ما هي انواع المعرفة الإنسانية:
طالب سلطان حمزة راشد الحميري
حاول الانسان جاهدا منذ بدء الخليقة ان يتعرف عناصر البيئة المحيطة به والعلاقات التي تربط هذه العناصر باستخدام خبراتة البسيطة في تعقب الظواهر ، ومن ثم الوصول الى ما يمكنة من مجابهة المشكلات التي تعترض حياتة ، وبالتالي لتسهيل تالفة مع الطبيعة وسيطرتة عليها . والانسان بما يتمتع به من قدرات وطاقات ادراكية وحسية استطاع عن طريق التفاعل والصراع مع البيئة بالظاهر منها والكامن ان يلاحظ وينتبه ، ويفكر ، ويؤسس الخبرات من خلال صراعة مع الغموض والصعوبات المحيطة به . وهذه الفاعلية النشيطة هي التي دفعتة الى مسار البحث والتنقيب عن تفسير لما يجري حولة لفهم الكون وكنه الاشياء. حيث نشأت المعرفة بنشوء الانسان وانه حاول جاهدا التوصل الى تفسيرات للظواهر والبحث عن اجابات تقلل مخاوفة وتسهل له حياتة ، وتوافق هذا الجهد طرائق عدة ، وصولا الى مرحلة استخدام العلم ومناهجة وبذلك نستطيع ان نصنف المعرفة الانسانية تبعا لميدانها والياتها المعرفية تجاه الظواهر بالاتي :
أولا : المعرفة الحسية Empirical Knowledge
وتعد من اقدم واسهل انواع المعرفة ملاحظة واستنتاجا ، ذلك انها تعتمد بشكل اساس على الحواس والتجربة ، وعلى الملاحظة للظواهر ملاحظة بسيطة ، غير مقصودة تقف عند مستوى الادراك الحسي العادي ، دون ان تتجة الى ايجاد المسببات او بناء الصلات ، ولا تسعى الى إدراك العلاقات القائمة بين الظواهر وعناصرها .
والمعرفة الحسية معرفة تلقائية ، تنتج عن نشاط غير مقصود ولا تم بغرض الكشف عن حقيقة علمية او غاية نظرية ، انما تكتفي بالظواهر الماثلة والمتغيرة التي تميزها الحواس الانسان الاساسية ، وبمرور الزمن كون الانسان لنفسة مجموعة من العادات والخبرات كان قد استفاد منها خلال تراكم التجارب والخبرات .
ثانيا : المعرفة الفلسفية Knowledge Philosophical
يرى بعض الفلاسفة ان المعرفة الفلسفية الخطوة الاولى في الاتجاه نحو تشكيل الحضارة العلمية الانسانية ، على اعتبار انها عكست قدرا كبيرا من التطور الفكري والنشاط وكشف الحقائق التي لايمكن باية حال ان يتمتع بها جميع الناس .
هذا النمط من المعرفة ليست في متناول الانسان العادي فهي تستلزم مستوى ذهني ذات قدرة على التفكير والتامل اكثر واعقد مما تتطلبه الحياة اليومية والمعرفة الحسية والظواهر الاجتماعية المحسوسة ، وتعتمد على التامل والاستنباط والقياس المنطقي ، وهذه غالبا ماترتقي الى العلم الميتافيزيقي ( ماوراء الطبيعة ) للبحث عن الوجود والجمال والروح وتلك لايمكن باية حال ان يدركها الانسان بالادوات الحواس المعرفية او بالتجربة الميدانية فذلك شأن اعلى من ان يقاس وقد تمثلت المعرفة الفلسفية بطريقة القياس الارسطي ( الصوري ) والذي يعتمد في الغالب على الحقائق معروفة مسبقا
ثالثا : المعرفة العلمية Knowledge Scientfic
تشكل المعرفة العلمية ارقى مستويات المعرفة واكثرها اختزالا وفائدة للبشرية وترتبط المعرفة العلمية بششدة بالتنظيم الفكري اذ عن طريقها يمكن للانسان ان يخضع الظاهرة والحوادث والمشكلات لدراسة موضوعية منظمة وحيادية ، تعتمد بشكل اساس على متغيراتها وعناصرها الحقيقية ، وليست الافتراضية وبشكل منظم ( متسلسل ) والمعرفة العلمية عمودها النشاط العقلي ( التفكير المنظم ) الذي يشكل قاعدتها الاساسية ومنطقها الجوهري نحو تبلور والظهور والاستمرار ،وبذلك فانها تعد مساهمة فاعلة ومتجددة تستند الى مبدأ التراكم فهي نشاط اجتماعي عام لايستند الى شروط الشخصية وانما يستند الى اخلاقيات العلم واهدافه ، وهذه تستند الى وجود حاجة ملحة .
فالمعرفة العلمية بشكل عام تستند على اتساق الجانب النظري والتطبيقي كل يكمل الاخ ويستند اليه ويثريه باتجاه وتوفير رصيد مناسب لتقليل مشكلات الانسان ودفعة الى النمو والتطور والحرية.





ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق