الديمقراطيون الأمريكان: إلى اليسار در...!

. . ليست هناك تعليقات:


مع تلاشي الحلم الأمريكي في نسخته الرأسمالية

الديمقراطيون الأمريكان: إلى اليسار در...!

 
 
-- يتزايد التفكير بمفردات الحقوق ويتقلص من حيث الحريات الفردية، وأغلبية الرأي العام مع مقترحات ساندرز 
-- رؤية 61 بالمائة من الديمقراطيين الشباب للاشتراكية إيجابية 
-- الأزمة الاقتصادية لعام 2008، كانت نقطة تحول حقيقية في الحياة السياسية والاجتماعية الأمريكية
-- حركة «احتلوا وول ستريت» وضعت  موضوع التفاوت والفقر على الطاولة
-- التحدي الكبير الذي يواجه الاشتراكية في الولايات المتحدة هو الاستمرارية والثبات
-- أخّر أوباما عودة اليسار إلا أن المرشح الديمقراطي عام 2020 سيدافع عن برنامج ساندرز
-- كلمة الاشتراكية اليوم أكثر شعبية من كلمة الرأسمالية وانتهى ربطها بالتجربة السوفياتية
 
كادت الخدعة ان تمرّ.. وفي الحقيقة، سبق اختبار الوصفة على نطاق واسع. في ترتيب سيء في استطلاعات الرأي، قرر المرشـــــــح الجمهوري جاكســـون ميلر إطلاق آخر شريط فيديو، وطباعة ملصق صادم -10 الاف نسخة – ليبقى راسخا في الاذهان.
 على خلفية حمراء قرمزية، اصطفت وجوه ماركس، وإنجلز، ولينين، وستالين، وماو تسي تونغ و ... لي كارتر، منافسه الاشتراكي. لسوء حظه، خابت الفكرة، وتم انتخاب لي كارتر، 31 عاما، عضو في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين، بفارق عريض في السابع من نوفمبر في مجلس النواب لولاية فرجينيا.
 
 يجب القول إن “الذعر الأحمر” الشهير، الذي اخترق البلاد طوال القرن العشرين، لم يعد مناسبًا. وتُجمع استطلاعات الرأي على ان 61 بالمائة من الديمقراطيين الشباب لهم “رؤية إيجابية عن الاشتراكية».قد يبدو الامر وكأنه مفاجئ، ولكن هناك عودة في البلد لقراءة ماركس مرة أخرى. “هناك ولع حقيقي بذلك الآن،
 
 يقول إيلي زاريتسكي، أستاذ التاريخ في مدرسة نيويورك الجديدة ومؤلف كتاب اليسار، بحث في اليسار الآخر في الولايات المتحدة، ماركس هو أول من فكّر في الرأسمالية كنظام اجتماعي متكامل ومندمج، وليس فقط كنظام اقتصادي، كما أشار إلى أنه نظام يستغل العمال ويخلق تفاوتا كبيرا، ولهذا السبب نعود إلى ماركس، نقرأ نقدًا شاملا للرأسمالية».
 
جيل الألفية يمسك السلطة
غير أن الأمر ليس مجرد فضول فكري، فقد تم انتخاب العديد من المرشحين جراء اعلانهم صراحة انهم اشتراكيون. وهكذا، انتُخبت نجمة وسائل الإعلام الأمريكية الجديدة، “الكساندريا أوكاسيو كورتيز” (29 عاماً)، عضواً في البرلمان في نيويورك، وعضواً في حزب الديمقراطيين الاشتراكيين الأمريكيين.  لقد قادت الشابة حملة رائعة حول مواضيع قد تبدو سخيفة قبل بضع سنوات: الأمن الاجتماعي للجميع، ومجانيّة الجامعة، والأجر الأدنى المضمون، وفرض الضرائب على الأكثر ثراء، وتعديل وول ستريت، و”صفقة بيئية جديدة”. وشهدت المنظمة الاشتراكية، حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين، نموا خلال عامين لتنتقل من 5 الاف إلى 50 ألف عضو.

“لقد انتظرت هذا طوال حياتي!”، يقول منتشيا دان لا بوتز، ناشط قديم في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين الأمريكيين. «هناك تمظهر اجيال في عودة الاشتراكية، يقول كريستوف ديروبيه، الصحفي ومؤلف كتاب “أمريكا الاتية”. الكلمة اليوم أكثر شعبية من كلمة “الرأسمالية” بين جيل الألفية، الذين هم تحت 35 سنة لسبب بسيط: ولد أول ابناء جيل الألفية عام 1982، وكانوا أطفالا عند سقوط جدار برلين، وهذا من الماضي والتاريخ بالنسبة إليهم، وانتفى الربط بين كلمة الاشتراكية والتجربة السوفياتية».
 
وإذا كان هناك تأثير جيل، لا يمكن إنكاره، يقطع مع سنوات طويلة من مطاردة الحمر المرتبطة بالشيوعية والحرب الباردة، فإنه يتضاعف مع تأثير الأزمة الاقتصادية لعام 2008، التي كانت نقطة تحول حقيقية في الحياة السياسية والاجتماعية الأمريكية.
ان “أول ضحايا أزمة عام 2008 هم جيل الألفية، يضيف كريستوف دروبيه، إنها الشريحة الوحيدة التي لم تسترد المستوى الاقتصادي والاجتماعي الذي كانت عليه قبل الأزمة. فمن الصعب العثور على سكن، ولا يمكنك أن تصبح مالكًا، وهناك تفاوت في مكانة وتراتبية الأجيال، ويجب أن يضاف إلى كل هذا حقيقة أن معظم الشباب يعانون بشدة من الديون خلال دراستهم، ولا يستطيعون العثور على وظيفة في مستوى ذاك الاستثمار. 
 
وتقدّر الديون الطلابية في الولايات المتحدة بنحو 1.250 مليار. رقم مذهل. وبالنسبة لبكالوريا زائد 5، يتطلب الأمر ما بين 10 إلى 12 ألف دولار سنوياً في الجامعات الأكثر تواضعاً، و25 ألف دولار بالنسبة لجامعات رابطة آيفي الراقية، وتضاعف ذلك على خمس سنوات، إنه ضخم. وعلى سبيل المثال، لا تزال “الكساندريا أوكاسيو كورتيز”، التي انتُخبت نائبا في الآونة الاخيرة، تسدد قرض تعليمها الجامعي».
 
نهاية الاستثناء الأمريكي
عام 1906، نشر الخبير الاقتصادي الألماني فيرنر سومبارت، بحثا بقي في التاريخ وأصبح مرجعاً: لماذا لا توجد الاشتراكية في الولايات المتحدة؟ وحسب سومبارت، لا يمكن أن تتأصل الاشتراكية حقا في الولايات المتحدة لأن العمال كانوا في الغالب مع الرأسمالية. انهم يفكرون بمفردات الصعود الاجتماعي والتحسّن الفردي، ويتطلعون فقط إلى مغادرة طبقتهم وليس لاستثمارها بشكل جماعي. وهكذا، تم صياغة فكرة “الاستثناء الأمريكي”. فالفردانية ومناهضة الدولة، هما الأساس والمفتاح. اليوم، كل هذا يبدو في خطر. لقد تعثّر الحلم الأمريكي، ومعه يتلاشى الإيمان بالرأسمالية. “نحن في حقبة من التاريخ الأمريكي أصبح فيها نقد الرأسمالية سائدا، يوضح الديمقراطي نوميني كونست الداعم لبيرني ساندرز. ويدرك الشباب أن الاستهلاك المفرط لم يعد قابلاً للتطبيق، ورأوا اباءهم يعلنون الإفلاس، انهم يعرفون أن النموذج يتداعى».
 
لقد فتحت حركة “احتلوا وول ستريت”، التي ولدت ردا على الأزمة الاقتصادية وعلى إنقاذ العديد من البنوك الأمريكية، فتحت الطريق باتهامها لهذا النموذج الرأسمالي. “احتلوا، هي الرحم، يقول كريستوف ديروبيه، قد نعتقد أن الحركة تمثل الفشل، لكنها في الواقع هي نجاح سياسي وأيديولوجي مؤجّل. حركة احتلوا، في المجتمع الأمريكي مثل الأسبرين في الماء، يبدو وكأنه ليس موجودا في حين هو في كل مكان. لقد فرضت موضوعاتها وتركت بصماتها». ويؤكد العالم السياسي جودي دين هذه الفكرة. “حركة احتلوا وول ستريت، وضعت موضوع عدم المساواة والتفاوت والفقر على الطاولة، كما يقول. لقد بدأنا الحديث عن التفاوت الاقتصادي كواحد من أهم المواضيع التي يجب التعاطي معه.. وهذا تغيير كبير».
 
نداء إلى الدولة
بعد حركة احتلوا، تسلّمت حملة بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، المشعل. “جميع مقترحات بيرني ساندرز تملك اليوم الأغلبية في صفوف الرأي العام، يلاحظ كريستوف ديروبيه، ويتجلى ذلك في استطلاعات الرأي: 51 بالمائة من الجمهوريين يؤيدون تمديد النظام الصحي وتوسيعه، 59 بالمائة من الأمريكيين يؤيدون الاجر الأدنى بخمسة عشر دولارا، 66 بالمائة يؤيدون ضبط ثاني أكسيد الكربون وضريبة الكربون، 60 بالمائة مع السماح باستهلاك الماريخوانا، و62 بالمائة مع الضريبة على المعاملات المالية «.
بيرني ساندرز، رغم تأكيده بأنه “اشتراكي ديمقراطي”، فانه طالب ودافع طويلا عن النموذج الاسكندنافي أو “الضمان الاجتماعي الفرنسي”، متطلعا الى الديمقراطية الاجتماعية. “بالنسبة لساندرز، الاشتراكية هي الصفقة الجديدة لفرانكلين روزفلت، والمجتمع العظيم لليندون جونسون، يقول دان لا بوتز، نقابي وناشط في حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، اي تعديل الرأسمالية، وإحياء البرامج الاجتماعية الكينزية «.
 
يمكن أيضا النظر من زاوية برنامج اليسار الاشتراكي الأوروبي في الثلاثين المجيدة، ألا وهو توسيع مجال الدولة الكافلة. وهذا النداء للدولة هو تغيير يجب قياس حجمه واتساعه في بلد زرع طويلا تقاليد مضادة للدولة، أو على الأقل تسند إلى السلطة العامة دورا محدودا جدا لصالح الحرية الفردية. وقد قام بيرني ساندرز والكساندريا أوكاسيو كورتيز، في الآونة الاخيرة بحملة من اجل “ضمان وظائف فيدرالية” حيث تقوم الفكرة على أن الدولة الفيدرالية يجب أن توفر وظائف للمواطنين الأمريكيين. بعبارة أخرى، نوع من الحق الوجوبي في العمل. ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، فإن ما بين 52 بالمائة و79 بالمائة من الأمريكيين سيؤيدون هذا الإجراء. هكذا يتزايد التفكير بمفردات الحقوق، ويتقلص من حيث الحريات الفردية، وينتقل مركز ثقل الحزب الديمقراطي إلى اليسار. “لقد عمل باراك أوباما كمُؤَخِّر، فقد أخّر عودة اليسار الا ان المرشح الديمقراطي القادم عام 2020 سيقوم بحملة انتخابية محورها برنامج بيرني ساندرز، بالتأكيد”، يؤكد كريستوف ديروبيه.
 
«لم تخن 
الاشتراكية  أحدا هنا»
ومن المغري أن نرسم هنا أوجه التشابه ا مع أوروبا، ولا سيما حزب العمل البريطاني، الذي استولى عليه ناشطون شباب ووضعوا على راسه جيريمي كوربين، ممثل الجناح اليساري للتنظيم. بالنسبة إلى دان لا بوتز، تنظر الاشتراكية الديمقراطية الأمريكية جهة كوربين، ولكن أيضًا إلى بوديموس في إسبانيا، أو بلوكو دي إسكويردا البرتغالي، أو حتى فرنسا المتمردة. “الاختلاف الحقيقي مع أوروبا هو أننا لم نعرف أبداً أي حزب اشتراكي حاكم، أو حكومة يسارية، يقول جودي دين.. لم يسبق للاشتراكية هنا أن خانت او خذلت أحدا من قبل، ما زال بوسعنا تصديق ذلك».
 
اما بالنسبة إلى إيلي زاريتسكي، المتخصص في تاريخ اليسار الأمريكي، فإن التحدي الكبير الذي يواجه الاشتراكية في الولايات المتحدة، هو الاستمرارية والثبات. ويشير إلى أن “اليسار الراديكالي له تاريخ طويل في الولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر، لكن هناك هبّات اشتراكية سرعان ما تخبو وتسقط. والتحدي الحقيقي هو أن تتنزّل على المدى الطويل. “بحلول عام 2020، يمكننا الاعتماد على الشباب المنتخبين والاشتراكيين المنتخبين للحفاظ على الشعلة، والاعتماد ايضا، رغما عن انفه، على متاهات دونالد ترامب.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابحث في موضوعات الوكالة

برنامج ضروري لضبط الموقع

صفحة المقالات لابرز الكتاب

شبكة الدانة نيوز الرئيسية

اخر اخبار الدانة الاعلامية

إضافة سلايدر الاخبار بالصور الجانبية

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة

اعشاب تمنحك صحة قوية ورائعة
تعرف على 12 نوع من الاعشاب توفر لك حياة صحية جميلة سعيدة

روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية

روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية
روابط مواقع قنوات وصحف ومواقع اعلامية

احصائية انتشار كورونا حول العالم لحظة بلحظة

احصائية انتشار كورونا حول العالم لحظة بلحظة
بالتفصيل لكل دول العالم - احصائيات انتشار كورونا لحظة بلحظة

مدينة اللد الفلسطينيةى - تاريخ وحاضر مشرف

الاكثر قراءة

تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

-----تابعونا النشرة الاخبارية على الفيسبوك

الاخبار الرئيسية المتحركة

حكيم الاعلام الجديد

https://www.flickr.com/photos/125909665@N04/ 
حكيم الاعلام الجديد

اعلن معنا



تابعنا على الفيسبوك

------------- - - يسعدنا اعجابكم بصفحتنا يشرفنا متابعتكم لنا

جريدة الارادة


أتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الارشيف

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام

شرفونا بزيارتكم لصفحتنا على الانستغرام
الانستغرام

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة

نيو سيرفيس سنتر متخصصون في الاعلام والعلاقات العامة
مؤسستنا الرائدة في عالم الخدمات الاعلامية والعلاقات العامة ةالتمويل ودراسات الجدوى ةتقييم المشاريع

خدمات نيو سيرفيس

خدمات رائدة تقدمها مؤسسة نيو سيرفيس سنتر ---
مؤسسة نيوسيرفيس سنتر ترحب بكم 

خدماتنا ** خدماتنا ** خدماتنا 

اولا : تمويل المشاريع الكبرى في جميع الدول العربية والعالم 

ثانيا : تسويق وترويج واشهار شركاتكم ومؤسساتكم واعمالكم 

ثالثا : تقديم خدمة العلاقات العامة والاعلام للمؤسسات والافراد

رابعا : تقديم خدمة دراسات الجدوى من خلال التعاون مع مؤسسات صديقة

خامسا : تنظيم الحملات الاعلانية 

سادسا: توفير الخبرات من الموظفين في مختلف المجالات 

نرحب بكم اجمل ترحيب 
الاتصال واتس اب / ماسنجر / فايبر : هاتف 94003878 - 965
 
او الاتصال على البريد الالكتروني 
danaegenvy9090@gmail.com
 
اضغط هنا لمزيد من المعلومات 

اعلن معنا

اعلان سيارات

اعلن معنا

اعلن معنا
معنا تصل لجمهورك
?max-results=7"> سلايدر الصور والاخبار الرئيسي
');
" });

سلايدر الصور الرئيسي

المقالات الشائعة