مع احتفال اليهود بعيد الفصح هذه الأيام، الذي يؤرخ لذكرى خروج بني إسرائيل بقيادة نبي الله موسى عليه السلام من مصر وغرق آل فرعون في البحر الأحمر، يقدم الحاخام الإسرائيلي الدكتور "شوكي رييس" طرحًا مغايرًا يشكك من خلاله في قصة عبور بني إسرائيل البحر الأحمر.
ويرى "رييس" وهو نائب كلية علوم الإدارة "همخلالا" بمدينة "ريشون ليتسيون" ورئيس قسم التوراة في كلية "هرتسوج" الأكاديمية، أن بني إسرائيل لم يعبروا أصلا البحر الأحمر ولم يغرق به آل فرعون، وإنما يدور الحديث عن البحر المتوسط.
إلى نص المقال بصحيفة "يديعوت أحرونوت" المنشور الأحد 16 أبريل 2017
أين كان البحر بين مصر وإسرائيل، ولماذا كان بنو إسرائيل بحاجة لمعجزة؟ وعلى أي بحر تتحدث التوراة عن انشقاقه؟ عشية اليوم السابع من عيد الفصح- اليوم الذي وفقا للتراث اليهودي انشق البحر لنصفين، أنتم مدعوون للغوص معنا في رحلة وراء المعجزة.
من لا يعرف قصة انشقاق "بحر سوف" (البحر الذي عبره بنو إسرائيل كما جاء اسمه في التوراة، وفسر بعدها على أنه البحر الأحمر)، قصة عبور بني إسرائيل داخل اليابسة، وغرق المصريين في البحر، ومن لم يعرف حدود إسرائيل مع حدها الجنوبي: البحر الأحمر، أو بحر سوف كما نسميه حتى اليوم، مع خليج إيلات وخليج السويس.
نعرف أيضا خارطة مصر على طول النيل، الذي يمتد من أعلى إلى أسفل، من الجنوب إلى الشمال، وكثيرًا ما يُسأل السؤال، أين حدثت هذه القصة، ولماذا تطلب الأمر من الأساس معجزة للانتقال من مصر إلى أرض إسرائيل؟
أقام بنو إسرائيل في أرض جوشن (محافظة الشرقية وتحديدًا مدينة فاقوس- المترجم) على مسافة قريبة جدًا من الساحل الشمالي للبحر المتوسط. إذن أين البحر هناك الذي يجب شقه- ولماذا احتاج بنو إسرائيل معجزة للعبور من مصر لأرض إسرائيل؟
نقول أكثر: بين بورسعيد الواقعة في الشمال والسويس في الجنوب نحو 160 كم، لا توجد بها مياه، وكان بإمكان بني إسرائيل المرور بيسر من الغرب للشرق. اليوم توجد قناة السويس في هذا المكان، لكن في العصر القديم لم تكن هذه القناة موجودة.
انشقاق البحر- النسخة العقلانية
دخل الباحثون في جدل حول هذه النقطة. هناك من رأوا أن مكان عبور بني إسرائيل كان بشكل عام في منطقة الشمال. وهناك من قالوا أن ذلك حدث ف بحيرة البردويل المحاطة بالرمال المتحركة، ومعروفة بالمد والجزر بها، ومن خلال ذلك حاولوا توضيح معجزة انشقاق البحر بشكل عقلاني. يقول هؤلاء إن سيدنا موسى عرف استخدام المد والجزر واستغلالهما لإغراق المصريين، وتمكين بني إسرائيل من الوصول لليابسة. كان هناك باحثون ذهبوا إلى أنالبحيرات المرة إلى الجنوب هي موقع عبور بني إسرائيل البحر.
الحاخام افراهام ابن عزرا الذي عاش قبل ما يزيد عن 850 عاما، عرف جيدا الخارطة والسؤال- وقدم الإجابة: “ونحن علمنا أنه لم يكن هناك بحر أحمر بين مصر وأرض إسرائيل، وأنه ليس هناك من داع للمرور به، أمر الله بالقيام بذلك فقط كي يدخل المصريون بعد بني إسرائيل ويغرقوا".
إذن ليس هناك بحر بين إسرائيل ومصر، كما يوضح الحاخام، وعلينا أن ندرك أن الله قاد إسرائيل لمكان به بحر . يمكن أن يكون هذا قد حدث في خليج السويس أو في البحيرات المرة أو في بحيرة البردويل. لكن يجب أن ندرك أن الله سبحانه وتعالى أخذ بني إسرائيل متعمدا من المكان الطبيعي الذي يمكن العبور من خلاله، إلى مكان يوجد به بحر- لكي يرىبنو إسرائيل المصريين والعربات المصرية التي اشتهرت بقوتها، وهي تغرق في البحر، في وقت يمر بنو إسرائيل على اليابسة، وكل هذا لترسيخ إيمانهم بالله وبعبده موسى".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق