويعايدونه وكأنه موجود معهم.
تضيف سحر: هناك حالات من المسنين تعاني ظروفا قاسية جدا تتبناها دار الشيخوخة من حيث تأمين البيت والفرش والمصروف وتقديم كل وجبات الطعام وتأمين الأدوية وغيرها.
ويوجد أيضا بعض المسنين من خارج الدار الذين يشاركون دار الشيخوخة أحيانا في كثير من النشاطات من دون أن يسجلوا فيها، هؤلاء لديهم عائلة لا تحل الدار مكانها خوفا من أي شرخ قد يحصل على هذا الصعيد.
وتتابع سحر عن فترة ما بعد كورونا والمسؤوليات التي تضاعفت فتوضح أنه بسبب التخوف على المسنين، بات هؤلاء يشعرون بالتعب وأنهم مهمشون وكأنهم وحدهم المقصودون من الجائحة، الأمر الذي جعلنا نعمل على الشق النفسي عندهم، تواصلنا معهم عن طريق الـ "أونلاين" عبر هواتفهم أو هواتف مقربين منهم، قمنا عبر "واتساب " ببث البرامج التمريضية، الرياضية عن طريق عيادة العلاج الفيزيائي، إرشادات في التغذية عن طريق أخصائيين، استمررنا في تقديم دروس القراءة والكتابة والرسم.
يقوم المسنون بالوظائف المطلوبة منهم من المنازل، نحاورهم ونناقشهم في القصص التي نقرأها لهم ونجري الحوار حولها، نعرض أفلاما لهم من أجل الترفيه عن أنفسهم، وكل ذلك في سبيل تشغيل حواسهم الخمس وعدم إصابتهم بالخمول.
لقد باتت متابعة المسن ليلا ونهارا، قد يكون أحدهم متضايقا مرضيا أو نفسيا، فنعمل على التواصل معه في أي وقت من الأوقات حتى نطمئن عليه، قد نتناوب على السهر معه طول الليل وقد نضطر للذهاب إلى بيته في بعض الحالات.
أما بخصوص الطعام في زمن كورونا، فإن دار الشيخوخة ترسله إلى بيوتهم، ومن أجل تعزيز استقلالية المسن وراحته نفسيا تم تخصيص الوجبات له ولكل أفراد عائلته الذين يعيش معهم (إن لم يكن وحيدا).
تروي سحر عن دار الشيخوخة النشطة ( في مخيم نهر البارد) التي تمتلك أرضا ضمنها سميت "مشروع الأرض الخضراء" حيث تتم زراعة بعض أنواع الخضار والحبوب من أجل إمداد الدار وصنع المونة منها وبيع جزء منها يعود ريعه للدار، إذ يساهم المسنون بحصاد الأرض في محاولة لتفريغ طاقاتهم وضغوطاتهم.
بالإشارة إلى أن دار الشيخوخة النشطة هي جمعية اجتماعية إنسانية تمول من المؤسس لها ملك النمر والتبرعات المقدمة من فاعلي الخير. والجمعية تستدل على المسنين الذين تتوفر بهم شروط الانضمام إليها عبر التنسيق بينها وبين الروابط والجمعيات والمؤسسات والأندية وقسم الشؤون بالأونروا وعياداتها والهلال الأحمر الفلسطيني.
وتقدم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خدمات الفحوصات الطبية فيما تقدم الأونروا جزءا من الأدوية للمسنين، وإذا ما اضطر المسن لشراء دواء له تتولى الدار محاسبة الصيدلية.
أيضا، الإنسانية تعني "ألا تعيش من أجل نفسك فقط".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق