الجزائر- تتخذ حكومة العدالة والتنمية من بناء المساجد وترميمها في عدد من الدول أدوات للتوسّع والنفوذ، وتعمل على استغلال الجانب الديني حين تقوم بتجيير الدين الإسلامي لصالح سياستها للتغلغل في الدول والمجتمعات التي تستهدفها.
وفي هذا السياق نقلت وكالة الأناضول للأنباء خبراً أفادت فيه بافتتاح مسجد "الأمير عبد القادر" في محافظة وهران، غربي الجزائر، والمسجد يحمل اسم مؤسس الدولة الجزائرية، وذلك بتمويل من شركة تركية.
ويعدّ المسجد ثاني أكبر صرح إسلامي بوهران، بعد مسجد "عبد الحميد بن باديس" الذي افتتح في 2015.
وأشرف وزير الشؤون الدينية الجزائري محمد عيسى، على حفل افتتاح المسجد بحي "فلاوسن البركي" بوهران، بحضور ممثلين عن السلطات الرسمية، ومندوبين عن شركة "توسيالي" التركية للحديد والصلب التي مولت عملية البناء، وطلبة وأئمة وجمهور غفير.
ووسط حشود كبيرة، أقيمت أول صلاة جمعة في مسجد "الأمير عبد القادر" الذي أسس الدولة الجزائرية عام 1833م، وتتسع قاعة الصلاة به لخمسة آلاف مصلي.
وقال مدير الشؤون الدينية بوهران، مسعود عمروش، بحسب الأناضول، في تصريح للصحفيين على هامش الافتتاح، إنّ "هذا المسجد يعتبر إضافة جديدة ولبنة كبيرة من أجل تطوير المجتمع، وبناء الأفكار والإنسان".
والمسجد بملحقاته على مساحة 14 كلم مربع، وتتضمن قبّته نقوشاً وزخارفاً احتوت على أسماء الله الحسنى وأسماء بعض الصحابة.
وتشكل هندسة هذا الجامع التي استغرق إنجازها شهرين مزيجاً بين النمط العمراني المغاربي والتركي، بحسب السلطات المحلية.
ويشار أن الأمير عبد القادر بن محيي الدين (1808-1883م) المعروف بـ"عبد القادر الجزائري" كاتب وشاعر وفيلسوف وسياسي ومحارب اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر (1830-1962م)، وولد قرب محافظة معسكر (غرب) في 6 سبتمبر 1808.
وفيما يتعلق باتخاذ المساجد وسيلة للتغلغل بين أبناء المجتمعات والجاليات الإسلامية، دشّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في سبتمبر الماضي، مسجداً في مدينة كولونيا الألمانية، هو الأكبر في أوروبا وسط تظاهرات وتدابير أمنية مشددة.
وكان المسجد قد شيّد بتمويل من "الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية" (ديتيب) المرتبط بالسلطات في تركيا، ولاقى معارضة شديدة من المجتمع المدني الألماني وسط اتهامات بمحاولة تركيا استغلال أبناء الجالية التركية والإسلامية في ألمانيا لصالحها.
كما شارك أردوغان في يونيو الماضي أيضاً في مراسم افتتاح مسجد هالة سلطان في نيقوسيا،عاصمة قبرص التركية، الممول من تركيا والذي يتسع لـ 3 آلاف مصلٍّ.
وأثار بناء الجامع حينها ردود أفعال مختلفة في المجتمع القبرصي تراوحت بين الترحيب من البعض، والتخوّف من آخرين من تنامي نفوذ تركيا في البلد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق